كمال بُلّاطة في ميم جاليري

“فنان تشكيلي ومؤرخ فني فلسطيني، ابن مدينة القدس، حلق للعالمية بفضل إنتاجه الغزير”، كلمات افتتحت فيها الكاتبة في مؤسسة بارجيل للفنون، سهيلة طاقش الجلسة الحوارية مع المدير التنفيذي لمؤسسة بارجيل للفنون، سلطان سعود القاسمي، وبإدارة كيفن جونس عن حياة وأعمال الفنان الفلسطيني كمال بُلّاطة في ميم جاليري في مدينة دبي يوم السبت. وقد عرض فيلم ” غريب في المنزل”، عقب الانتهاء من الجلسة الحوارية.

واستهلت طاقش الجلسة بعرض صور بُلّاطة في طفولته، وذكرت، ولد الفنان الفلسطيني في مدينة القدس عام 1942، وقد تدرب في مرسم المحترف خليل الحلبي “المشهور برسم الأيقونات”، وقد انعكس حبه وحنينه لأرضه، من خلال رسم بورتريهات وحارات القدس، وبقي ذلك حتى أخر حياته فقد أوصى بأن يدفن في القدس”.

وقالت عن طفولته، بدأ كمال رسمه بمساعدة خليل الحلبي، كان يجلس طويلأ في عطلته الصيفية، متأملاً بجمال قبة الصخرة لتعلم فن رسم النماذج الهندسية وفن “الموزاييك” وفن النقش بالخط العربي، المستخدم بصورة واضحة في قبة الصخرة، وكان شغفه الحقيقي هو رسم صور تحاكي الواقع الفلسطيني، وأضافت بأن أول لقاء جمعها مع بُلّاطة كان في ميم غاليري في عام 2014.

وبدوره قال سلطان القاسمي، كان بُلّاطة جزءًا من حركة الحروفية العربية، حيث جمّع الفنانون العرب بشكل تجريبي الخط العربي والحداثة، وكان بُلّاطة أيضاً كاتباً، فقد كتب ونشر العديد من الكتب والمقالات الرائدة في الفن الفلسطيني والثقافة المعاصرة ومنها، “استحضار المكان، دراسات في الفن التشكيلي المعاصر”، مكون من 300 صورة لأعمال فنية لفنانين فلسطينيين غيره، و”المناصرة” و”شموط”. وعدة مقالات مثل، “ذا مسلم ورلد”.

صرّح سلطان القاسمي، بمقابلة خاصة، عن مصدر إلهام بُلّاطة عند تنفيذه لأعماله الفنية، أمثلة احتذى بها  للخط للإسلامي والسيراميك، مثل النص الموجود على بلاط قصر الحمراء في إٍسبانيا، فقد اتخذه مصدر إلهام لعمله المؤلف من اثني عشر قطعة عام 1996، “اثنا عشر فانوساً لغرينادا”، وكان يعمل أيضاً في تصميم نوافذ الزجاج الملون في كنيسة القديسين بطرس وبولس في ولاية ماريلاند.

وقد أضاف سلطان القاسمي أيضاً، تحظى أعمال بُلّاطة باحترام كبير في جميع أنحاء العالم، ويعتبر بُلّاطة أحد أكبر الفنانين الحديثيين في فلسطين، وقد تم عرض أعماله في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وفي دول عربية مثل الأردن والمغرب.

ويذكر أن بُلّاطة، درس في أكاديمية الفنون الجميلة في روما، وعاش حياته في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمغرب ولبنان. وقد توفي في منزله عام 2019 في برلين عن عمر ناهز 77 عاماً.

ويذكر أن فيلم “غريب في المنزل”، قد وثّقه المخرج الهولندي رودولف فان دن بيرج صديق كمال بُلّاطة في عام ١٩٨٥، ويأخذ الفلم جمهوره رحلة مع بُلّاطة، الذي لم يرى وطنه لفترة طويلة جداً، فبالرغم من ذلك، فإن الأصدقاء، أثناء قيامهم بالرحلة معاً، يجدون أنفسهم أكثر انخراطًا في مواجهة مؤلمة كيهودي مقابل فلسطيني.

ويذكر أن ميم جاليري تعقد معرضاً للفنان والكاتب الفلسطيني الراحل كمال بلاطة من ١٧(شباط) فبراير إلى ٩(آذار) من الشهر الحالي.

تحرير: هيا محفوظ

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM