معرض الشارقة للكتاب، هكذا نبدأ رحلة لا تنتهي.

لمحة أولية
على بوابته الرئيسية كُتِبَ “هكذا نبدأ” وهو، بحق، يمثل بداية جديدة لتجربة فريدة ترسخ في ذاكرة كل من يطرقبابه ويتجول بين أروقته ويأخذ من سحره نفساً. في دورته الثالثة والأربعين، يعود معرض الشارقة الدولي للكتاب، ليزين مدينة المعارض في الشارقة، تحت رعاية حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
يبدأ المعرض بتاريخ 6 نوفمبر ولغاية 17 نوفمبر الجاري، ويستضيف 112 دولة، وأكثر من ألفين ومئتي دار نشر، وأكثر من ألف وخمسمئة فعالية مختلفة، وعلى رفوفه أكثر من مليون وثلاثمائة ألف عنوان مختلف.
يحتفي المعرض هذا العام، بالمغرب كضيف شرف، تكريماً لثقافته الأدبية والفكرية الثرية وإبداعات كتابه ومفكريه، ليمنح الزوار فرصة التعرف على تاريخ المغرب الغني وإرثه الحضاري المتنوع.
استقطب المعرض، بحسب إحصائيات موقع المعرض الإلكتروني، أكثر من مليوني زائر، حتى تاريخ 17 نوفمبرالجاري، من فئات عمرية وأعراق وأجناس مختلفة، تفاعلوا فيما بينهم من خلال الندوات الثقافية والعلمية والترفيهيةالتي أقيمت طوال أيام المعرض.
ندوات وورش عمل
شهدت هذه الدورة من المعرض حضوراً شبابياً قوياً، وخاصة في تقديم الندوات، مما أضفى حيوية وروحاً علىالمعرض. وفي السياق، قدمت الإعلامية الشابة وصانعة المحتوى، حلا حرب، ندوتين حواريتين، الأولى بعنوان“الذكاء الاصطناعي حلك السحري أم مساعدك؟” والتي بدأتها بتعريفٍ عامٍ لصناعة المحتوى وكيف أنها أصبحتجزءاً أساسياً في مجال الإعلام والصحافة. ناقشت حرب، بعد ذلك، حقيقة تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتنااليومية سواء كطلاب أو عاملين، وخاصة في مجالات الإعلام وصناعة المحتوى. وفي ختام الندوة، سلطت حربالضوء على أهمية التعامل مع الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة فعالة لتطوير المهارات والمعارف، وعليه قدمتللجمهور عدداً من المواقع الإلكترونية التي من شأنها أن تساعدَ في صناعة المحتوى. وفي تصريحٍ خاص لمعد هذاالتقرير، قالت حرب “كان الجزء المفضل لي في الندوة هو النقاش الذي دار بيني وبين الحضور، والذي شارك فيهالكبار والصغار وعبروا عن آرائهم بشكل حيوي“.
قدمت الإعلامية وصانعة المحتوى على منصة blinx أيضاً ندوة بعنوان “طرق تساعدك على الاستمرارية فيالمحتوى” والتي طرحت فيها مجموعة من الصعوبات التي تواجه صناع المحتوى من الفئات العمرية كافة؛ ومنهاأوقات الدوام الطويلة والأفكار الجديدة وغيرها. وأكدت حرب أن الاستمرارية تعني النمو، وقدمت خلال ورشتهانصائح عملية لمساعدة صناع المحتوى للوصول لهدفهم. من أهم النصائح كان العمل على تنويع المحتوى وعدمالاكتفاء بنوع واحد. وقدمت بعض الأدوات التي تسهل عملية صناعة المحتوى، منها أدوات الذكاء الاصطناعي الذييمثل دعماً كبيراً يتمثل بتوفير الوقت والجهد. وعليه قالت حرب “اليوم لا يمكننا تقديم أي نصيحة في المجال الرقميدون التطرق للذكاء الاصطناعي“.
وفي تصريحٍ خاص لمعد هذا التقرير، أكدت حرب “أن وجود الشباب في المعرض، سواء كمقدمي ندوات وورشات عمل أو زوار للمعرض، أضفى طابعاً عصرياً من شأنه التأثير الإيجابي على ضمان استدامة فعاليات الثقافة وخاصةً معرض الشارقة الدولي للكتاب“.
رمزية المعرض
لا يمثل معرض الشارقة للكتاب مكاناً ثقافياً فحسب، بل يشكل منصةً واسعةً تفتح مجالات وأفق واسعة للنقاشوتصادم الأفكار والآراء. ويترك المعرض أثراً إيجابياً يتمثل بتوسيع مدارك الزوار وخلق حالة من الابتكار والإبداع. هذا ما تهدف له إمارة الشارقة في سبيل الارتقاء بمكانتها كعاصمةٍ للثقافة.
انطلقت النسخة الأولى من معرض الشارقة الدولي للكتاب في عام 1982، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وقد جسدت هذه المبادرة رؤية سموه فيتعزيز التواصل والفكري بين الثقافات المختلفة، من خلال دعم الكتاب والكتاب. وبعد مرور أربعين عاماً، أصبح المعرض اليوم واحداً من أبرز ثلاثة معارض للكتاب في العالم، ليواصل دوره المحوري في تعزيز الفكر الإنساني والنهوض بالحوار الثقافي العالمي.