مجلس الشيخ محمد بن زايد لأجيال المستقبل يلهم شباب الإمارات
تحت شعار “واقع جديد، آفاق جديدة”، انطلقت الأحد، 14 آذار (مارس) من العام الجاري، فعاليات “مجلس الشيخ محمد بن زايد لأجيال المستقبل” في دورتها الثالثة تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القوات المسلحة الإماراتية.
وسلط هذا المجلس الافتراضي الضوء على أهمية مساعدة الشباب في تخطي حدود إمكانياتهم وإيجاد رؤاهم الخاصة لكونهم جزءاً من خريطة المستقبل لدولة الإمارات. كما ساعد المجلس في تمكين الشباب من صناعة المستقبل وتوفير منصة تفاعلية لهم بالإضافة إلى إطلاعهم على أجندة دولة الإمارات في الأعوام الخمسين القادمة، من خلال طرح ثلاثة محاور رئيسة: “عالم متغير”، و”فرص جديدة”، و”الخمسون عاماً القادمة”.
وكانت الكلمة المفتاحية للشيخ عبدلله بن زايد، وزير الخارجية في دولة الإمارات، من أبرز أحداث المجلس، حيث بدأ بنقل سلام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمشاركين بالمجلس. كما وجه الشكر لكل من ساهم في تحقيق الخطة الطموحة التي رسمها “الوالد المؤسس” الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وأكّد أنّ الدولة التي تصل لمرحلة “الجمود”، بمعنى أنّها لا تغيّر تطلّعاتها بشكل مستمر، يتعثّر نموّها.
وضمت قائمة المتحدثين في المجلس 36 متحدثاً، أبرزهم 12 وزيراً و6 مسؤولين حكوميين في دولة الإمارات إلى جانب عدد من الخبراء الدوليين. واستقطب المجلس حوالي 13 ألف مشارك من الشباب، من ضمنهم مراسلة من كلية الشيخ محمد بن راشد للإعلام.
وغطى المجلس مواضيع أساسية، أبرزها: الاستدامة، والعوالم الرقمية وأبطال الابتكار، بالإضافة إلى بناء فرص جديدة للخمسين عام القادمة.
بناء دولة أكثر استدامة:
قالت حصة بنت عيسى بو حميد، وزير تنمية المجتمع، أنّ دولة الإمارات تنفق أكثر من 177 مليون درهم سنوياً على صناديق ومنح الزواج لتثقيف المتزوجين أو المقبلين على الزواج بجوانب الحياة الأسرية، إضافةً إلى دعمهم مادياً. وبالتالي، تساهم هذه المنح في بناء مستقبل مستدام للدول والأجيال القادمة، بحسب ما ذكرته وزير تنمية المجتمع.
وقالت بو حميد: “نعمل أيضاً مع أصحاب الهمم لتمكينهم في المجتمع ولضمان حصولهم على فرص متكافئة من خلال مجموعة من المبادرات الحكومية الداعمة”.
وفي إطار الاستدامة ذاته، أعلن محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، عن اهتمام دولة الإمارات في تحقيق مستقبل مستدام للجميع. وأضاف: “دولة الإمارات هي أول دولة في مجلس التعاون الخليجي التي صادقت على اتفاقية باريس”. ويعتبر اتفاق باريس اتفاق عالمي تمت صياغته في عام 2015 أثناء مؤتمر الأمم المتحدة في باريس بهدف التصدي لخطر تغير المناخ.
أبطال الابتكار والتفاؤل:
قال حمد الحامد، رئيس ومؤسس مجموعة غراسيا الزراعية، ” إنّ دور المبتكرين ورواد الأعمال في قطاع الزراعة أساسي وكبير، ولابد من أن نعرف التحديات الحقيقية التي تواجهنا حتى نتمكن من الاستثمار في كل ممكناتنا”.
وعن التفاؤل، قال آدم جرانت، عالم النفس التنظيمي ومؤلف كتاب “فكر مرة أخرى”، إنّ هناك بعض الأسباب التي تحثّه على التفاؤل بشأن المستقبل، منها: “لدينا الكثير من الشباب المتميزين الذي يحملون رؤى جديدة وجريئة.”
كما أنّه “إذا بدأت حياتك المهنية تحت ظروف استثنائية – مثل جائحة عالمية – فسوف ينتهي بك الأمر بعد مدة من الزمن إلى مزيد من الرضا عن وظيفتك”، بحسب أبحاث أعدّتها إيميلي بيانكي، مساعدة في التنظيم والأبحاث في جامعة إيموري في الولايات المتحدة الأميركية.
عوالم رقمية وفرص جديدة للخمسين عام القادمة:
تناول المحور الثاني من المجلس موضوع التكنولوجيا المتقدمة التي أتاحت سبل دراسة فيروس كورونا. وفي هذا السياق، قال آشيش كوشي، الرئيس التنفيذي لشركة “جي 24″، “لقد تمكنا مؤخراً من تسجيل تسلسل الجينوم الفيروسي لـ كوفيد -19. وبمساعدة الذكاء الاصطناعي والمعلومات الحيوية لدينا، يمكننا اليوم الإبلاغ عن اكتشاف الطفرات الناتجة في غضون 24 ساعة”.
وفي المحور الأخير للمجلس، ألقت عهود بنت خلفان الرومي، وزير الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل بالإمارات، خطاباً بعنوان “جيل مهمة الخمسين”، وذكرت فيه أنّ الإمارات، بقيادة الشيخ خليفة بن سلطان آل نهيان، تواصل نهجها في الاستثمار بالإنسان لتحقيق الأهداف والأولويات حتى تصل الإمارات إلى المركز الأول عالمياً بحلول مئوية ذكرى تأسيسها.
وأردفت: “ستنشأ أكثر من 149 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025 وستعتمد معظمها على مهارات المستقبل، وستزيد من جاهزية الشباب لفرص العمل الجديدة”.
حكايات: قصص سمفونية
واشتمل المجلس على عرض موسيقي بعنوان “حكايات: قصص سمفونية” الذي قدمه قائد الأركسترا، إيهاب درويش، وشارك فيه 128 فنان من 20 دولة مختلفة. وتضمن العرض أكاديمية بيتهوفن في مدينة كراكوف البولندية، حيث سلّطت الضوء على قيم التبادل وتنوع الثقافات التي تتميز بها دولة الإمارات.
وتزامن مجلس الشيخ محمد بن زايد لأجيال المستقبل مع احتفالات دولة الإمارات باليوبيل الذهبي. وأثرى المجلس عقول الشباب وحفّزهم على تبادل الرؤى والتطلّع إلى المستقبل بقلب متفائل.
