دُميتي والحريق

عندما كنت صغيرة، كنت ألهو حول الأماكن العامة، أو في المنزل مع إخوتي وأصدقائي. كنت الفتاة التي تقودهم في اللعب، أقترح عليهم لعبة وهم يشاركونني متعتها. كما أنني امتلكت أيضاً صندوقاً كبيراً مليئاً بالدمى الملونة التي اعتاد والدي أن يحضر لي منها كل أسبوع.
وفي كل سنة، كنت أتخلص من ألعابي القديمة وأحتار في ترتيبها، ما عدا دمية واحدة مازالت بحوزتي إلى الآن، فإنّ لها قصة عجيبة.
اعتدنا منذ الصغر أن نذهب لبيت جدي كل أسبوع، وذات مرة أحضرت معي الدمى المفضلة لدي من صندوقي الكبير ووضعتها في مخزن بيت جدي المكتظ بأغراض الشواء.
لفرحتي الشديدة وبسبب انشغالي في اللعب مع أقربائي وضعت الدمى فوق موقد الشواء الذي كان منطفئاً آنذاك. ومع مرور الوقت، بدأنا نشم رائحة حريق في المنزل. بحثنا في كل مكان عن مصدر الرائحة، ويالحزني الشديد حين علمت أن المصدر هو مخزن البيت، حيث أشعل أخي الصغير الموقد من دون قصد.
أحسست بالحزن الشديد على ألعابي المفضلة، فقد شاركتني فرحتي في أعياد ميلادي، وشهدت حزني وآنست وحدتي عند شعوري بالملل. دخلت المخزن لأجد كل الألعاب محترقة ومُذابة، بكيت كثيراً وحزنت كثيراً، ولكن سرعان ما تحول هذا الشعور إلى استغراب ودهشة شديدتين، فقد احترقت الدمى جميعها باستثناء دمية واحدة بقيت سليمة كما كانت. فرحت كثيراً بهذه الدمية العجيبة، وقررت أن أبقى محتفظةً بها لكي تذكرني بلحظات طفولتي التي عشتها في سعادة برفقة ألعابي الجميلة.