لماذا تنقسم الآراء حول نظام الدراسة “أونلاين”؟

في زمن يتحكم فيه فيروس بالعالم أجمع، رضخت المدارس والجامعات لخيار اتباع آليَّة التعليم عن بعد للحفاظ على سلامة الطَّلبة والمدرسين، بعدما سلب فيروس كورونا الطمأنينة من قلوب البشر، وأسقط تاج الصّحة عن رؤوسهم. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، تتبِع غالبية المدارس والجامعات نمط الدراسة والتعليم عن بعد، حيث يتلقى الطلبة مناهجهم من خلال محتوى تعليمي يتم نصّه إلكترونيّاً.

ونظراً لكونها تجربة جديدة يسعى الجميع للتعايش معها، تراوحت آراء الطلبة والمدرسين والأهالي، ما بين من يرى اتباع نمط التعليم عن بعد خطوة مثمرة، وآخرين يجدونها عقبة أمام تحقيق أهداف العملية التعليمية.

صعوبات الدراسة افتراضيّاً

وعبَّرت طالبة الصيدلة في جامعة الشارقة، لجين كلبونة، عن الصّعوبات التي تواجهها في الدراسة افتراضيّاً قائلة: “طلبة المجالات الصحية هم من يستصعبون أكثر التأقلم مع هذا النموذج الدِّراسيّ، وذلك بسبب حضورنا للمختبرات من وراء الشاشة، مما يمنعنا من تعلم المهارات اللازمة، وبهذا نحن لا نعطي مجالنا حقه، ولا نخوض التجربة التي حلمنا بها على أرض الواقع”.

لكنّ مدرس مادة إدارة الأعمال في مدرسة الاتحاد الخاصّة، رامي ملاط، قال إنه لا يمكن للأفراد الجزم بأنّ سلبيات التَّعليم عن بعد أكثرُ من الإيجابيات، أو العكس، موضحاً: “هذه المقاييس تعتمد على نوع الطلبة، والكفاءات الموجودة، ونظام المدرسة.” وأضاف: “من السلبيَّات التي لاحظتها كمدرس، هو إهمال الكثير من الطلبة لدراستهم مما صعّب عملية تقييم أدائهم، خصوصاً أننا لا نستطيع رؤية ردود أفعالهم”. وعن رأيه بالإيجابيات تابع ملاط: “زالت أعذار الغياب فزادت نسبة حضور الطّلاب، إضافة إلى أنّ بعضاً من المهام التي تساعدنا كمعلمين أكاديمياً، كانت أفضل أداءً عن بعد”.

ماذا يقول الأهالي؟

وعن الصعوبات التي يواجهها بعض الأهالي في تقنية التعلم عن بعد، شكت موظفة في شركة اتصالات، هبة شاهين، بخصوص تجربتها مع التعليم عن بعد، كأم لطفلين وعاملة، حيث قالت: “أواجه صعوبة في ضبط التعليم المنزلي لدى أطفالي، فبعكس وجودهم في المدارس، لا يوجد مَن يرشدهم، بسبب عدم تواجدنا أنا ووالدهم معهم أثناء ساعات دوامهم أونلاين، لنستطيع مراقبتهم ومساعدتهم في الدخول إلى البرامج ومتابعة دراستهم”، مضيفة “نحن لا نملك مهارة التدريس، فإن فاتهم شرح المعلم لن تكتمل المعلومات الصحيحة لديهم”.

وكانت قد أعلنت وزارة التّربية والتعليم في الحادي والعشرين من آذار (مارس) الماضي بعد تفشي فيروس كورونا في العالم، عن إلزام الطّلبة والمدرسين بنظام التعليم عن بعد، خشية من أن يساهم التقارب الجسدي في انتشار الوباء. وخلال الشهر الماضي أعادت النظر في التعليمات، ولكنّ جائحة كورونا ما زالت تهدد صحة الناس في جميع أنحاء العالم. وبذلك تستمر عمليّة التّعليم عن بعد في دولة الإمارات، مع إدراك صعوبة التكيّف مع تحدّيات هذا النّظام.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM