تطبيق traceCovid، هل يخترق الخصوصية للقضاء على الفيروس؟

صورة من تطبيق “tracecovid” على الهاتف، دبي ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٠. طارق غانم
أطلقت وزارة الصحة الإماراتية تطبيقاً مبتكراً للهواتف الذكية ”TraceCovid“، والذي يسمح للمستخدمين بتتبع حالات العدوى لفيروس كورونا«كوفيد-19» ومكافحته بين أفراد المجتمع.
ويعمل التطبيق على تحديد دائرة الأشخاص المخالطين أو كانوا على اتصال وثيق مع المصابين بالفيروس، وذلك بهدف تمكين السلطات الرسمية من الوصول على الفور إلى الأشخاص المحتمل إصابتهم بالفيروس، مما يقلل من انتشار الفيروس إلى الحد الأدنى.
ويدعم ”TraceCovid“ تقنية Bluetooth وبذلك يقوم التطبيق بالتعرف وتحديد الأشخاص الذين قاموا بتحميله، بحيث إن كان هناك جهازان قريبان من بعضهما البعض يتم تبادل ”معرّف التتبع الآمن المشفر“ (STI) ويخزنان STI المتبادل محلياً بينهما على كلا الجهازين، بحيث إذا أصيب أحد المستخدمين بالفيروس، فستتمكن السلطات المختصة من الوصول إلى بيانات المستخدم الآخر، مع ضمان الخصوصية الكاملة للمعلومات الشخصية.
وعلى جانب فعالية التطبيق، صرح سامي عاد، موظف للشؤون العامة في بنك أبوظبي، ”أن التطبيق سهل الاستخدام، ولا يؤثر التطبيق على استخدام وكفاءة ملحقات Bluetooth بما في ذلك سماعة الأذن ومكبرات الصوت وسماعة Bluetooth وغيرها“.
أما بالنسبة لطريقة التحميل فأوضحت وزارة الصحة في بيان لها، التطبيق يدعم نظامي ال IOS و Android، يمكن
التثبيت على الجهاز عبر الأبل ستور، أو غوغل ستور، مع تفعيل خاصية Bluetooth وإبقائه نشطاً في جميع الأوقات حتى يقرأ التطبيق ويحدد الموقع الدقيق للمستخدم.
ولم يكن تطبيق ”TraceCovid“ هو الأول من نوعه بما يخص تحديثات فيروس كورونا، فقد أطلقت وزارة الصحة تطبيقاً آخراً “ستاي هوم stay home“، والذي يعمل على إرسال إشعارات بموقع الأشخاص أثناء الحجر المنزلي الإلزامي، وتحديد مواقعهم والتأكد من عدم مخالفة شروط الحجر، بما يحقق مصلحة الأشخاص في الحجر وأسرهم والمجتمع بشكل عام.
خلق هذا النوع من التطبيقات نوع من الشك والخوف لدى بعض المتعاملين من اختراق خصوصياتهم، حيث يسمح هذا التطبيق بتعقبهم ومعرفة جميع المتعاملين والمحتكين ببعضهم البعض. فيقول محمد النابلسي مهندس مدني في حديث خاص “لقد سمعت عن التطبيق سابقاً ولا أعتقد أني سأثق وأستخدم تطبيقات مشابهة فهذا لا يشعرني بالأمان وأشعر أني دائماً مراقب”. ويذكر أنه سبق وأطلقت وزارة الصحة الإسرائيلية تطبيقاً يعمل بنفس الفاعلية أطلق عليه اسم “همغين” أي الدرع. كما أن التطبيق يقوم بحفظ أماكن تواجد المستخدمين لتبقى وزارة الصحة على اطلاع ومتابعة دائمة لهم لتنبيههم في حال مخالطتهم لأي مصابين بالفايروس. مما زاد من الذعر عند المستخدمين واتهام السلطات بانتهاك خصوصيتهم.
يقول راشد الشامسي موظف في فرع العمليات التابع لشرطة دبي في مكالمة هاتفية، أن “التطبيق لا ينتهك خصوصية أي فرد ولا يسجل إلا معلومات عن أماكن تواجده والناس المخالطين به، ولا يتم ذلك إلا بموافقة من المستخدم”. ويضيف أن البيانات المأخوذة لا يتم مشاركتها مع أي طرف ثالث كما يحث الجميع على تنزيل التطبيق لكي يساعدوا على الحد من انتشار الفايروس بأسرع وقت ومساعدة الجهات المختصة على السيطرة عليه.