ماذا ينتظر العالم في حقبة ترامب

بعد توليه منصب الرئاسة مجدداً، يظهر دونالد ترامب بشخصية وسياسات تختلف عما كان عليه في فترته الرئاسية الأولى عام 2017. وتثير هذه التغيرات موجة من التساؤلات حول تداعيات أجندة “أمريكا أولاً” التي بدأ تنفيذها، وما قد تُحدِثُهُ من تحولات في الاقتصاد والسياسة العالمية. ومع تبنيه سياسة تركز فقط على تحقيق المصالح الأمريكية، تواجه دول الخليج فرصاً وتحديات فيما يتعلق بالاقتصاد والأمن الإقليمي.

الطاقة والسياسات الاقتصادية

أوضح الصحفي والمحلل السياسي علي أسمر عدة نقاط حول الإدارة الأمريكية الجديدة، التي ستمثل تحدياً لدول الخليج. وقال إن العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج “تتسم بتشابك سياسي واقتصادي عميق”. ومن أبرز التأثيرات هو توجه الإدارة الأمريكية نحو دعم الطاقة المتجددة، مما سيؤدي إلى “انخفاض الطلب العالمي على النفط التقليدي”، الذي تعتمد عليه دول الخليج بشكل أساسي.

وعلى الجانب الآخر، كشف الصحفي أسمر أن ترامب سيعزز إنتاج النفط الصخري الأمريكي، والذي سيؤدي إلى رفع العرض العالمي من النفط والتأثير سلباً على دول الخليج.

السياسات التجارية العالمية

وبيّن الصحفي أسمر أن السياسات التجارية التي ستنفذها الإدارة الأمريكية قد تؤدي إلى تصاعد التوترات مع شركاء اقتصاديين مثل الصين وأوروبا.  وقال: هذه التوترات ستؤثر سلباً على استقرار الأسواق العالمية، وقد تتضرر منها دول الخليج التي تعتمد على استيراد المعدات والمواد الخام لمشاريعها التنموية“.

السياسة الإقليمية

وأشار الصحفي أسمر إلى أن عودة ترامب قد تعني “الضغط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل” و”الضغط على إيران”، مما سيؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة والتأثير على استقرار أسواق النفط والنقل البحري.  

التأثير على العالم

وقال رئيس تحرير الصحيفة الرقمية في منصة “بلينكس“، محمد العاصي: “إن الرئيس اليوم مختلف عن ترامب في عام 2017، لذلك لا يمكن التنبؤ بما يحمله معه هذه الفترة”. وأضاف أن ترامب كان له تأثير واضح على العالم قبل توليه المنصب، ” فالحرب على لبنان توقفت، وعلى غزة أيضاً. روسيا أصبحت منفتحة على حوار بشأن الحربعلى أوكرانيا، وإيران بدأت بإظهار ما تعتقد أنه مظاهر قوة، خشية استهدافها أميركياً أو إعطاء الضوء لاستهدافهاإسرائيلياً”.

تأثير خلفيته كرجل أعمال

وأفاد رئيس التحرير محمد العاصي أن ترامب يأتي بخبرة رجل أعمال ويعتمد على مبدأ “كن فيكون”، والذي يحمل إيجابيات وسلبيات.

يعود دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة مرةً أخرى بعد انتخابه في عام 2024، ليصبح الرئيس ال 47 للولايات المتحدة. تم تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني في العاصمة واشنطن، حيث كان العالم يترقب خطابه الأول، إذ من المتوقع أن تشكل سياساته نقطة تحول في الاقتصاد والسياسة العالمية، خاصة مع بدء تنفيذ أجندة “أمريكا أولاً”، التي قد تؤثر على حياة الملايين خارج الحدود الأمريكية وداخلها.  

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM