كورونا يكشف عمق الأزمة: من الأهم اللاعبون أم الأطباء؟

في ظل الأزمة الاقتصادية التي يواجها العالم بسبب فيروس كورونا، يُطرح سؤال عما إذا كانت الأموال التي تُدفع لمواجهة الفيروس كافية، فإذا نظرنا إلى الأموال التي تُنفق على الأنشطة الترفيهية كصناعة الأفلام والرياضة، سنجد بأنها مبالغ مُرتفعة للغاية، توازي المبالغ التي تُدفع لمُحاربة فيروس كورونا. مما يجعلنا نتساءل عما إذا كانت المُجتمعات تُفضِل الإنفاق على الأنشطة الترفيهية أكثر من إنفاقها على القِطاع الصحي.

وعادةً ما ينقسُم الرأي العام في هذه القضية إلى قسمين، واحد يرى بأن المُستهلك يبحثُ من خلال النشاطات الترفيهية كمشاهدة الأفلام والمباريات الرياضية عن الإثارة والتشويق، ولذلك فالممثلون والرياضيون يستحقون المبالغ التي يتقاضونها، أما الرأي الآخر فيرى بأن رواتبهم مُبالغ فيها، وأن مِهناً أخرى كالأطباء والمُهندسين يجب أن يتقاضى أصحابها أكثر من وذلك لما يقدمونه للمجتمع من خدمات.

وغالباً ما تتطلب صناعة الأفلام مبالغ باهظة، حيثُ تتراوح تكلُفة إنتاج الفيلم الواحد من ١٠٠ إلى ١٥٠ مليون دولار أمريكي، ويتقاضى أبطال الأفلام من ١.٥ مليون إلى ٢٠ مليون دولار أمريكي لكُل فيلم. ويُعتبر فيلم “Pirates of the Caribbean” هو الأغلى تاريخياً من ناحية تكلفة الإنتاج، حيث قُدرت تكلُفة إنتاج الفيلم ب ٣٧٨ مليون دولار أمريكي. في المقابل، نجد بأن كندا خصصت ٢٧٥ مليون دولار كندي للأبحاث الطبية المُتعلقة بفيروس كورونا، مما يعني بأن تكلُفة إنتاج فيلم واحد، أكثر مما خصصته دولة كاملة لبحث طبي. وبهذا يتجدد سؤال: “هل الترفيه أهم من الصحة؟”.

وبدورها لا تقلُ الرياضة عن صناعة الأفلام من حيثُ التكاليف، ففي أوروبا نجد بأن نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، يجني أكثر من ٨٠٠ مليون يورو كإيرادات سنوياً، ويجني نظيره ريال مدريد ٧٥٠ مليون يورو سنوياً، أما نادي يوفنتوس الإيطالي فيحُقق إيرادات بقيمة ٥٠٠ يورو سنوياً، مع الإشارة إلى أن إسبانيا وإيطاليا يأتيان بالمركز الثاني والثالث من حيث عدد حالات ووفيات بسبب فيروس كورونا، وذلك بسبب نقص في المُستلزمات الطبية اللازمة لاحتواء الفيروس بحسب فرانس ٢٤.

وتتصدر الولايات المُتحدة، الآن، قائمة أكثر الدول المُصابة بفيروس كورونا، ويعُتبر نظام الرعاية الصحية في الولايات المُتحدة الأعلى تكُلفة عالمياً، وفي المُقابل نجد بأن الفرق الرياضية الأمريكية تجني أرباحاً طائلة، ويتقاضى لاعبوها أجوراً هائلة، ففريق اليانكيز للبيسبول، يجني ٦٦٨ مليون دولار أمريكي سنوياً كأرباح، بينما يتقاضى لاعبوه من مليون إلى ٢٥ مليون دولار أمريكي سنوياً. كما بلغت عائدات دوري البيسبول للمحترفين ٩.٩ مليار دولار أمريكي، مما يعني أن عائدات دوري البيسبول الأمريكي أكثر من ميزانية دول كروسيا والبرازيل وهولندا معاً، ومن جهةٍ أخرى، قدر مجلس مراقبة التأهب العالمي أن المبلغ اللازم لمحاولة السيطرة على فيروس كورونا هو ٨ مليار دولار أمريكي، أي أقل من عائدات دوري البيسبول الأمريكي.

وفي مبادرةٍ لمُساعدة المستشفيات والمؤسسات الطبية على مواجهة فيروس كورونا، تبرع العديد من الرياضيين والشخصيات الشهيرة بمبالغ طائلة. وكان النجمان ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو أبرز المُتبرعين، حيث تبرع كلٌ منهما بمليون يورو لمؤسسات طبية في إسبانيا والبُرتغال والأرجنتين. وبدورها تبرعت أنجيلينا جولي وراين رينولذز (مليون دولار) وروجر فيديرير ونوفاك دجوكوفيتش (مليون يورو) لمُختلف الجمعيات والمؤسسات الطبية.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM