عربي لا يتكلم العربي

لجين أبو الفرج تصمم لتغيير هذا الواقع

“ليش مستوى العربي مرة ضعيف؟” سؤال بدء يجول خاطر لجين أثناء دراستها الثانوية في الكويت حين لاحظت تحدي يواجه صديقاتها العرب مع دراسة اللغة العربي في مدرستها الخاصة.

تخرجت وانتقلت لدراسة الاتصالات البصرية في الجامعة الأميركية في الشارقة، ليتردد السؤال مرة أخرى على صيغة “ليش ما يعلمونا مواد تصميم بالعربي؟” ولكن النقطة الفارقة كانت بعد تخرجها، بمكالمة هاتفية من مدرسة ابنها تكشف لها أنه يكره اللغة العربية لدرجة أنه يبكي رافضاً دخول الحصة.

لجين أبو الفرج مواطنة سعودية، تعيش في دبي، وهي الشريك المؤسس للمصممة سارة العارف في انشاء “توثيردز ديزاين استوديو،” تسعى لشق طريقها وتغيير الأسلوب المعتاد إزاء التصميم بالعربي. باشرت لجين خطاها في عالم التصميم بأعمال مميزة، تفاعلية، غير تقليدية، محطمة الصورة النمطية، لتظهر أن اللغة العربية ليست مستثنى على شيء محدد.

ابحث عن طريقك

خطت لجين أولى خطواتها تجاه هذا الهدف حين كانت لا تزال طالبة، بتصميم مشروع التخرج باللغة العربية. بالرغم من انتقاد أحد أساتذتها، سعت لجين للتواصل مع خطاطين والمشاركة بصفوف ودورات خارج الجامعة لتنهي ثلاث مشاريع ناجحة بالخط العربي.

قبل حوالي ثمان سنوات، خطت لجين مرة أخرى بعد أن شعرت “بالغيرة” لأن ابنها من أبوين عرب، في بلد عربي، لا يحب العربي، وعلاوة على ذلك يفضل لغة أخرى. لم تَلُم لجين طفلها بل “النظام التعليمي الذي لا يخاطب العالم العصري.” لذلك قررت لجين أن ترسخ كل طاقتها الإبداعية لتغيير واقع، تعايشه الكثير من الأمهات.

خطوات صغيرة-أهداف كبيرة

“لم تكن غايتي أن أغصب أطفالي بل أن أزرع الحب للعربي” مضيفة “حلمي كان أن أصل لكل الأطفال لكن أدركت اذ لم يحب أطفالي اللغة العربية، لن أستطيع الوصول لبقية الأطفال.”

وبهذا الهدف بدأت لجين بتصميم شخصيات كارتون وقصص قصيرة وألعاب لإيصال اللغة العربية لأطفالها بطريقة تجذب خيالهم وطريقة تعبيرهم. هذه كانت الخطوات التمهيدية لإطلاق مشروع أكوان لتعزيز اللغة العربية لفئة أكبر من الأطفال بالتعاون مع شريكتها سارة العارف.

التصميم في عصر التواصل الإجتماعي

 تستغل لجين المنابر المختلفة لإيصال رسالتها، حيث تقول “نستخدم الإنستاغرام كمنصة توعوية للأهالي بشكل خاص ومنبر للوصول للمنصات الأخرى. اليوتيوب هو المنصة التعليمية التي سنقوم بتحميل كل أعمالنا عليها وسيتمكن الأطفال من الاستفادة، أما الموقع الإلكتروني يوفر المنتجات والألعاب التعليمية. “

وتضيف لجين، “منتجات أكوان، سواء الألعاب، أو الفيديوهات أو المواد التعليمية، جميعها تهدف لربط المرح باللغة العربية.”

منتجات أكوان: كاميرا فورية- الصورة من لجين أبو الفرج

أحد أهداف أكوان ادخال مفردات عربية في حديث الأطفال العام بطريقة تفاعلية، عفوية. فبهذه الكاميرا الفورية تسعى لجين لاستبدال الثقافة المتداولة بقول “تشيز-cheese” عند التقاط صورة بكلمة عربية، معبرة أكثر، وتعكس مشاعر التقاط الصورة وهي كلمة “سعيد.”

وتقول لجين “لو أننا طلبنا من الأطفال أن يقولوا سعيد سيستغربون الفكرة ولكن إضافة حركة تفاعلية سترسخ الفكرة بتجربة ممتعة ولها ذكرى.”

التقليدي بأسلوب عصري

وتضيف لجين، “لغتنا وثقافتنا العربية غنية وجميلة،” لكن برأيها تكمن المشكلة “بالمواد التقليدية، الغير متجددة، التي تحصر منظورنا،” ولذلك ترى لجين أنه “واجبنا كمصممين ابتكار تصاميم تغير هذا الواقع.”

ومن هذا المنطلق أطلق “توثيردز ديزاين استوديو” مجموعة بطاقات تهنئة الكترونية من ضمنها سلسلة تصاميم لرمضان ٢٠١٩ تظهر روح شهر رمضان وطقوسه الخاصة التي يألفها كل من عايَشْ رمضان، بصورة غير معتادة، تحت وسم#twothirdsgreeting .

وكما هو واضح من التصاميم، تعترف لجين أنها متصلة عاطفياً بكل مشاريعها لأن “الموضوع ليس عمل، بل رسالة وهدف أسعى لإيصاله،” موجهة نصيحة لكل شخص، “مجرد أن أحداً غيرك لم يشق هذا الطريق، لا يعني أن هذا الطريق، خاطئ أو لن يوصلك لوجهتك،” مضيفة “عندما بدأت أولى خطواتي لم أجد أحد في هذا الطريق ولكن اليوم العديد من الأشخاص يقلدون تصاميمي.”

تحرير: رزان محمد

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM