“كوميك كون”، عندما يتغلّب حبّ الفن على هلع الكورونا
صورة 1: 7/3/2020، PM3:48: أثناء حوار مينا مسعود في كوميك كون. تصوير: حلا حاج طالب
أبى محبّو فن “الكوسبلاي” والأفلام والقصص المصوّرة، إلّا القدوم إلى دبي من كافة أنحاء الوطن العربي والعالم لحضور معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصوّرة “كوميك كون”، الذي انطلق بنسخته التاسعة من 5-7 آذار (مارس)، رغم انتشار حالة الهلع من فايروس كورونا في الدولة وتحذيرات الدولة من إجراء التجمّعات والسفر خارج البلاد.
نجوم عالميّة تحت سماء المعرض
وتميّز المعرض هذه السنة بحضور مشاهير عالميين أمثال الممثّل الأمريكي، مصريّ الأصل، مينا مسعود، والذي تميّز ببطولته لفيلم “علاء الدين” ((Aladdin في نسخته الجديدة في 2019 من إنتاج شركة والت ديزني، والذي تمّ اختياره للحضور، حسب عقايلي، كونه “رمز من رموز الفنّانين الصاعدين العرب القليلين، الذين تمكّنو من الوصول إلى هولوود، وتجسيد شخصيّة بطوليّة محبوبة كعلاء الدين”. وبالإضافة، سطع نجم الممثّل الهولوودي براندون روث المعروف بشخصيّة البطل الخارق “سوبرمان” (Superman)، والممثّلة الفرنسيّة إيلودي يونغ المعروفة بدور “إيليكترا” في مسلسل “ديرديفيل” ((Daredevil الذي حقّق نجاحاً باهراً على منصّة “نيتفليكس”.
الدخول إلى عالمٍ خيالي
والدخول إلى “كوميك كون”، كالدخول إلى عالمٍ خيالي، يجتمع فيه أبطال الأفلام والقصص المصوّرة الخياليّة بأزيائهم الكاملة، وتسريحات شعرهم المميّزة. فمحبّي فن “الكوسبلاي”، من مختلف الأعمار والجنسيات، مجتمعين للمشاركة في مسابقة تحكيم “الكوسبلاي” وهو نوع من فنون الأداء، حيث يقوم المشاركون بارتداء أزياء شخصيّة خياليّة من فيلم أو كرتون معيّن ووضع زينتها، وهي من أبرز الفعاليّات السنويّة للمعرض.
وفي لقاءٍ مع أحد الممارسين الإماراتيين للـ”كوسبلاي” عبدالله مُبارك، عن تجربة “الكوسبلاي” في “كوميك كون” وعن مدى تأثير هلع الكورونا في قراره المشاركة في المعرض يقول مُبارك.
مسابقة “الكوسبلاي”
ويتحدّث أحد محكّمي مسابقة “الكوسبلاي”عمر سامر عن تجربته في التحكيم في مقابلة معه بعد المسابقة، ويقول “كانت تجربة جميلة، لأنّه لأوّل مرّة استطعنا أن نراقب المتسابقسن عن قرب، ونحكم على ما يمكن أن يعدّلوه في أزيائهم” ويضيف “لقد انبهرنا في عروض المتسابقين العجيبة”. ويُختار حُكّام هذه المُسابقة تبعاً لخبرتهم ومدى احترافهم في مجال الكوسبلاي.
وتنقسم المسابقة إلى ثلاث فئات يتقمّص بها المشاركين شخصيّاتهم الخياليّة بحسبها، وهي فئة الأفلام أو القصص المصوّرة “الكوميك”، فئة الرسوم المتحرّكة اليابانيّة “الأنمي” وألعاب الفيديو، والفئة الأخيرة هي فئة الكوسبلاي العالمي والتي يتأهّل منها الفائز للمشاركة في مسابقة “الكوسبلاي” العالميّة في اليابان ممثلاً الإمارات. ويتم اختيار ثلاثة فائزين من كل فئة، ما عدا الفئة الأخيرة حيث يتأخّل منها مُشارك واحد فقط.
وتعتمد لجنة التحكيم، حسب سامر، إلى ثلاث معايير لاختيار الفائزين، وهي مدى قرب الزي من الشخصيّة المُقتبسة بأدقّ تفاصيله، ومدى الابتكار في تطوير الزيّ الأصلي، ومدى تميّز عرض أداء الشخصيّة، حيث يفوز من يحصل على أعلى نقاط في تلك المعايير.
فنّانون مستقلّون
والـ”كوميك كون” هو فرصة لجامعي القطع الفنّية النادرة المستوحاة من الأفلام والقصص المصوّرة، وألعاب الفيديو، والرسوم المحرّكة اليابانيّة “الأنمي”، التي يقوم بصنعها ورسمها فنّانون مستقلّون من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، حيث يعرضون منتجاتهم الأصليّة النادرة في المعرض.
والفنّانة زكيّة الوائلي، التي جاءت من سلطنة عُمان لتعرض منتجاتٍ لشخصيّتها الكرتونيّة التي ابتكرتها على وسائل التواصل الاجتماعي “كازونا شيدا”، تجد في عرضٍ أعمالها الفنّية في “كوميك كون” فرصة لتعريضها أكثر على الجمهور، وانتقالها من السوشيال ميديا إلى الواقع، حيث تقول أيضاً إنّها “فرصة للتعرّف على أشخاص أكثر، وفنّانين آخرين للتعلّم منهم والاستيحاء من أعمالهم”. ولا تخفي الوائلي تخوّفها وعائلتها من المشاركة في المعرض هذه السنة بسبب انتشار كورونا، ولكنّها تخطّت هذا الخوف لتوصل شخصيّتها للناس.
مستمرّون رغم الكورونا
وما أن يدخل المرء إلى مركز دبي التجاري العالمي الذي أُقيم المعرض فيه، حتّى يلاحظ أجهزة الفحص الحراري والحجرة الطبيّة المتنقلة بأخصّائها الطبّي كواحدة من الإجراءات الاحترازيّة التي تتّخذها الدولة، حيث يتحدّث أحد منظّمي المعرض أيمن العقايلي عن الصعوبات التي واجهوها أثناء تنظيمهم المعرض. وحسب أحد منظمي المعرض، أيمن عقايلي:
ورغم انخفاض أعداد زوّار المعرض هذه السنة مقارنة بالسنين الماضية في ظلّ انتشار فايروس كورونا، إلّا أنّ الحدث حقّق نجاحاً في استقطاب زوّار عالميين هذه السنة أيضاً ليُثبت حسب عقايلي أنّه حتّى مع وجود الكورونا فإنّ الناس تمكّنوا من الخروج للاستمتاع بأوقاتهم، وأنّ الوضع تحت السيطرة.
وتتراوح أسعار تذاكر الدخول لـ”كوميك كون” من 150 إلى 500 درهم إماراتي، حسب عدد الأيّام والامتيازات التي تقدّمها التذكرة.
تحرير: هيا محفوظ
