معرض الشارقة للكتاب: العربات مليئة بفاكهة المعرفة

كتب متنوعة بين الشعر والأدب والروايات والمعارف المتنوعة ملأت عربات الزوار في معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي افتتح دورته ال43 في السادس من نوفمبر 2024 تحت رعاية سمو حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. ويُعد هذا المعرض من أبرز الأحداث الثقافية في المنطقة العربية، حيث جذب عدداً كبيراً من الزوار المهتمين بالكتب وفعالياته المتنوعة. فقد توافد إلى المعرض، في مواسم سابقة، حوالي 2.17 مليون زائر، بحسبموقع معرض الشارقة الدولي للكتاب.
ندوات وقصص ملهمة
شهد المعرض مجموعة كبيرة من الندوات والنقاشات، التي تضمنت مواضيع مختلفة مثل الشعر، السير الذاتية، الروايات، وغيرها من المواضيع. وتتنوع الفعاليات بين جلسات نقاشية وقراءات أدبية وورش عمل، بالإضافة إلى قصص ملهمة تستعرض تجارب إبداعية متنوعة في مجالات الكتابة والفن.
وفي هذا السياق، أكدّ عابد لمعدّة هذا التقرير،على أهمية وجود بداية مشوقة ومثيرة في جميع أنواع الكتب، حيث قال “تختلف طريقة التشويق من نوع أدبي إلى آخر، فمثلاً في فن الجريمة يجب أن تجعل القارئ يتساءل مَن القاتل، وما الأسباب التي دفعته للقتل، طوال صفحات الكتاب حتى يصل إلى الجواب.”
وعن سياق مواقع التواصل الاجتماعي وما هو رائج، نُظمت ندوة عن نشر المحتوى الطبي من العيادة إلى العالم الرقمي، التي قدّمها الدكتور محمد الغندور. وأكدّ المحاضر على فوائد نشر المحتوى الطبي على مواقع التواصل الاجتماعي ووصول هذا المحتوى إلى أعداد كبيرة من الناس. ولفت إلى وجود فرق بين المحتوى الطبي على المواقع والعيادة، فقد بيّن أنه “في أغلب الأحيان يكون النشر على الانترنت هو للوقاية فقط، بينما العيادة هي مكان التشخيص.”
وحول مدى ثقة الجمهور بما يتم نشره من معلومات طبية على الانترنت، صرح الغندور لمعدّة هذا التقرير بأنه “يجب بناء ثقة مع الجمهور أولاً، حيث ينبغي تقديم المعلومات مدعومة بمصدر موثوق مثل وزارة الصحة. وبالتالي عند ذكر المصدر للمشاهد، يضمن صحة ودقة المعلومة“.
أنشطة التوقيع والتفاعل مع الكتاب
في أروقة المعرض، كانت هناك أنشطة مثل توقيع كتب بوجود مؤلفيها والتي كانت من الفعاليات التي لاقت إقبالاً كبيراً، والتي أثرت التجربة المعرفية لزائر المعرض ومنحته تجربة تتميز بالعمق والتنوع، حيث جمعت هذه الدورة من المعرض أكثر من 2520 ناشراً من 112 دولة ليقدموا على مدار 12 يوماً أكثر من 1357 فعالية متنوعة إلى جانب مجموعة متنوعة من الكتب والأعمال الأدبية تحت شعار “هكذا نبدأ”.
ويستضيف المعرض هذا العام المملكة المغربية كضيف شرف احتفاء بتراثها الثقافي الثري وإبداعات كتّابها ومفكريها ليمنح الزوار فرصة للتعرف على تاريخ المغرب الغني وإرثه الحضاري المتنوع.
ويعكس معرض الشارقة للكتاب تقدماً كبيراً في مكانة الأدب والثقافة في العالم العربي. من خلال توفير منصة للأدباء والناشرين للتفاعل مع جمهور واسع. يواصل المعرض تحقيق أهدافه الثقافية، حيث يفتح أبوابه سنوياً لمدة 12 يوماً، ليعود هذا العام في دورته الـ43 التي انطلقت في 6 نوفمبر وتستمر حتى 17 من الشهر الجاري تحت شعار “هكذا نبدأ“. وأعلنت هيئة الشارقة للكتاب اختيار الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية، وذلك تقديراً لمنجزاتها، بعد أن احتلت رواياتها قائمة الأكثر مبيعاً في الوطن العربي.