رحيل عميد الفنون والعلوم
26 يناير 2017
تأتي الحياة بنا إلى دنيا لم نعرف ملذاتها ولم نذق طعم الحلاوة فيها. فمنذ صغرنا وحتى نشأتنا نسابق الزمان حتى ننسى هدفنا الأساسي الذي هو العيش تحت أجنحة الفرح والسعادة والعمل والحب. ومن جهة أخرى، نخاف من ظلال الحزن والدمع والمصاعب التي تواجهنا، فيأتينا شبح الموت فجأة يطرق الباب، عندها ما فات قد فات وما فعلناه سيتذكره الآخرون حتى ينسوا أنهم كانوا يوماً من تلك الأعمال وبفضلهم أنجزنا ما لم يستطع الآخرون فعله.
الأستاذ بيل وكسلر، عميد كلية الفنون والعلوم في الجامعة الأميريكية في دبي، فارق الحياة فجأة من دون سابق إنذار. فكانت ذكراه التي أقامتها الجامعة يوم الأحد في الثاني والعشرين من كانون الثاني، ذكرى صمت وحزنٍ من زوجته التي شاركته حياته وأولاده الثلاثة، وأعضاء هيئة التدريس ثانياً، والطلاب الذين عرفوه ثالثاً.
أحب الحياة والجامعة تحديداً، من طلابها وأعضاء هيئة التدريس. فعلى إثر قول العميد المؤقت لكلية للعلوم والقنون الأستاذ “كيفين نون” “كانت تحياته للجميع دافئة فريدة وحيوية. حتى عندما يمرعبر باب مكتبك تسمع له التحية لشخص آخر، فإنه يجعلك تشعر بحالة جيدة”. فذاك الإنسان الذي امتاز بطيبة القلب والإبتسامة الجميلة، أعطى للطلاب اندفاعاً كبيراً إلى العمل أكثر وإعطاء أفضل ما عندهم.
كما أعرب الأستاذ كيفين نون، العميد المؤقت لكلية العلوم والفنون، أن بيل بصفته عميد كلية الآداب والعلوم، أنشأ منصبه كقائد في نواح كثيرة، وكان داعما للغاية ومشجعاً من أعضاء هيئة التدريس كما ألهم ثقة كبيرة في الدعم لأعضاء هيئة التدريس كمعلمين.
أضاف نون أنه كان شاملاً إلى حد كبير من جميع أعضاء هيئة التدريس في مختلف المساعي، حيث رأى إمكانات كبيرة في احتمالات المستقبل في ضوء مجموعة من المواهب والخبرة الممثلة في هيئة التدريس في كلية الفنون والعلوم. في الإجتماعات المختلفة لمناقشة برامج جديدة، أذكر قوله “لدينا بالفعل جميع أعضاء هيئة التدريس للقيام بذلك”
نحزن على قساوة الحياة التي أخذت روحاً طاهرة لم تعرف إلا الفرح والحب والتشجيع سواءاً للأساتذة والطلاب. فالإنسان يبقى أعماله وأخلاقه للناس ليذكروه مدى الحياة. يسجل في هذه الحياة الفرح والمحبة التان كانتا معه. نضرع إلى الله تعالى عز وجلّ أن يسكنه فسيح جناته.
