روزان لإطلالة عصرية محتشمة
رنا السالم/
بين شغفهن وحلمهن الطفولي في الوصول إلى العالمية في مجال تصميم الأزياء، تجتمع الأختان التوأمان روان وسوزان السعدي في رسم طريقٍ واحدٍ لمشروع العمر، متسلحتان بفكرة العمل الدؤوب كي يستحيل الحلم إلى واقع في إنشاء شركتهما الخاصة في تصميم الأزياء، التي تتمتع بالألوان الزاهية الجميلة والشبابية الراقية التي تحاكي المرأة المحجبة وغير المحجبة. وهذا ما كان وسيكون سر تميزهن وانطلاقتهن المحبوبة بين الفتيات من عمر السادسة عشر إلى السيدات فوق الخمسين عاماً.
ولدت المصممتان في الأردن وعاشتان في سورية وهما من أصل فلسطيني، وتبلغان من العمر 22 عاماً. وأكملا دراستهما الجامعية في الجامعة الأمريكية في دبي بتخصص التمويل المالي والاستثمار. وخلال فترة دراستهن عززت الأختان حلمهما بالعمل مع شركات الأزياء كي تنميا قدرتهما في مجال تصميم الأزياء، بالإضافة إلى البحث والمتابعة لأكبر دور الأزياء العالمية والتعرف على أجدد تصاميمهم. وبمساعدة الأهل قامتا الأختان باستثمار فكرتهن وفتح خط أزياء خاص بهم تحت مسمى “روزان ديزاينز”
وتبنت الأختان شعار “أظهري جمالك الحقيقي” الخاص بالمرأة العربية، لأنهن يرين أن تصاميهمن تحمل طابع الرزانة والوثوق بالنفس، بالإضافة إلى أنها أزياء محافظة وأنيقة وتخطف الأنظار بجمال روح التوأمين بحسب تعبيرهما. وما يميز تصاميم روزان أنها محتشمة وتناسب المرأة المحجبة في الدرجة الأولى، وأيضاً الغير محجبة. وبررت سوزان تركيز الشركة على تصماميم المحجبات قائلةً “إن السبب الحقيقي وراء التركيز على تصميم أزياء للمرأة المحجبة هو أننا محجبات، وبحاجة ماسة إلى الظهور بمنظر جميل وجذاب مثل المرأة غير المحجبة. لذا فإن تأسيس خط تصميم للمحجبات يساعدنا في التخلص من معاناة الأسواق المليئة ببضائع معظمها لغير المحجبات”. وأضافت “أعتقد أن من حقنا أن نكون في الصدارة مثل النساء غير المحجبات، إذ أن جميع التصاميم تصمم لهن خصيصاً”.
وذكرت الأختان عن طبيعة تصاميمهم أنها تتميز بأنواع أقمشةٍ لا تشف، لكي يلغوا موضوع لبس أكثر من طبقة. بالإضافة لسهولة اللبس والتحكم فيها أثناء اليوم. وجميع التصاميم سواء كانت محجبة وغير محجبة مستوحاة من أسابيع الموضة حتى تكون التصاميم حديثة من ناحية القصات والألوان ومتماشية مع موضة الموسم.
وفي سؤال وجهناه للمصممتين إلى أي مدى تتصف تصاميمهم بالعملية؟ وهل تناسب حياة المرأة اليومية أم أنها مختصة أكثر للمناسبات الخاصة؟ فأجابت الأختان “إننا نحرص في أغلب الأحيان بأن تكون تصاميمنا عملية ومناسبة للغرض اليومي ومريحة، ولكن يوجد في كل مجموعة اثنين من تصاميمنا قد خصصوا للمناسبات الخاصة من ناحية القصات والألوان ونوعية الأقمشة”. وأضافت سوزان بأن ” التصاميم العملية لا نستخدم فيها نوعية الأقمشة التي تحتوي على الصوف بالرغم من أنه قد يكون التصميم رائع، لكن دائماً ما نأخذ بعين الاعتبار أن دبي وبلاد الخليج تتمتع بجو حار جداً في أغلب فصول السنة، فلا نريد أن ترتدي المشترية القطعة لوقت محدد في السنة وتتركها طيلة الفصول.. لذلك نتبع نوع أقمشة جداً محبوب من قبل الزبائن وهو (باتر كريب)”.
وتطوير لباس المحجبات هو مهمة المصممتان الأساسية، ويسعون دائماً إلى أن يتجهوا إلى أساليب مختلفة عن الأساليب المستخدمة أو المتعارف عليها. وأعربت سوزان أن في أغلب الأحيان تأتي فكرة تغيير وتحديث التصميم عن طريق الصدفة من لف الحجاب بطريقة مختلفة وجديدة فتضفي على التصميم الحداثة والغرابة بشكل جذاب، فقالت “ولا ننسى بأن نستمع إلى المرأة المحجبة بماذا ترغب من تصاميم عن طريق سؤال صديقاتنا”. وأضافت أن “تصاميم دور الأزياء العالمية تلهمنا بأن نضفي بعض اللمسات والتغييرات على التصاميم حتى نخلق تصميماً جديداً وبطابع محتشم يوازي خط الموضة ويرضي الفتاة المحجبة”.
والبساطة عنوان تصاميم روزان وهذا ماميز الأختان عن باقي المصممين في الوطن العربي، فاختيار الأقمشة الثقيلة لا يخفي البساطة قي قصة التصميم بل يبقى التصميم برونقه وهذا ما أجمع عليه بعض المصصمين في رأيهم عن تصاميم روزان. وأشارت الأختان إلى أن التصاميم والمنافسة لا تنبع من المصممين المختلفين، ولكن تأتي من الزبائن ومحاولة إرضائهم. ونوهت روان أن الفتاة المحجبة أقل جرأة من الفتاة غير المحجبة فقالت: “إن ما نواجهه هو أن الفتاة المحجبة أقل إدراكاً بأهمية تصميم قطعة خاصة لها، على عكس الفتاة غير المحجبة التي تبحث على كل ما هو جديد وملفت وجذاب”.
ولا يكتمل عالم الأزياء بدون الإكسسورات التي تضفي رونقاً على القطع المصصمة. وهذا كان رأي روان في شأن الاهتمام بالإكسسورات لأنها تكمل رسالة التصميم وقالت “إن ارتداء الإكسسوار المناسب للتصميم مهم للغاية، لأنه في كثير من الأحيان يفسد الإكسسوار غير مناسب القطعة. بالإضافة إلى أن الإكسسوار يبرز شخصية الفتاة، فعبض الفتيات تحب فترة الخمسينات والستينات وغيرهم يحب الإكسسوارات الحديثة ذات الطابع الجنوني والحجم الكبير الملفت”. ووجهت نصيحة للفتيات في اختيار الاكسسوار المناسب قائلةً ” اهتمي كثيراً باختيار الإكسسوار بعناية ولا تلبسي أي اكسسوار فقط لأنه أعجبك.. بل لا بد أن يكون متصلاً بالقطعة التي تلبسينها، وإن كنت ترتدين قطعةً كثيرة الألوان والنقوش، عليك أن تختاري الإكسسوار البسيط والناعم. أما إذا كانت بسيطة وبلا نقوش أو ألوان فهنا البسي ما يحلو لك من إكسسوارات كبيرة الحجم، ولكن بالشكل المناسب والمتوازن”.
وانتقالاً من التصاميم تحدثت الأختان عن أهم الجوائز التي حصلن عليها من بداية مشوارهم إلى الآن فقالوا “كان لنا لقاء مع مجلة (أس أم إي) في بداية مشوارنا، ومن هذه المقابلة تم ترشيحنا لجائزة رواد المستقبل المنطلقة من مؤسسة (ستارز أف بزنس أوورد) وفزنا بالإجماع ولله الحمد”. ثم أضافت “شاركنا بمسابقة هدفي لسيدات الأعمال وربحنا بالمركز الثاني بين ألف مشروع تقدم للمسابقة. وفتحت لنا هذه الجائزة أبواب عديدة ومنها المشاركة مع (أرمكس) وغيرها من المقابلات العديدة كالتي أجريناها في برنامج صباح الخير يا عرب على قناة أم بي سي، و برنامج سيدتي على قناة روتانا خليجية. وأيضاً تقدمنا لأن نكون ضيوف شرف في مؤتمر هارفارد “.
واختتم لقاء الأختين السعدي بالتعرف على آخر تصاميمهم الجديدة والتي ستتضمن ثلاث إلى أربع تصاميم ذات طابع ملفت وجنوني بعض الشيء، وتعد هذه أول مرة تتقدم فيها روان وسوزان لمثل هذه التصاميم، وهما متحمستان جداً لتوسيع دائرة إرضاء الأذواق. بالإضافة إلى أن نصف المجموعة الجديدة ستكون لسيدات الأعمال بطابع عملي. والنصف الآخر سيواكب الموضة الجديدة مع الألوان الرائجة لهذا العام وهو اللون الفستقي والأزرق والأبيض والمارون والوردي. وكانت نصيحتهما للمرأة العربية بأن تختار الأفضل والأنسب لشكل جسمها، وأن لا تتهور باختيار أي تصميم فقط لأنه الدارج، فالتفكير والاستشارة أهم ما يميز المرأة العربية.
يذكرأن روزان شركة وليدة قامت في العام 2014، ولهم متابعينهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وقامت الشركة أولاً على قاعدة الإنترنت بمنصة أون لاين، ومن ثم تطورت بافتتاح محل روزان الخاص القائم في مدينة دبي.
