غلاء المهور.. كسر للظهور

ارتفاع غلاء المهور هي آفة المجتمع الإماراتي الجديدة، فأرقام مالية ضخمة تتزايد يوما بعد يوم، مما ساهم في عزوف آلاف الشباب الإماراتي عن الزواج وعن الدخول في القفص الذهبي.
أصبحت المهور تصل إلى أكثر من مئة ألف درهم إماراتي، مما دفع الشاب الثلاثيني الموظف في أحد الدوائر الحكومية عادل إبراهيم إلى قطع العلاقة وإنهاء مشروع الزواج، من بعد ما طلب منه مهر قدره مئة وعشرون ألف درهم لتجهيز العروس (خطيبته)، مؤكدا على أنه لا يملك هذا المبلغ الكبير للمهر فقط، فهو يعلم أنه توجد تبعات لهذا المهر من حفل زفاف وتأثيث منزل وغيرها من الأمور المهمة لتأسيس الحياة الزوجية، ويقول:”أنا أستطيع أن أجهز حفل زفاف بقاعة بسيطة بالمهر الذي طلبته أسرة العروس، وأعلم أنه سيكون بتكاليف أقل من المئة وعشرين ألف درهم، ولن أفكر أن أدفع هذا المهر في يوم من الأيام لأجل التباهي والتفاخر، فمن يفكر بهذه الطريقة فهو يعاني من قلة الوعي والثقافة”.

بينما كان رأي سارة السويدي، موظفة في القطاع الخاص، بأن “من المفترض دفع مهر عالي الثمن، لأن الشاب الذي يستطيع شراء سيارة تقدر بمئتي ألف درهم، لابد من أن يدفع للفتاة مهرا مقاربا للسيارة”، اعتقادا منها بأن الفتاة تقرن الأمان النفسي بالأمان الاقتصادي. أما عن رأي ميرة الخوري طالبة في جامعة زايد في دبي أنه “كلما دفع الشاب مهرا أكثر للفتاة شعر بقيمتها أكثر، فبالتالي لن يستطيع الاستغناء عنها بسهولة”.

وحسب إحصائيات رصدتها إذاعة هولندا العالمية Radio Netherlands Worldwide، حول معدلات العنوسة خلال عام 2013، كشفت أن دولة الإمارات سجلت ثاني أعلى نسبة عنوسة في الوطن العربي بنسبة 75% متصدرة دول الخليج في نسبة العنوسة، وأرجعت الدراسة السبب إلى المغالاة في المهور.

وأكد جاسم الشحيمي، كاتب إماراتي في جريدة البيان، أن ارتفاع أرقام العنوسة في الإمارات لم تكن النتيجة الوحيدة لارتفاع أسعار المهور، مضيفا أنه هناك نتائج أخرى مثل زيادة الديون التي تضغط على كاهل الشبان الإماراتيين، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق في السنة الأولى من الزواج التي تكاد أن تلامس ال 40% استنادا إلى برنامج “إعداد” التابع لصندوق الزواج الإماراتي، والزواج من الأجنبيات.

وفي استطلاع أجرته هيئة تنمية المجتمع حول ظاهرة غلاء المهور،وجدت أن %80 من الإناث و%72 من الذكور يعتبرون الأسرة المسؤول الرئيسي عن «العنوسة»، وشكّل تدخل الوالدين نسبة 35.7%، مجسدةّ بواقع سباق التحدي الذي يعيشه الأسر بمن سيدفع أعلى رقم كمهر مع تجهيزأفخم حفل زفاف.

وأشارت المدير العام بالإنابة لمؤسسة صندوق الزواج الإماراتي حبيبة عيسى الحوسني، إلى أن “غلاء المهور يرجع للأساليب الغربية التي اكتسبها المجتمع الإماراتي في طريقة تجهيز حفلات الزفاف، شاملة الديكورات المستخدمة في قاعات الزواج وحفل العشاء الذي يزيد عن خمسين ألف درهم”، ولكنه يتناقض مع العادات والتقاليد والموروث الإجتماعي الذي توارثناه عن آبائنا وأجدادنا، لأن تقاليد الزواج في الماضي اتسمت بالبساطة وتكاتف أهل البيت الواحد.

وأوضح حمد محمد الأحبابي مواطن إماراتي من العقد الستيني، أنه دفع مهر زوجته عام 1978 ألف درهم فقط، معارضّا ظاهرة غلاء المهور في وقتنا الحالي، لأنها ترهق ميزانية الشاب الإماراتي وتدخله في دوامة الديون في بداية حياته الزوجية، وكل ما عليه أن يفعله ببساطة هو أن يمد ريوله (رجليه) على قد لحافه.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM