“صفقة القرن”

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 من كانون الثاني (يناير) خطة الولايات المتحدة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة باسم “صفقة القرن”، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأعلن فيها عن نيته باستمرار السيطرة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية، التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، وكل المستوطنات في الضفة الغربية ستصبح تابعة لإسرائيل، إلى جانب وادي الأردن. وقال فيها إنَ خطته تحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتضم بنود الصفقة، أنَ القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل. ويمكن أن تكون هناك، “عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية”. دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل، لكن بشروط صارمة. فإسرائيل وافقت على تجميد النشاط الاستيطاني لمدة أربع سنوات في الوقت الذي يجري فيه التفاوض على إقامة دولة فلسطينية.
وأكد الرئيس الأمريكي خلال مؤتمره الصحفي، أنَ بلاده مستعدة للتعاون مع كل الأطراف لتحقيق رؤيته للسلام، موضحاً بأن العديد من الدول مستعدة للتعاون. وفي هذا السياق شكر ترامب كل من سلطنة عمان والبحرين والإمارات لدعمها جهود السلام وإرسال سفرائها إلى البيت الأبيض لحضور لحظة إعلان “صفقة القرن”، وجاء ذلك من قبل الأمريكيين دون أي حضور أو مشاورة فلسطينية.
من جانبه أشاد نتنياهو، بخطة إدارة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، قائلاً إنَها “تقدم طريقاً واقعياً لتحقيق سلام دائم في المنطقة”. وأضاف مخاطباً ترامب، “وفي هذا اليوم أيضاً رسمت مستقبلاً مشرقاً للإسرائيليين وللفلسطينيين وللمنطقة من خلال طرح طريق واقعي لسلام دائم”.
أول رد فعل كان من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اجتماع كوادر القيادة الفلسطينية، في مدينة رام الله، الذي أكد بالتمسك بالشرعية الدولية وثوابت المجلس الوطني معلناً الرفض القاطع للخضوع لدونالد ترامب.
ونقلاً عن موقع وزارة الإعلام الفلسطينية، إن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس “نرفض “صفقة القرن” ولا يمكن أن نقبل بترسيمها كمرجعية دولية أو أن تكون على طاولة المفاوضات”.
ورأى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، في اجتماع وزاري في رام الله بالضفة الغربية المحتلة “هذه الخطة لحماية ترامب من العزل، وحماية نتنياهو من السجن، وليست خطة للسلام في الشرق الأوسط”، نقلاً عن وكالة الأنباء “بي بي سي”.
ونقلاً عن موقع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أعلن الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية الأستاذ حازم قاسم بتصريح صحفي، ” صفقة ترامب العدوانية تشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن القومي العربي، وعدوانًا على حقوق أمتنا التاريخية صفقة ترامب التي تهدف إلى تسمين المشروع الصهيوني، ستكون بالضرورة ضد المصلحة الوطنية لكل مكونات أمتنا العربية، كل الدول العربية على المستوى الرسمي والشعبي مدعوة إلى رفض صفقة ترامب ومحاربتها، وتوحيد هذا الرفض مع مقاومة شعبنا لها”.
من جهتها قالت عضوة منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، للموقع الرسمي منظمة التحرير الفلسطينية دائرة الدبلوماسية والسياسات العامة، رداً على إعلان ترامب “صفقة القرن محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وتبييض الإحتلال”.
وبدوره قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أن ترامب ومستشاريه لم يكتبوا حرفاً واحداً مما تسمى صفقة القرن بل نسخوا أفكار نتنياهو وقادة المستوطنين.
وأضاف عريقات، في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، صباح الأربعاء الماضي، أن ما طُرح خلال المؤتمر الصحفي سمعه حرفياً خلال لقاءات التفاوض الثنائية منذ عام 2011 وحتى 2014 معتبراً ذلك فرضاً لنظام ابرتاهيد ولن يفلح أبداً وهو ما أكدت عليه مواقف الدول الرافضة لهذا الإعلان.
وأشارت سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أن عدد اللاجئين المسجلين لديها، بلغ نحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني، يعيش نحو 28,4% منهم في 58 مخيما رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتتضمن الخطة المنشورة على الموقع الرسمي للبيت الأبيض، 3 خيارات للاجئين الفلسطينيين الذين يبحثون عن مكان إقامة دائم وتتلخص أولًا في الاستيعاب في دولة فلسطين مع خضوع هذا الخيار لقيود وثانياً الاندماج في البلدان المضيفة التي يتواجدون بها (بما يخضع لموافقة الدول).
أما ثالثا، قبول 5000 لاجئ سنوياً على مدى 10 سنوات (بواقع 50000 لاجيء) في دول مجلس التعاون الإسلامي التي توافق على المشاركة في إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين.
وتشمل الخطة أيضاً، عند توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، فإن وضع اللاجئ الفلسطيني سوف يتوقف عن الوجود، وسيتم إنهاء الأونروا وتحويل مسؤولياتها إلى الحكومات المعنية. جزء من خطة ترامب الاقتصادية سوف يستهدف استبدال مخيمات اللاجئين في دولة فلسطين بتطورات سكنية جديدة في دولة فلسطين.
تحرير: حنان الكبت