“جاكرتا” تستعرض أزياء المحجبات
رنا السالم/
قام مجموعة من المصممين الشباب في أندونيسيا بتقديم أزياء المحجبات في أسبوع جاكرتا للأياء 2015 الذي يقام سنوياً في تجربة فريدة من نوعها. ويعرف عن أندونيسيا حفاظها على التقاليد الإسلامية، والتزام المرأة فيها بلباس الحجاب. فتجد المرأة الإندونسية افتقاراً في السوق للألبسةٍ توازي بين ستايل المحجبات وأخر خطوط الموضة. وتتميز أزياء جاكرتا بالملابس الإسلامية التقليدية الملونة والمغطاة بزخاريف متألقة وبسيطة وعصرية، بالإضافة إلى وشاح الرأس العصري الذي يلتزم بالقواعد الدينية في الملبس والاحتشام.
ومن بين المصممين الشباب تألقت المصممة الأندونيسية ديان بيلانجي (23 عاماً)، إذ اشتهرت بأزيائها العصرية وألوانها الأنيقة والمتناسقة. وعرضت مؤخراً مجموعتها الأخيرة في لندن وفي واشنطن. وذكرت بيلانجي في أحد المقابلات أثناء أسبوع جاكرتا أن هدفها من تصميم أزياء المحجبات هو توسيع السوق خارج نطاق أندونيسيا، ليس فقط من أجل صنع اسماً أو تحقيق شهرة لها، وإنما من أجل الترويج لأندونيسيا. وتستخدم بيلانجي الملابس الأندونيسية في تصميماتها في محاولةٍ لتعزيز صورة الإسلام وإظهار جمال الأزياء الإسلامية وعصريتها. وأضافت المصصمة أنها تسعى بعد فتح متجر لها في ماليزيا أن تتوسع في الإمارات، فهي حريصة على أن تعزز الثقافة الإسلامية والتراث الأندونيسي.
وأعربت مصصمة أزياء المحجبات “روزان ديزاينز” وخريجة إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في دبي سوزان السعدي عن رأيها بأزياء المحجبات الأندونيسية قائلة إنها “فكرة رائعة بأن عالم الأزياء أصبح يتجه إلى الأزياء المحجبة، فسوق المحجبات واسع ويسمح بالكثير من الإبداع.” وأكدت السعدي على أهمية العناية بالمرأة المحجبة وما يناسبها من ملابس لتظهر جمالها كبقية نساء العالم”.
وأدلت السعدي برأيها في تصاميم بيلانجي قائلةً “إن خامات القماش التي استعملتها في تصاميمها والقصات والألوان جميلة، واستلهمت تفاصيل من الزي الأندونيسي، فوضعت بذلك للمرأة خارطة طريق عن كيفية تنميق الألوان والقصات لخلق زي إسلامي يراعي قواعد الاحتشام. بالإضافة إلى الإكسسوارات والنظارات التي استخدمتها مضيفةً جمالاً على التصاميم بشكل عام”. إلا أن السعدي رأت أن بعض الملابس التي عُرضت كانت ضيقة فأعاقت حركة العارضة، وهذا يخرج قليلاً عن فكرة التصاميم الإسلامية.
يذكر أن معظم النساء المحجبات يعانين هذه الفترة من حالة الارتباك التي تنتابهم أثناء اختيار الملابس المناسبة لهم، إذ لا يعرفون كيفية مواكبة الموضة العصرية والالتزام بالزي الشرعي الإسلامي في الوقت ذاته. وأكدت طالبة الإعلام قسم الصحافة في الجامعة أمنية فهيم أن “من المهم أن نجد مصممة متخصصة في الأزياء المحجبة، وبالنسبة لي كوني محجبة أجد صعوبة في اختيار الملابس المناسبة لي، ولكن ليس بالدرجة الكبيرة كوني في بلد مسلم كالإمارات. والجدير بالذكر أن وجود تصاميم مخصصة للمرأة المحجبة بأشكال وألوان واكسسوارات أمر مهم للغاية، وتسهل علينا كمحجبات في المستقبل مواكبة الموضة العصرية وإبراز جمالنا كباقي النساء غير المحجبات”.
وأبدت طالبة التصميم الداخلي في الجامعة الأمريكية في دبي زينب عز الدين إعجابها بالتصاميم محجبات وقالت ” أرى في تصاميم المحجبات رقي وجمالية حيث قُدمت بشكل لائق ومؤدب، بالإضافة لوجود الكثير من التصاميم في العرض التي بإمكان النساء غير المحجبات ارتدائهم، كونهم مفعمين بالألوان العصرية ويوفرون الراحة عند ارتدائهم”.
يذكر أن أزياء المحجبات تشهد تقدماً وانتشاراً على صعيد العالم، وذلك بفضل إقامة العديد من دور الأزياء لعرض تصاميم للمحجبات في تركيا وأندونيسيا بالإضافة إلى الدول العربية. ويفيد تقرير عن الاقتصاد الإسلامي العالمي في العامين 2014 و 2015 أن الانفاق على الأزياء الإسلامية قد يصل إلى 484 مليار دولار بحلول عام 2019 المقبل.
