شريطة أكتوبر, سلاح وردي يحارب بيد, و يطمح لزرع الأمل بالأخرى

حين لا يكون اللون الزهري لونًا تتغنى به الفتيات فحسب، وترى كل من حولك يتأنق بهذا اللون الرقيق، تعرف أنك في شهر أكتوبر. و لعلك ستعرف كذلك أن الشريطة الزهرية التي ترافق الجميع ترمز لمرض قاس لا يمت للنعومة أو الرحمة بصلة.
“لقد توفيت خالتي بسرطان الثدي، لذا قررت أن أشارك تكريمًا لها.” بابتسامة خافتة وقفت دانة كرزون وراء إحدى الطاولات ذات الغطاء الزهري، تعرض قمصانًا وشرائط زهرية تحمل شعار حملة التوعية بسرطان الثدي. و تضيف قائلة:” افتتحت شركتي الخاصة وأعمل الآن كمصممة. كل هذه الأشياء المعروضة هنا قمت بتصميمها بنفسي لخدمة هذه القضية.”
وليس بعيدًا عنها كانت لانا عجلان و دانة محمود تقفان وراء طاولة تعج بالحلويات التي قمن بتحضيرها بأنفسهن. أما أسباب تواجدهن في حملة التوعية مختلفة، فلانا تعشق خبز الحلويات وخصوصًا إن كانت من أجل خدمة قضية مهمة كهذه. “حلمي الكبير أن أفتح مخبزي الخاص” تقول لانا بحماس بينما توزع بسكويتها الخاص ليجربه الحاضرون. في المقابل تعرّف دانة محمود عمّا تعنيه هذه القضية لها شخصيًّا قائلةً:”إنني مريضة باللوكيميا وأعرف تمامًا معاناة العلاج التي يحتاج المرضى للخضوع له وما يحمله من ضغوطات وآلام، وإنه ليس بالأمر السهل.”
دانة، لانا، ودانة وغيرهن كثر من قاموا بالتجهيز لهذا الحدث و حضور حملة التوعية بمرض سرطان الثدي يوم الثلاثاء الموافق 19 أكتوبر 2011, والتي تقيمها الجامعة الأمريكية في هذا الوقت من كل عام.
بالتنسيق مع اليونيسيف، قامت العيادة في الجامعة بالتعاون مع ناديي “Foodies” و”Peer Health Educators” بتحضير حملة توعية مكثفة تتضمن بيع الحلويات و تصميم قمصان ، كما نظّموا مسيرة حول الجامعة مرتدين قمصانًا باللون الزهري ، ذلك إضافة إلى مسابقات وأنشطة كثيرة أخرى يعود ريعها لمنظمة “Safe & Sound” التابعة للهلال الأحمر والتي بدورها ستتبرع لمرضى سرطان الثدي الذين لا يقدرون على تحمل تكاليف العلاج.
“التوعية بالمرض هي الخطوة الأولى للعلاج،”هكذا علقت نيللي حلبي، رئيسة المركز الصحّي في الجامعة الأمريكية في دبي والمنسقة الأولى للحملة، فهي حضرت بدورها لتراقب تجاوب الطلبة “التوعية بالمرض مهمة لجميع الأعمار ولكلا الجنسين لأنه وكما يعرف الجميع أن المرض يصيب الرجال أيضًا،” وأضافت:” في السنوات الأخيرة بات أكتوبر يعرف بالشهر الزهري وأصبح نشاط الطلبة أكثر ومشاركتهم أكبر في حملات التوعية الصحية.”
مونيكا عزمي هي إحدى أولئك الطلبة الذين أبدوا مشاركة فعالة في الحدث. فعندما لا تراها تغني مع أعضاء نادي “AUD Idol” التي ترأسه حاليا، أو تحضر الحلويات، أو تنظم المسيرة، تراها تتنقل لتنشر روح الحماس و الضحكة لا تفارق وجهها ” خالتي كانت ممن عانوا من المرض ولكنها تعافت وهي بخير الآن، الأمر الذي دفعني للاهتمام بهذه القضية. التحضيرات كانت أسهل مما توقعنا فقد كان الجميع متعاونًا ومتحمسًا، فكل الأطعمة هنا محضرة من قبل الطلبة و أرباحها ستكون تبرعات للهلال الأحمر.
سرطان الثدي, مرض لا شك و أنه يجلب الكثير من البؤس و التعاسة لمرضاه و أحبائهم إلا أن طلبة الجامعة الأمريكية في دبي جعلوا منه حدثا يحتفى به يحيونه بكل حب و حماس أملا بزرع بصيص من الأمل في نفوس المرضى, و ربما في نفوسهم و نفوس أحبتهم أيضًا . لكلٍ منهم قصة و دافع مختلف لإحياء الحدث و المشاركة في فعالياته، على أمل أن تعود حملات التوعية على جميع الأفراد بالنتيجة الإيجابية إن كان على الصعيد النفسي أو على صعيد الوقاية من هذه الآفة التي تتزايد يومًا بعد يوم .
Please follow and like us: