ما هو حال الطلّاب في السكن الجامعي بعد الإغلاق التام؟

السكن الجامعي، في 2 نيسان 2020. كالين الحاج
بعد إعلان حكومة دبي التعبئة العامة 24 ساعة، اختلفت حياة الطلاب الذين يعيشون في السكن الجامعي في الجامعة الأمريكيّة في دبي؛ حيث أصبح الخروج إلى السوبر ماركت والصيدليات صعباً وأكثر تعقيداً. وبالرغم من الشروط والإجراءات المتّخذة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، اختلفت آراء ومواقف الطلاب بما يتعلّق بالبقاء في الداخل ليلاً نهاراً؛ فبعضهم يئِس من الإجراءات والبقاء في الغرفة والبعض الآخر تأقلم مع الوضع الراهن وتقبّل الحياة كما هي. وبسبب الظروف الراهنة، أجرينا مقابلات عبر الواتآب مع بعض الطلاب لمعرفة كيف يمضون الوقت في السكن بعد إعلان الإغلاق التام في إمارة دبي.
في هذا السياق، كانت طالبة الصحافة يارا ياسين من الطلاب الذين لا يتحمّلون البقاء في مكان واحد لفترة طويلة؛ فقالت إنّ غرفة السكن الجامعي “هي في الأساس صغيرة”، وفي هذه الحالة تحديداً تراها “كئيبة جدّاً ومملة”؛ حيث أنّها “لا تستطيع الخروج إلى أي مكان وإنّ اضطرّت للخروج إلى الصيدلية أو إلى السوبرماركت لشراء ما تحتاج إليه من أكل وشرب، عند عودتها، عليها الدخول من الباب الأساسي للجامعة لأخذ بعض الإجراءات قبل دخولها؛ حيث أنّهم يتفقّدون حرارة كل من يخرج ويعودإلى الجامعة”. وبسؤالٍ عن الإجراءات المتّخذة، قالت يارا إنّ “صحيح الإجراءات هي من أجل سلامتهم، ولكنها تشعر بالضغط والملل من كل ما يحصل”.
أما بالنسبة لطالبة إدارة الأعمال، لوشيانا بو سمرا، لم تجد البقاء في السكن الجامعي في هذه الأحوال مشكلة لأنّ “الجامعة فتحت المجال للطلّاب بالنزول إلى جانب ملعب كرة القدم”؛ حيث أنّها “تذهب في المساء وتمارس الرياضة”. ولكن في المقابل، تقول لوشيانا أنّها “لا تخرج من السكن الجامعي لأنّ الجامعة أعلمت كل من يريد الخروج من السكن عليه تقدمة إجراء من هيئة الطرق والمواصلات قبل الخروج”، لذلك تفضّل “البقاء في السكن الجامعي كي لا تتورّط في مشاكل”.
كما وافق طالب الهندسة الكهربائية، شربل أبو راشد، على ما قالته لوشيانا؛ فبرأيه إنّ “البقاء في السكن الجامعي هو الحل الأنسب في هذه الأوضاع الحرجة”، خاصةً بعد إعلان إمارة دبي “الإغلاق الكامل”. وبالنسبة له، للبقاء في السكن الجامعي فوائد ومنها “عدم الإختلاط مع أي شخص غريب أو الخروج إلى مكان يمكن التقاط فيروس كورونا المستجد منه”. أمّا بالنسبة للخروج، قال شربل إنّه “لا يوجد أي مشكلة في موضوع الخروج؛ فالجميع ملتزمين في منازلهم ويطلب كل ما يحتاجه من أدوات وطعام عبر تطبيقات الإنترنت”، وإن اضطرّ للخروج، “يقومون بالإجراءات اللازمة على مدخل الجامعة الرئيسي قبل الدخول”. وفي أوقات الفراغ، يمارس شربل الرياضة في ملعب كرة القدم “للتمويه وكسر الروتين اليومي”.
وكان طالب الإنتاج الرقمي ورواية القصص، إيفان شمعون، في صفوف المتأقلمين؛ حيث قال إنّ “السكن الجامعي هو المكان الأكثر أماناً في الوقت الحاضر”؛ فلا يجد مشكلة في البقاء في الغرفة “طالما هذا هو الحل الوحيد للحدّ من انتشار هذا الفيروس”. وأضاف أنّ “هذا هو الوضع المفروض عليه حاليّاً، ولا يوجد حل آخر غير التأقلم”. ولكن في المقابل أكّد أنّه “يشعر بالراحة من حيث الإجراءات” خصوصاً في ما يتعلّق بالخروج عند الضرورة.
ورغم صعوبة البقاء في الغرفة والشعور بالوحدة، مع ازدياد حالات المصابين بفيروس كورونا المستجد يوماً بعد يوم، لا خيار للفرد غير البقاء في مكان واحد والتأقلم مع الوضع الراهن للحد من انتشار الفيروس ولحفاظ سلامة الطلاب المقيمين حاليّاً في السكن الجامعي.