محادثة إعلامية مع عالم الفيزياء الفلكية

8 فبراير 2017
ناقش عالم الفيزياء الفلكية راجيف أوتاوشانداني، “التجارة والإتجار بالبشر”، الخميس الماضي في الجامعة الأمريكية في دبي.
“يشكل العبيد ٣٠ مليون في العالم اليوم”، هذا ما قاله أوتاوشانداني في بداية حديثه عن الإتجار بالبشر، التي باتت الأسرع صناعة إجرامية نمواً في العالم، لتعادل قضية المخدرات.
وقدم أوتاوشانداني إحصاءاتٍ فيما يتعلق بالاغتصاب في جميع أنحاء العالم، وكانت جمهورية الكونغو من أسوأ الدول، حيث يتم فيها اغتصاب امرأة كل ساعة بسبب الحرب الأهلية، كما أن الإحصاءات مماثلة في أحدث دولة في العالم وهي جنوب السودان.
وأضاف عالم الفيزياء الفلكية أن “واحدة من كل خمس ٥ نساء معرضة للاغتصاب والتحرش الجنسي”، مستدركاً أن المجتمعات الأبوية تلقي اللوم على الضحية وتتستر على الموضوع، لذلك، يرى أنه من المهم تمكين المرأة وتشجيعها على مشاركة وتبادل ما تعيشه في المجتمع. موضحاً أن صديقةً له تتحدث عن تجربتها علناً، حيث إنها تعرضت للاعتداء مرتين، من قبل مجموعة من ٦ إلى ٧ رجال. ولكنها، نجت من الوحشية التي عايشتها، وهي الآن تشفي كل من كان ضحيةً للاتجار بالبشر أو الاعتداء الجنسي.
ويرى أوتاوشانداني أن إصدار القوانين وتنفيذها هي من التحديات التي نواجهها في الوقت الحالي. والأسوأ من ذلك، هو عدم وجود قوانين تحمي النساء والفتيات لما يتعرضن له من عنف، لذلك، يجب الضغط على الحكومة وصنّاع القانون عن طريق استخدام الأدوات الخاصة بوسائل الإعلام والاتصال.
وتحدث العَالِم أيضاً عن العبودية ووصفها بالـ “واقع”، فالهند وحدها تحتوي على ٣٠ مليون عبدٍ منوهاً أن شركات عالمية كأرماني، تجبر الأطفال على صناعة الملابس والأحذية في مصانعها، مع أخذ الحيطة والحذر في إخفائهم عندما يحين موعد المراجعات السنوية. ونحن كمستهلكين لا نستطيع أن نتوقف عن شراء الأحذية والملابس، ولكن، بإمكان كل شخصٍ أن يساهم في تقليل هذه الجرائم.
ويؤمن عالم الفيزياء الفلكية بقوة العلم والتكنولوجيا ومقدرتها على حل هذه القضايا، حيث يرى أن التكنولوجيا تجعل من الشاهد “شرطياً” ليصور أو يسجل أي حادثةٍ ويقدمها للجهات المختصة، ولفت الانتباه إلى أنه من السهل إلقاء اللوم على الآخر، إلا أنه إن “لم تستطع أن تبادر بالفعل، فليس لك الحق في تقديم الشكوى”.
وتحدث أوتاوشانداني عن مؤسسته الغير ربحية “STEM Society”، التي أُنشأت قبل عامين، حيث إنها تحتوي إلى الآن على منتجَين، أحدهما هو تطبيق “H.E.R Rescue “، الذي يعمل على إرسال القوات المحلية لكل من يطلب المساعدة، علماً بأنه تم تطبيقه في الهند وسيتم إصداره في الفلبين والولايات المتحدة.
وأنشأ أيضاً مجموعةً من البرامج في المدارس تعرف بـ”H.E.R Clubs” التي تسعى إلى تعزيز الريادة الاجتماعية والبدء بالأعمال التجارية. ففي الهند، تم إنشاء تطبيق الـ “Anti-bullying”، الذي ساهم في خفض أفعال البلطجة بين الطلاب إلى ٦٠٪.
وأما بالنسبة لمؤسسة أوتاوشانداني الثالثة، فهي “H.E.R Conference” التي تشجع على معالجة القضايا الاجتماعية، حيث حضر أكثر من ٥٠٠ شخصٍ في أول مؤتمر لها في الهند.
يعمل الآن عالم الفيزياء الفلكية مع المجلس العام العراقي في لوس أنجلوس على توفير التعليم الظاهري للاجئين. وجاء ذلك بسبب زيارته عدداً من مخيمات اللاجئين في العراق العام الماضي، حيث قرر أن يقدم لهم حواسيب نقالة وهواتف محمولة للتعلم من خلالها، عِوضاً عن إنفاق ملايين الدولارات في بناء المدارس.
ثم أوضح أوتاوشانداني أن عمر الإنسان هو لا شيء مقارنةً بعمر الأرض، بحسب وجهة نظر الفيزياء الفلكية، التي تصل إلى ١٣ بليون سنة. لذلك، يجب على الإنسان تحقيق الكثير، ويجب ألا يشعر بالندم عند النظر إلى الوراء. ومن المهم أن نترك العالم في حالةٍ أفضل مما كان عليه عندما جئنا إليه.
وشارك أوتاوشانداني للحضور تجربته عندما زار ميتماً للأطفال في الهند، فطلبت منه مسؤولة المركز أن يلعب معهم ويقدم لهم الحنان والحب والرعاية التي يبحثون عنها عوضاً عن المال والألعاب. فقال “عناقٌ من طفلٍ برىءٍ هو أفضل من مصافحة الرئيس”. مستدركاً قصة الفتاة التي جثا من أجلها على ركبتيه واضعاً يديه على وجهها قائلاً لها،” أنتي جميلة”، فبكت الفتاة ولم تغادر راجيف لأكثر من ١٠ دقائق.
وفي سؤاله عن المنظمة الغير ربحية وعن البلدان التي تأخدها بعين الاعتبار، فأجاب “هي عالمية، ولكننا نركز حالياً
على الولايات المتحدة، والهند، والفلبين، والعراق لمتابعة تحصيلهم العلمي”.
أما بالنسبة عن نقطة التحول التي جعلته يدافع عن حقوق الإنسان بعد أن أراد أن يكون مصارعاً في صغره، فقال “أحداث ١٦ ديسمبر ٢٠١٢ في الهند أثرت بي على نحو شخصي، حيث تعرضت طالبةٌ إلى اغتصابٍ جماعي من قبل ستة رجالٍ في حافلةٍ في نيودلهي. والناس بالنسبة لي ثمينة، لذلك، أريد أن يكون الجميع في أمان.”
وفي تصريحٍ حصري للـ “MBRSC Post”، يعمل حالياً راجيف على تطوير طريقةٍ لمعالجة الاتجار بالجنس عبر الإنترنت عن طريق كشف النمط الذي يتواصل فيه المهربين مع الضحايا، ومن ثم تنبيه السلطات، مستدركاً “هو مشروعٌ معقد ولكن ما زلنا نعمل عليه”.
نبذة عن راجيف أوتاوشانداني
هو عالم الفيزياء الفلكية، وأستاذ، ورجل الأعمال الاجتماعية، ومحاضر لتحفيز الجماهير، وناشط في مجال حقوق الإنسان. وهو مؤسس ورئيس جمعية STEM Society ” لحقوق الإنسان”، حيث تعمل على تطبيق التكنولوجيا والعلوم والهندسة لحل أزمات حقوق الإنسان. بالإضافة إلى ذلك، هو مؤسس ” H.E.R” التي تعمل على حماية حقوق النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.
عزز أوتاوشانداني التعاون مع وكالة ناسا وشركة نورثروب غرومان بهدف جمع الفنون البصرية وفنون الأداء في المشاريع العلمية للبحث عن وسائل جديدة للتعليم.
كما أنه يساهم بتنفيذ البرامج والقوانين لحماية الأطفال والمرأة، كما أنه يشدد على ضرورة المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، وتعزيز حقوق الإنسان، واختيار المهنة.