فنانو وشم في الإمارات يتابعون شغفهم سراً

Photo by Julia Giacomini on Unsplash
“كانت ضربة حظ عندما دخلتُ الإمارات بكل معدات الوشم الخاصة بي”، هذا ما قاله رسام الوشم العربي “العالمي”، المقيم خارج الإمارات، في مقابلة خاصة عبر الواتسآب، عن قصة دخوله لدولة الإمارات لمتابعة عمله الفني مع زبائنه في دبي. والذي رفض ذكر اسمه وأي من المعلومات الخاصة به، وصور لأعماله، لحماية سرية عمله، قال: “كانت مخاطرة منّي ولكن زبائني في دبي كانوا جديرين بالثقة والسرية، مما جعلها آمنة وسهلة بالنسبة لي. وسمعت الكثير من زبائني، أن فناني الوشم في دبي يقلقون كثيراً بسبب سرية القانون الموجود ضدهم، وهي قوانين الإمارات التابعة للشريعة”. ويَذكر، أن “الدولة قد ترغب في إعادة التفكير في السماح لفناني الوشم بمتابعة فنهم علناً ورسماً، لأن الانفتاح الذهني وتنوع سكان الإمارات سيعززان السياحة بحثاً عن فنانين وشم عالميين في واحدة من أكثر الدول تنوعاً في العالم العربي”.
وفي ضوء فيروس كورونا، تأثرت أو أُغلقت آلاف الوظائف حول العالم، ومنهم رسامو الوشم، خاصة باعتماد عملهم بشكل حساس على نظافة معداتهم. وصرّح رسام الوشم العربي “العالمي”، أنه يعلم الكثير من رسامي وشم حول العالم تضرروا كثيراً من انتشار هذا الفيروس، و معظمهم ليس لديهم أعمال جانبية أخرى عدى عن هذه الحرفة. وأضاف أنه “سيستغرق الكثير من الوقت لرجوع كل شيء عحاله، بالأخص معنا كرسامين وشم، بسبب اهتزاز ثقة الناس بنظافة وعقامة أدواتنا المستخدمة في هذه الأزمة. فأنا الآن عالق في بلدي، وتم تأجيل سفري إلى دبي، لمتابعة زبائني، وبيروت، وقطر، الدول الأوروبية”.
علاوة على ذلك، فرسام الوشم الصيني وطالب الفنون، التقط آلة الوشم الخاصة به كحرفة في سن 18 ونقل حرفته معه إلى دبي. وقال ز.ي، الذي رفض ذكر اسمه لحماية سرية عمله، أنّ “معظم زبائنه يتواصلون معه للمواعيد من خلال منصة التواصل الاجتماعي، الانستغرام، لأنها محفظة صور لفناني الوشم، وتجذب زبائن جدداً بسهولة. ووصف فن الوشم في الإمارات ب “الصناعة الرمادية”، قائلاً “من الصعب معرفة مدى جدية الإمارات حيال ذلك، ولكن صحيح أن هناك بعض الأخبار عن بعض فناني الوشم الذين داهمتهم الشرطة”. وأضاف أنه “من الصعب لرسامي الوشم الحصول على تصاريح للعمل، لأن ذلك له صلة بالرعاية الصحية، وإذا كان من الصعب الحصول على تراخيص طبية في اليابان، الدولة التي ترخص عمل رسامي الوشم، تخيلوا مدى صعوبة الأمر هنا”.

ومن ناحية أخرى، صرّح الملازم أول جناح دبي الجوي، سامي سعيد سعداوي، في مقابلة عبر الهاتف، بأن “الإمارات بابها مغلق نهائياً بهذا الموضوع، وتمتد الأسباب للعادات والتقاليد، والعادات الإسلامية، والأمراض الناجية من الأدوات المستعملة في هذه الأنواع من الممارسات”. وصحّح أن “الإمارات تسمح قانونياً لبيع الخمور والتي هي ضد الشريعة، ولكن تعتبر رخص خاصة بشق الفنادق، حيث أنها تعزز اقتصاد الدولة والسياحة، وخاصة في مدينة دبي”. وأضاف سعداوي، أن “معظمهم من الجالية الفيليبينية”، وعندما تلتقط الشرطة أيًا من فناني الوشم العاملين سراً، يتم نقلهم على الفور للنيابة العامة في الدائرة الاقتصادية.
أمّا بالنسبة لرسام الوشم الفلبيني، المقيم في الإمارات، ر.س، الذي رفض ذكر اسمه لحماية سرية عمله، فقد بدأ في متابعة فنون الوشم من أجل المتعة والشغف، حتى بدأ في تلقي الهدايا والمال واشتهر، قرر الاحتفاظ بها كوظيفة جانبية. وقال ر.س في مقابلة خاصة عبر الواتسآب، إن “الناس يثقون بي في عمل وشومهم من خلال عملي الشهير، والكلمات التحفيزية المتواردة على ألسنة زبائني”. وصحح قائلاً: “أنني أعلم أنه غير مسموح العمل كرسام وشم في الإمارات، حيث حاولت تقديم طلب للحصول على ترخيص، ولكن لم يمنحوني ذلك بسبب قانون الشريعة، وأنا أحترم ذلك تماماً”. ويعتقد رسام الوشم أنه “إذا مُنح فنانو الوشم ترخيصاً من الدولة، فسيتم منع فناني الوشم الآخرين غير الشرعيين من ممارستهم للحرفة بشكل غير مسؤول، وسيراقبون نظافتهم وجودتهم بشكل صحيح ورسمي”.

ووفق معايير خدمات التجميل غير الجراحية داخل دائرة التنظيم الصحي في هيئة الصحة بدبي، فإن الوشم غير منظم في الإمارات. ويتم منح تراخيص قانونية فقط للوشم للضرورات الطبية أو إزالة الوشم من قبل السلطات الصحية في الدولة. وقال رسام الوشم العربي “العالمي”: “يسمح ويصرّح فقط للفتيات الذين يعملون كفناني وشم الوجه للحاجبين والماكياج لاستيراد معدات الوشم الخاصة بهم من خارج البلاد”.
وفي بودكاست، سُجّل عبر منصة زوم، ناقش المصور السينمائي، أمير شيّا، وطالب في صناعة الأفلام في معهد SAE، عبد الرحمن الجبر، ما يعلمون عن مجال فن الوشم في الإمارات، في الرابط التالي:


تحرير: حنان الكبت