تقييم فيلم “فوكس”

هو أستاذ بالكذب والسرقة، وهي تتعلم منه هذه الخصال لتحترف المهنة. عصابة يترأسها “نبكي” (ويل سميث) وتساعده بإدارتها “جيس” (مارغوت روبي)، تتلمذت على يديه لتحترف المهنة. هو يقع في حبّها بعد أن يخوضا العديد من المغامرات التي تؤدي لخسارة أموالهما، ثم يكسبان أضعافها. يهجرها بعد ذلك دون أي سبب واضح، وتلتقي به في بيونس آيرس بعد ثلاث سنوات لتعود المغامرات من جديد.
فيلم “فوكس” يجمع بين الكوميديا، الإثارة، الرومانسية والجريمة في ساعتين من الزمن. الفيلم من إخراج وتأليف جلين فياكرا وجون ريكو، اللذان قاما بتأليف العديد من الأفلام التي لاقت نجاحاً باهراً مثل Bad Santa وCats and Dogs.
تدور أحداث “فوكس” حول “فن الخداع”، فيربط الحالات النفسية للأفراد الذين يتم خداعهم بمبدأ “لا تفقد تركيزك أبداً”، فهذه الخطوة الأولى والأهم للنجاح بمهنة كالسرقة.
حصل الفيلم حتّى الآن على 102.2 مليون دولار أميركيًّا في شبّاك التذاكر لميزانية لم تتجاوز الخمسين مليون دولار أميركيّ. لاقى الفيلم نجاحاً بدور العرض، لكن هذا الطابع من الأفلام لم يُعرف به ويل سميث من قبل، حيث أن أفلامه غالباً ما تأخذ الطابع الاجتماعي أو الخيالي مثلMen in Black وPursuit of Happiness، لكنه جاء بهذا الفيلم ليفاجئ معجبيه بطابع الكوميديا الرومانسية الغالب.
حصل الفيلم على المرتبة الأولى بشبّاك التذاكر ثلاث مرات على التوالي منذ وقت إطلاقه، مما يعتبر إنجازًا عظيمًا ونتاجًا مثمرًا لطاقم العمل، لأن جهودهم تكللت بالنجاح.
اختلفت الآراء حول الفيلم، فمن المشاهدين، علي حسن، من قال “أن ويل سميث يستطيع تقديم أفضل من هذا الفيلم، فهو يمتلك إمكانيات أكبر، كما أن الفيلم محدود وغير مشوق”. أمّا آخرون فوجدوا الفيلم ممتعًا مثل إبراهيم بركة الذي علّق: “ينقصه القليل من الأحداث الأكثر جذباً”. وحظي الفيلم بإعجاب البعض مثل دينا صبري، التي أكّدت أنّا لفيلم “يشدّ المتابع لمشاهدة المزيد”.
الجدير بالذكر أيضاً أنّ الكثيرون قالوا أن علاقة الحب بين سميث و روبي رمزيّة، فهي جمعت المجتمع الأبيض والأسود. إلّا أنّ قصة الحب بينهما كانت غريبة للبعض، معتبرين أنها لا تحصل عادةً “إلاّ بالأفلام”، وقد اعتُبرت هذه لفتة جميلة من معدّي الفيلم لإضفاء عنصر جذب للمشاهد.
بالنسبة للتصوير، الفيلم كان على درجة عالية من الاحترافية، حيث أن المصور جافير بيريز جوربت قام ببذل جهد عالٍ لجعل التصوير ذا جودة عالية، يليق بإنتاج ضخم كهذا. أما الموسيقى التصويرية، فكانت متناغمة مع أحداث الفيلم، ومرتبطة بانفعالات الممثلين.
أحداث الفيلم كانت متسلسلة، حيث أنها تبعت “روتين” هوليود المعتاد بالأفلام: بداية هادئة، تصاعد بالأحداث، الوصول لقمة الإثارة، ثم الرجوع للهدوء مرة أخرى، لكن ما ميز هذا الفيلم هو تغلغل الرومانسية فيه بين الحين والآخر، مما كسر الطابع الجموديّ الحاد.
أما بالنسبة لتجربتي الشخصية، فالفيلم يعرج على الزاوية الاجتماعية عن طريق تسليط الضوء على علاقة سميث بوالده، ويعالج أيضاً الناحية النفسية وكيفية ارتباط الفرد المخدوع بالمحيط الذي يحاصره، والحالة العاطفية وهي وقوع الفرد بحب أحدهم ثم الابتعاد عنه مّما يشكّل نقطة ضعف في حياته، إضافة إلى امتهان الفرد للسرقة والخداع كمصدر دخل دائم.
Please follow and like us: