من فن المقاومة إلى المقاومة عبر الفن.

Instagram scholarship @ivan.debs

أشكال جديدة للمقاومة.

بواسطة الرسم على الجدران، والرسوم الكاريكاتيرية المتحرّكة، والموسيقى والغناء تمكّن الشباب اللبناني من العثور على طرق جديدة تؤمن لهم فرصة للتعبير عن رأيهم في المقاومة، حيث يعتبر الكثير من الفنانين اللبنانيين الشباب أن الفن يلهب الحماس في قلوب المقاومين الجدد وتشعل الغضب والبغضاء في صدور المعتدين.

ويعتبر ناشط الحقوق الإنسانية المستقل وسام جرداق أن الفن يلعب دوراً هاماً وفعالاً في الصراعات والنزاعات التي واجهت وما زالت تواجه الواقع اللبناني؛ حيث ومن خلال الفن، تمكّن الشباب من فرض رأي ورفع صوتٍ كان مهملاً ومستخف به لأكثر من ثلاثين عاماً.

ففي مقابلة هاتفيّة عن أهمية تفاعل الشباب في المجتمع وخاصّةً في ظل الاحتجاجات اللبنانية وقال جرداق إنّ “الشباب هم نبض التغيير والتجديد في المجتمع”

وبذلك، يعتبر الشباب اللبناني أن “الرصاص يصيب جسد الإنسان ويؤذي بدنه، أما الفن يصيب مشاعر الإنسان ويؤذي ضميره وكيانه النفسي”.

ففي عالم الفنانين الخاص، يعتبر الشباب أنّ الرسومات تُرَسّخ في ذاكرة ووعي الشعب اللبناني ويصبح تأثيرها “بمثابة تأثير السلاح”. إلى ذلك، تحوّلت الجدران والساحات العامّة إلى فضاء واسع خاص يعبّر فيه المدير الفني شربل كيروز عن رأيه ووجهة نظره من خلال فن الجدران أو “الجرافيتي”.

وبابتسامة ناعمة وتركيز مطلق تظهر صبابة وميل كيروز لفنّه، حيث عبّر في مقابلة شخصيّة أن “الرسم على الجدران فنّ مدروس يُطبّق إنطلاقاً من الرسالة التي نود إيصالها. ولفعل ذلك، نهدف إلى إلفات النظر أوّلاً ثمّ التأثير على مشاعر المشاهد عبر رسوماتنا”.

وفي السياق نفسه، أشار المصمم الجرافيكي والفنان رامي كانسو بنبرة صوت واضحة تعكس شغفه للرسم، حيث عاد بحديثه إلى بداية استخدام الرسم كوسيلة للمواجهة في لبنان.

أما من خلال أكتاف عريضة وحركة يد عشوائية ونظرة بعيدة أفقية، ظهرت سعادة وحماس الفنان جان بيار عكاوي وهو يروي لي كيف كانت الموسيقى والأغاني الثورية ثغرة أمل في بحر الغضب والألم النفسي الذي يعيشه وقال ” لطالما كانت المقاومة منحنى يأخذه الرجال دفاعاً عن وطناً، أو أرضاً، أو حقوقاً سُلبت منهم. ولطالما كانت القوّة والسلاح الوسيلة الوحيدة للنزاع في وجه العدو، سواء كان سلطة خارجية أم سلطة داخليّة”.

كما تنوّعت طرق المقاومة والمواجهة وليس فقط من الجانب المادي، حيث أصبحت المناهضة الجديدة ذات جانب وقيمة معنويّة لدى الشباب اللبناني.

وعلّق مدرّس العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الأستاذ رودريغ أبي خليل في مقابلة شخصية أنّ المقاومة بالفن، أصبحت وسيلة فعّالة وحقيقية لا تقلّ شأناً عن القتال بالبندقية حيث قال “الفن يشكل وسيلة تعبير راقية تعكس تطوراً إجتماعيّاً عند الشعوب”.

“من لا تهزّه كلمة، لن يهزّه رصاص”، كلمات قليلة لكنّها عميقة، تمكّن من خلالها الشباب اللبناني من العثورعلى طريقة جديدة إلى توظيف وسائل أكثر فعالية للتأثير على الرأي العام وعلى المدى الطويل. فلم تعد المقاومة مجرّد سحب سلاح في وجه العدو، بل أصبحت ريشة قلمٍ لتدمير بلادٍ وسلطاتٍ وسياساتٍ بأكملها.

وسواء كان استعمال هذا القلم لرسم صورة لإيصال فكرةٍ معيّنة، أو لرسم أحرفٍ لتشكيل كلماتٍ ذات معنى معيّن، أصبح الفن وسيلة للتعبير عن قسوة الواقع بطريقةٍ إبداعيّة تتجاوز الحقيقة المُدرَكة نحو أشكال مختلفة لهذه الحقيقة عن ما يقدّمه الواقع للحواس بشكلٍ مباشر.

تحرير:رغد قدورة

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM