ستة شبابيك في الصحراء: ست شبابيك للسعودية
اسم السلسلة رمزي: شبابيك يفتحها المشاهد على صور وأصوات ومؤثرات وابداع عمل سعودي، خارج الإطار المألوف. ست شبابيك في الصحراء سلسلة تتكون من ست أفلام قصيرة: أطولها لا يتجاوز النصف ساعة، تسلط الضوء على مواضيع اجتماعية مثيرة، بأحداث واقعية وأخرى خيالية، تناقش قضايا اجتماعية، كالتطرف، والعوامل النفسية والحرية بعدسة لم يألفها المشاهد.
كل عمل على حدا
بالرغم من أن العمل سلسلة، الا أن كل فيلم منفصل تماماً عن الآخر، من ناحية القصة والإخراج وطاقم العمل. ويشرح محمد أبو جودة، منتج ومدير انتاج سابق في تلفاز١١، وهي الشركة المنتجة للسلسلة، “هذا هو أسلوب تلفاز، لا يوجد تسلسل في الأحداث، والفكرة الأساسية من ذلك هي كسر حاجز الملل،” في مكالمة هاتفية. وتتسلسل الأفلام على النحو التالي:
وسطي (2016): يحكي المخرج علي الكلثمي، قصة مستوحاة من أحداث حقيقة، حول مسرحية اسمها “وسطي بلا وسطية” يقوم مجموعة من المتشددين بإيقاف عرضها. ما يثير الاهتمام هو عامل الرمزية: حيث تبدأ الأحداث الأولى سريعا إلى أن تأخذ منحنى آخر ليستخلص المشاهد أن في كل سلبي إيجابي وحياة الشخص ممكن أن تتغير حتى في أقل اللحظات توقعاً. وقد حصل الكلثمي على جائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم أجنبي في مهرجان ويليامزبرغ للأفلام المستقلة في نيويورك عام 2017.
سومياتي بتدخل النار؟ (2016): الطفلة ليان بطلة الفيلم، وهي الممثلة سديم الشهري، تسرد قصة العاملة المنزلية سمياتي من وجهة نظرها. ببراءة الطفلة، قساوة المعاملة وبساطة التصوير يوصل المخرج، مشعل الجاسر، رسالة مهمة، يغفل الكثير من الناس عن التفكير بها تجاه العمالة المنزلية. حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لوس أنجلوس للأفلام المستقلة في العام 2017.
ومن كآبة المنظر (2016): أطول فيلم من هذه السلسلة والذي يمتد لست وثلاثين دقيقة، يروي قصة من الخيال العلمي تدور أحداثها فترة سبعينيات القرن الماضي. المخرج فارس قدس، وظف بأدوات بسيطة وامكانيات محدودة، مشهد تحطم طائرة فوق منطقة صحراوية نائية وسلسلة أحداث تعايش الناجين من الحادث. بالتأكيد لم يكن الفيلم بمستوى السلسلة العالمية “لوست” ولكنه مجهود يجب تقديره. ويثني أبو جودة على أسلوب الأخوين قدس مقارناً الفيلم بسلسلة نيتفليكس “دارك” بجوهرها.
الجرذي (2018): يروي الفيلم الذي كتبه وأخرجه فيصل العامر حياة الشاب فهد، الذي قضى آخر يوم في حياته في خوف من والده. أولى المشاهد توحي بأن العالم قامت غامض ومريب، حيث يدخل فهد في دوامة الخوف من والده ويحاول تجاوز ذلك، إلا أن الأحداث تعيد نفسها لتجعله شبيه بفأر يركض في عجلة لا نهاية لها. ويقول أبو جودة، كونه شارك في انتاج هذا العمل، “الفيلم صعب أن يفهمه المشاهد العادي، فهو رمزي بشكل كبير وإلى حد موجه للنقاد.” بالتالي، الصورة الفنية هي الشيء الوحيد الذي يشجع المشاهد العادي على اكمال الفيلم.
ستارة (2018): هذا الفيلم، اخراج محمد السلمان، يدور حول ممرضة منقبة، تحاكي المشاهد غالباً من خلال أعينها. تدور الأحداث داخل بيئة عملها، حيث يغلب البياض على الصورة متناقضاً مع تشتت الممرضة. اللافت في هذ العمل هو قدرة الممثلين على إيصال الرسالة بعفوية شخصياتهم، الكوميدية إلى حد ما.
٢٧من شعبان (2019): منذ أن يستوعب المشاهد ما الذي يحدث، يبدأ بالتوتر الغير ارادي والعداد التنازلي: في انتظار أن يلقى القبض على محمد ونوف في موعدهم الغرامي. بعفوية، وظف محمد سلمان، المخرج، أدوات بسيطة جداً، كنغمة الهاتف والكاسيت ليعكس الحقبة الزمنية للقاء الغرامي، في مواقف كوميديا بقدر ما هي مستوحاة من واقع أمر لم يكن مقبول اجتماعياً وربما لايزال.
شمس مشرقة
الأفلام ليست أعمال مكتملة، ولا تخلو من الثغرات. لكن بذات الوقت، الـأعمال، عدا عن أنها نوافذ للسعودية بشكل عام، ومواضيع من الجميل معالجتها بأسلوب فني، هي أيضاً نوافذ لمواهب سعودية، فن عصري، تصوير خلاق، نظرة مختلفة، وقدرة هائلة. الأعمال نافذة لم نكن نعرف أنها موجودة، وعند فتحها: كان موعد الشروق. فلابد أن يكون المستقبل أعمال شمس مشرقة.
انتاج الأعمال
الست أفلام القصيرة من إنتاج استوديوهات تلفاز11. تلفاز١١ قناة تعرض برامجها على اليوتيوب، بدأت بأربع شباب سعوديين هم فهد البتيري، إبراهيم الخير الله، علاء يوسف، وعلي الكلثمي لصنع أفلام قصيرة.
ولهم برامج وأعمال كثيرة، يذكر أبو جودة منها، “خمبلة.”
ويقول أبو جودة :”صحيح السعودية لا يوجد فيها كليات لتعليم الإخراج وصناعة الأفلام،” ولكنه يقدر جهود تلفاز، كونه يعترف، “أنا لم أدرس صناعة الأفلام، لكني تتلمذت من خلال عملي في تلفاز.”
ويعتبر أبوجودة أن تلفاز كانت الدرج لصعود الكثير من الممثلين والممثلات السعوديين حيث كانت تلفاز “أول من أتاحت لهم فرصة للظهور والتطور.”
إلى العالمية
واستحوذت مؤخراً شركة نتفليكس على الحقوق الحصرية لعرض ست شابيك في الصحراء، وهي فرصة للجماهير العالمية للتعرف على صناع المحتوى السعوديين وأهم أعمالهم، حيث يعتبر هذا أول عمل سعودي يتم عرضه على نيتفليكس.
تحرير: يوسف اسماعيل
