ستيف هارفي في معرض الشارقة للكتاب: ولدتُ لأكون كوميدياً

ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين، انتظر عشاق المعرض بالأناشيد والهتافات نجمهم الكوميدي والكاتب الأمريكي “ستيف هارفي”، مساء الخميس، في مسرح المعرض؛ ليتحول حلم السنين لواقع تمثل في جلسة حوارية بين هارفي والكوميدي “علي السيد”، لمدة ساعة ونصف الساعة من حديث مضحك تخللته الحِكم والدروس، وعبّر هارفي، خلال ذلك، عن مدى سعادته باستضافته من قِبَل حاكم الشارقة، وعضو المجلس الأعلى، سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
“ولدتُ عام 1985″، جملةٌ أثارت الحيرة لدى جمهور هارفي، ليؤكد أنّه ولد في اليوم الذي حدّد مساره في المجال الكوميدي؛ أي في اليوم الذي حدّد فيه هدفه ووضعه نصب عينيه. ووجد ستيف في هذا المجال ما يلهم مختلف الأعمار والأجيال، ما شجعه على اتباع حلمه بعدما واجه عقبات عدة، وكاد أنْ يقع تحت تهديد مديره في العمل، لكنّه وقع تحت سحر شغفه وقال: “ولدتُ لأكون كوميدياً”، وللحصول على نتائج إيجابية، يجب التفكير بتفاؤل. ولعبَ والد هارفي دوراً مهماً في تشجعيه على المضي قدماً في هذا المجال، فهو صاحب السؤال الاستنكاري: إنْ لم تلحق شغفك، ماذا ستفعل في حياتك؟
“أمريكا هي منزلي، ولكن أفريقيا هي وطني الأم”. جرّت هذه الجملة آهات وذكريات من الاستعباد والتطرف والعنف التي تعرض له ستيف في طفولته، لأنه “أسود العرق”، ما دفعه لممارسة رياضة الملاكمة كوسيلة للدفاع عن النفس. وذكر أنّ فترة حكم الرئيس باراك أوباما خففت من العنصرية؛ لأنّ الرئيس كان من نفس العرق المستهدف في المجتمع الأمريكي، أي العرق الأسود. وفي مجتمع أمريكي يهتف بعودة أمريكا العظيمة وجهات نظر عديدة، فبالنسبة لهارفي، عودة أمريكا تعني استعباده مجدداً، أمّا بالنسبة للأمريكيين ذوي العرق الأبيض، فتعني السلطة والاستبداد.
ومع تواتر الأسئلة والأحاديث، تتخذ لعبة الشطرنج محور الجلسة لينقسم الجمهور إلى مؤيد ومعارض، عندما يتحيّز هارفي للمرأة، التي مثلها بوزير اللعبة، أكثر من الرجل الذي يمثل الملك. وأكّد هارفي أنّ المرأة تمثل حجر الأساس والدرع للجنود الذين يعبّرون عن الأطفال، ومع غياب المرأة يغيب الدعم والحماية، وعلى سبيل سواء، فبانعدام الملك تنعدم الحياة. وتمثل المرأة، كذلك، القلعة في الحياة الروتينية، لأنها تتحرك بخطوط مستقيمة ومتكررة تمثل الحياة بين العمل والعلم، وغيرهما من الواجبات اليومية.
وفي ظل الحديث عن قوة المرأة، تلألأت عينا هارفي عندما بدأ بالحديث عن قوة تأثير والدته الراحلة التي علمته أنّ طلب الجديد يستوجب محو الماضي. وأوضح هذا المثل عن طريق قصة أثارث استفزازه في ذلك الوقت، وتضمنت عدم سماح أمّه بشراء سيارة جديدة لأنه يمتلك واحدة بالأصل، وما أنْ باع سيارته حتى سمحت له بشراء واحدة جديدة.
وفي سمفونية حزينة، سأل مدير اللقاء علي السيد عن وجود احتمال لعودة هارفي إلى برنامج “standup comedy”، لكن إجابته بقيت غصة في قلوب الجماهير، وقال إنّه اعتزل الأعمال الكوميدية، لكنّه يعمل الآن على كتابة رواية للمرأة، بعد أنْ فاقت روايته “تعامل كامرأة وفكر كرجل” كل التوقعات.
ومن مقر للصيد وركوب الجمال إلى عاصمة للثقافة، يصف هارفي التحول “المبهر” الذي طرأ على مدينة الشارقة. وأكّد أنّه لم يسمع بالمدينة من قبل لعدم تصنيفها كمدينة سياحية مثل دبي، على سبيل المثال، لكنّها سرعان ما تحولت وتألقت بسبب عنصرَي “الرؤيا والخيال” الذي تميّز بهما الشيخ القاسمي.
“افتح كتاباً، تفتح أذهاناً”، شعارٌ تميز به معرض الشارقة في دورته الجديدة التي افتتحت مساء أول من أمس الأربعاء، ويستمر حتى الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر).
Am amazing article…
Thank you…