طلاب الجامعة الأردنية في مواجهة رفع الرسوم

علا يحيى/
“معتصمين باستمرار، حتى يسقط القرار”
“مين قال الطالب مات؟ هيو بيهتف بالساحات”
بهذه الشعارات تعالت أصوات طلاب الجامعة الأردنية المعتصمين منذ 28 شباط/ فبراير أمام رئاسة الجامعة الأردنية، رافضين قرار رفع رسوم ساعات البرنامج الموازي (وهو نظام قبول لدى الجامعات الأردنية يتيح فرصة الالتحاق للطلاب غير الحاصلين على معدلات عالية تنافسية) والدراسات العليا. وبدأت هذه التظاهرات المعارضة فور صدور القرار في حزيران/يونيو 2014، حيث نظم الطلاب أكثر من وقفة احتجاجية سلمية أمام رئاسة الجامعة استمرت على مدار السنة والنصف الأخيرة.
صدر القرار بعد دراسة أجرتها الجامعة تحسب معدل تكلفة تدريس الطالب سنوياً، وخَلُصت إلى أنّ هناك عجزًا ماليًّا كبيرًا لدى الجامعة، “وأنّ الطالب يدفع ما لا يزيد عن 50% من كلفة دراسته”، بحسب رئيس الجامعة، د.اخليف الطراونة لموقع “حبر” الإخباري. هذا العجز دفع مجلس أمناء الجامعة للتوصية برفع رسوم البرنامج التنافسي العاديّ في جميع الكلّيات، لكن هذه التوصية لاقت معارضةً من قبل إدارة الجامعة نظرًا لضرورة الإبقاء على مقاعد التنافس برسوم مقبولة للطبقات الفقيرة والمتوسطة، ولاحتمال حدوث اعتراضات كبيرة على قرار رفعها. لذا لجأت الإدارة ومجلس الأمناء إلى رفع رسوم ساعات برنامجيْ الموازي للبكالوريوس (بنسب تتراوح ما بين 30% – 100%) والدراسات العليا (بنسب تتراوح ما بين 100% – 180%). وأضاف الطراونة: “حاولت الإدارة جاهدةً إيجاد حلّ بديل قبل رفع الرسوم، فخاطبت الحكومة وشركات محلية وعددا كبيرا من خرّيجيها لتحصيل المزيد من الدعم لكن دون فائدة، فوجدت أنّ الحل الأنسب هو رفع الرسوم على الطلاب دون المساس بالبرنامج التنافسي العاديّ”. وفي شهر أيلول/سبتمبر 2014، أي بعد صدور القرار بثلاثة أشهر، شكّلت مجموعة من الطلاب من كافة التوجّهات والقوى الطلابية حركة أسموها “التجمع الطلابي لإلغاء قرار رفع الرسوم” بهدف إسقاط هذا القرار، الذي صدر في فترة اختبارات دون أيّ إعلان أو تنويه مسبق، مما جعل من الصعب على الطلبة تشكيل حراك بردة فعل سريعة ومباشرة. وما دفع الطلاب لتشكيل هذا التجمّع هو اعتبارهم أنّ القرار مجحف جدًا بحقّ فئات واسعة من الشعب الأردني ويخلّ بالحق الدستوري في تكافؤ الفرص بين الأردنيين، غير أنّها خطوة أخرى في مسيرة إدارة الجامعة نحو تحويلها إلى مجرد مؤسسة ربحية استثمارية تتاجر بالتعليم، وتتجاهل كونها جامعة حكومية يجب أن تُدعَم حكوميًا بالشكل الكافي لتتفرّغ للعملية التعليمية.
يرى أحد أعضاء الهيئة التنفيذية للتجمّع، الطالب هشام العياصرة: “أنّ الدراسة التي قامت بها الجامعة لحساب تكلفة الطالب لم تأخذ بعين الاعتبار الكثير من المشاريع الاستثمارية التي تدرّ على الجامعة مبالغ طائلة. كما يستغرب التجمّع إصرار الجامعة على حل رفع الرسوم وعدم بذل مجهود أكبر لإيجاد حلّ يحمي مصالح الطلبة، كونهم ليسوا المسؤولين عن حل مشاكل عجز الجامعة المالي.”
ومن جهة أخرى فقد شغل الاعتصام المفتوح لطلاب الجامعة الأردنية الرأي العام، حيث نشطت مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً تويتر بالمغردين المؤيدين لهذا الحراك السلمي. حيث شارك مثقفون ونخب أردنية، منهم الإعلامية ديما فراج، الكاتبة أروى التل، وطبيب أسنان المشاهير د. شادي الشيخ، مشجعين الطلاب على مواصلة احتجاجهم، وأكدوا وجوب الوقوف خلفهم، حيث اعتبروا إن الطلاب هم مستقبل الأردن الواعد ولذا يجب أن تتوفر لهم عوامل الكرامة الإنسانية، كما يجب على الدولة عدم إثقال كواهلهم بتكاليف لا تتناسب وواقع البلاد الاقتصادي والمادي.
أما هنا في الجامعة الأمريكية في دبي، فقد كان للطلاب أيضاً آرائهم بما يخص هذا الاعتصام. حيث قالت طالبة الإعلام الأردنية تالين الرشيد: “هذا موقف مشرف من أبناء بلدي، فأنا كطالبة جامعية أفهم تماماً مدى ظلم هذا القرار حيث أن رفع الرسوم الدراسية قد يشكل عائقاً لدى الكثير من الطلاب يمنعهم من اسكمال تعليمهم”. ومن جهتها أكدت طالبة الاقتصاد ريهام فؤاد “أن ما حصل في الجامعة الأردنية هو دليل على وعي الطلاب بحقوقهم، وعلى أنهم قادرين من اتخاذ مواقف ضد أي نوع من أنواع الظلم في المستقبل”.