كيف غير فيروس كورونا العالم؟ وهل ستعود الحياة على ما كانت عليه؟

Photo by Edwin Hooper on Unsplash
حوالي 2,000,000 حالة كورونا مؤكدة، 170,000 حالة وفاة حول العالم، جعلتنا من الصعب تذكر كيف كانت حياتنا قبل هذا العدو غير المرئي. وحوّل فيروس كورونا التاجي، الذي نشأ في مدينة ووهان، الصين، صحة العالم كله واقتصاده واجتماعه إلى نوع من عالم غريب. فيُعد المعيار الجديد للمواعدة الآن، برامج عبر الانترنت وشراء ورق التواليت، الهدية الرومانسية باهضة الثمن، حيث أصبح الأغنياء فقراء وأصبحوا الفقراء أكثر فقرا.
وأثر الفيروس بنا سلبًا حتى على أكثر الأشخاص تفاؤلاً، حيث نحاول أن نبقى إيجابيين وِسط ما يشبه الأخبار الكئيبة والأكثر كآبة كل يوم. وغيّر الفيروس التاجي طريقة حياتنا اليومية والمعتادة في العمل واللعب والتعلم، فتم إغلاق المدارس، وإلغاء البطولات الرياضية، وطُلب من العديد من الأشخاص العمل من المنزل. وهذا يعني أيضًا تقليل الاتصال بالناس، وتجنب وسائل النقل العام كلما أمكن، والحد من السفر غير الضروري، وتخطي التجمعات الاجتماعية، وبالتأكيد لا يمكنكم الذهاب للترفيه عن نفسكم إلى الحانات المزدحمة والساحات الرياضية، لينهي بنا في عزلة ذاتية كاملة. فالعزلة تنتج بالشعور بالوحدة الضار بالصحة العقلية مثل تدخين 15 سيجارة يوميًا.
ولكن من ناحية أخرى، انتهى الأمر بإبداع الكثير من الناس حول العالم، كمحاولة للترفيه عن أنفسهم وحماية أنفسهم ليس فقط من الفيروس التاجي وبل من صحتهم العقلية المتأثرة. مثل جلسات التدريب عبر الإنترنت، أو الإبداع من خلال منصة تيك توك، أو حفلات موسيقية من خلال منصة الانستغرام، فهذا يجعل منصات وسائل التواصل الاجتماعي أفضل منفذ فني يستخدمه الناس حول العالم.
ولم يؤثر الفيروس على حياتنا الاجتماعية فقط، بل أنه يصيب اقتصادنا أكثر فأكثر، فالفيروس ضرب اقتصاد الأسر، والشركات، والمؤسسات المالية، والأسواق في نفس الوقت، سواء من خلال الحظر الحكومي أو قرارات العم، التي ابتدأت في الصين والآن على مستوى العالم. والذي أدى إلى فقدان الأجور للعمال في كثير من الحالات، وخاصة في الاقتصاد غير الرسمي، حيث لا توجد إجازة مدفوعة الأجر في دول منخفضة إلى متوسطة الدخل، مثل بعص الدول في أفريقيا، وأوروبا، والشرق الأوسط.
وبالنسبة للأسر الضعيفة مادياً، فإن فقدان الدخل، بسبب تفشي المرض، ممكن أن يؤدى إلى ارتفاع معدلات الفقر، وغياب وجبات الطعام للأطفال، وانخفاض الوصول إلى الرعاية الصحية. ففي بلد يعاني أزمات اقتصادية غير مسبوقة، مثل دولة لبنان، قد يهدده الفيروس في زيادة في معدلات الفقر والبطالة.
ومن ناحية أخرى، حتى دول عالي الدخل والاقتصاد، تأثرت بشكل كبير كنتيجة لانتشار فيروس. فعلى سبيل المثال، تحول سعر النفط الأمريكي إلى سلبي لأول مرة في التاريخ من 26 دولارًا للبرميل إلى أقل من 0 دولار. وبالإضافة لتعزيز الكثير من الاحتجاجات كمناهضة للحجر المنزلي عبر الشوارع في جميع أنحاء أمريكا، بسبب ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير، بعد الإقرار لحظر تجول شامل. أما في الشرق الأوسط، بدأت العدوى في توجيه ضربة مؤلمة إلى اقتصاد دبي مع إغلاق بعض الفنادق وانخفاض معدلات الإشغال إلى أقل من 10٪ في فنادق أخرى، بالإضافة للتعطيل المؤكد للسفر العالمي، في الربع الثاني من عام 2020، الذي يعد جزأ كبير من اقتصاد الإمارات.
هل ستعود الحياة على ما كانت عليه من قبل؟
أعتقد أننا سنعود لغسل أيدينا لمدة أربع ثوان، وليس 40 ثانية، وشراء القهوة لدينا يومياً من المقاهي المشهورة، وقضاء الكثير من أيام آخر الأسبوع مع الأصدقاء والأقارب. ولكن لا يزال من المبكر التكهن بالتأثير الذي سيحدثه بعد جائحة كورونا على دول العالم، من التكاليف الاقتصادية والاجتماعية. ولكن إن الطريقة التي ستدير بها الدول الصغيرة والكبيرة هذه الأزمة الصحية والاقتصادية الناتجة عن جائحة كوفيد-،19 ستشكل مستقبل العالم.
تحرير: رغد قدورة