من هونغ كونغ إلى دبي، حلمٌ بالديمقراطيّة لم يفارقه

صورة 1 6/3/2020، 2:24PM: يأمل وونغ تعلّم اللغة العربيّة أثناء تواجده في دبي. عدسة: حلا حاج طالب
جاءت الفرصة التي انتظرها روي وونغ للتعبير عن غضبه، عندما فتح هاتفه النقّال في صباح يوم 9 حزيران (يونيو) 2019، ليجد آلاف الدعوات للتظاهر والخروج للشارع من جبهة حقوق الإنسان المدنيّة في هونغ كونغ من تطبيقِ على الهاتف، اعتراضاً على قانون تسليم المجرمين الهاربين للصين لمحاكمتهم الذي صدر قبل أشهر، لينزل إلى الشارع هو ورفيقته فوراً، حاملاً مظلّته بيده، وهاتفاً بصوتٍ عالٍ مع ما يقرب المليون شخص “نريد ديمقراطيّة حقيقيّة”.
هذا ما استذكره وونغ (23 عاماً) -وهو اسم مستعار، حيث رفض ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنيّة- من ذكرياته في احتجاجات هونغ كونغ، والتي وصفها بالـ”المدينة الأكثر متعةً في العالم” بعيونٍ لامعة ونبرة متحمّسة وهو جالسٌ أمامي في مكتبة الجامعة الأمريكيّة في دبي، التي جاء إليها العام الماضي، من أجل الدراسات الشرق أوسطيّة، مُختاراً الإمارات دون غيرها من البلدان العربيّة لأسباب تعود إلى ديانته المسيحيّة، فهو يعتقد بأنّ الإمارات “أكثر دول الوطن العربيّ انفتاحاً على الديانات والجنسيّات الأخرى وأأمنها”.


ما هي خلفيّة الأحداث؟
لفهم ما يجري على الأرض في هونغ كونغ حالياً، يرى وونغ أنّه يجب العودة إلى زمن الاحتلال البريطاني لهونغ كونغ عام 1997 عندما أعادت بريطانيا هونغ كونغ إلى الصين في الكامل بغضون 50 سنة، وابتدعت رئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الوقت مارغريت تاتشر فكرة “دولة واحدة، نظامان مختلفان”، فحافظت هونغ كونغ على نظامها الديمقراطي في الوقت الذي اتّخذت الصين النظام الشيوعي.
في 2014، أصبح مسموحاً لشعب هونغ كونغ أن يختاروا الرئيس التنفيذي للبلاد لقيادة المجلس التشريعي في هونغ كونغ. المشكلة في هذا، من وجهة نظر وونغ، أنّه من الـ 1200 شخص في اللجنة الانتخابيّة للرئيس التنفيذي، هناك 300 شخص مؤيدون للديمقراطية، بينما 900 شخص مؤيدون للصين. وهذا يعود، في رأي وونغ، إلى إعطاء 900 صوت حسب القانون لنخبة رجال الأعمال الذين يملكون مصالح اقتصادية مع الصين، وبالتالي “يتم التحكّم بقراراتهم من قبل الصين”. الأمر الذي تعتقد منظمّة “هونغ كونغ ووتش” أنّه يضعف ديمقراطية هونك كونغ واستقلالها ويجعلها “تحت تحكم الصين”.
ولهذا، قرار تسليم المعتقلين إلى الصين، الذي طُرح من قبل رئيسة هونغ كونغ التنفيذية كاري لام، أجّج “عدم الثقة في ديمقراطية واستقلال الحكومة” مما دفع الملايين للخروج والاحتجاج ليس عليه فقط بل على بعده السياسي أيضاً في مسألة سيطرة الصين على القانون الهونغ كونغي، والمخاوف من نفور المستثمرين الأجانب حسب ما يعتقده وونغ.
من جانبٍ آخر، تعتقد الحكومة الصينيّة أنّ الاحتجاجات في هونغ كونغ، ما هي إلّا أعمال شغب مدعومة خارجياً تُعرقل ازدهار هونغ كونغ، وأنّها ورقة تستخدمها قوى أجنبيّة ضدّ الصين للتدخّل في شؤونها.

وما زالت الاحتجاجات في هونغ كونغ تؤثّر في علاقات وونغ الشخصيّة في الإمارات مع الطلّاب الصينيّن الذين يخالفونه الرأي، وتدفعه للتعاطف مع الطلبة الفلسطينيين، والذي رأى في قضيّتهم ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، ما يشبه قضيّة هونغ كونغ بسعيها للاستقلال من السيطرة الصينيّة. ويقضي وونغ وقته في دبي حالياً في محاولة تعلّم اللغة العربيّة الذي يجدها “من أصعب اللغات”. ويأمل في العودة إلى هونغ كونغ التي “لا يفارقه التفكير فيها” في أقرب وقت.
تحرير: إلسا جرداق