صوم من أجل الحرية!

ما زال يفصل المسلمين 98 يوماً عن رمضان، شهر الصوم والإمتناع عن الطعام. لكن فيصل سيرجيو تابيا الذي يشغل منصب رئيس الجمعية الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان قرر الإمتناع عن الطعام مبكراً احتجاجاً منه على استمرار أسر الفلسطيني سامر العيساوي المضرب هو الآخر عن الطعام. وكان تابيا الأرجنتيني الجنسية قد أرسل رسالة للحكومة الإسرائيلية نشرها مركز “حريات” الأربعاء الماضي، يطالب فيها باستبداله بالعيساوي.
وعبر تابيا عن سخطه على وضع الأسرى الفلسطينيين في رسالته قائلاً: “إن اعتقال أخي الفلسطيني سامر العيساوي الذي أمضى 10 سنوات في السجون الإسرائيلية وتم اطلاق سراحه في صفقة التبادل التي تمت في عام 2011 هو اعتقال غير قانوني، إذ تم اعتقاله ثانية في 2/7/2012 من دون أية تهم موجهة ضده وبدون محاكمة عادلة. إن سامر يمثل الوجه الإنساني لسياسة الحكومة الإسرائيلية الوحشية التي تمارسها بلا توقف ولا هوادة”.
وقد استقبل العيساوي عام 2003 كنزيل جديد بالسجون الإسرائيلية. اعتقل ابن الـ 34 عاماً بتهمة الانتماء للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وقد أمضى قرابة ثماني سنوات معتقلا، قبل أن يتم اطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل أواخر العام 2011. لم يتمتع العيساوي بطعم الحرية طويلاً، فقد أعادت القوات الإسرائيلية القبض عليه في يوليو الماضي بتهمة خرق شروط الإفراج عنه عندما وصل إلى ضاحية الرام شمال القدس.
واحتجاجاً على حبسه، بدأ العيساوي رمضانه الخاص الذي لا ينتهي بغروب الشمس أو ظهور الهلال. فقد أعلن اضرابه التام عن الطعام في أغسطس العام الماضي وما زال مستمراً حتى الآن.
وإثر استمرار ربط رجليه بالسرير في المستشفى، وحتى أثناء توجهه إلى دورة المياه توقف العيساوي عن تناول الماء احتجاجاً على ذلك. وعبر العيساوي عن إستيائه قائلاً: “لا دواعي أمنية لهذه التصرفات، وهي تستهدف إذلالي”. وفي تطور لاحق، أعلن نادي الأسير أن الجهات الأمنية المشرفة على مراقبة العيساوي في المستشفى وافقت لاحقاً على نزع الأصفاد عنه بعد أن ساءت حاله وعاد العيساوي لتناول الماء.
لكن محامي العيساوي جواد بولس أفاد بأن الأطباء في المستشفى الإسرائيلي أعلنوا أن “رغم عودته لتناول المياه والمدعمات، فإنه يجب الانتظار حتى تمر عدة ساعات للتأكد من استجابة الأعضاء الداخلية للعمل من جديد”.
وكانت المحكمة الاسرائيلية قد رفضت قبل أيام الإفراج عن العيساوي بكفالة مالية خلال جلسة استثنائية حضرها الأسير على كرسي متحرك نظرا لتدهور حالته، علماً بأنه رفض عرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإبعاده إلى قطاع غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية مقابل الإفراج عنه بعد انتهاء مدة اعتقاله. وأكدت أسرة العيساوى الذي أصبح صاحب أطول إضراب في التاريخ، على أن رفض سامر للإبعاد يأتي من منطلق أن الإبعاد يعني تهجير الفلسطينيين في ظل التهويد الذي تتعرض لها مدينتهم.
ليس من المعروف ان كان تابيا والعيساوي سينعمان بلحظة الإفطار قريبا، فقد قرر كلاهما بعزيمة وصبر أن عيدهما هو الحرية.
Please follow and like us: