تشافيز .. تأثير عَبَرَ الحدود
تؤمن شعوب الأرض بشخصيّات تعتبرها فواصل تاريخيّة استطاعت تغييرالأحداث في العالم. وبالنسبة للملايين من سكان الأرض،”هوغو تشافيز” واحد من أهم هذه الشخصيات، نظراً لشخصيته القياديّة، وفكره الاشتراكي المتميّز، وأفعاله السياسية الديموقراطيّة.
“هوغو تشافيز” كان يحمل الرقم واحد بعد الستين في توليه الرئاسة الفنزولية. توفي في 5 مارس 2013، بعد أن قضى 59 عاماً على هذه الأرض بعد صراعه المرير مع مرض السرطان والذي استمر لمدّة عامين. وقد خرجت جموع الشعب الفنزويلي في مسيرات لوداع رئيسهم. أما في الدول العربية فاختلف الوضع، فقد أطلقوا اسمه على ملعب لكرة القدم في ليبيا، وعلى شارعين في لبنان وعلى مواليد في غزة وغيرها بالعالم العربي.
حاول تشافيز خلال سنين حياته أن ينتقد العولمة من الليبراليين الحديثين والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ونشر السلطة الديمقراطية الاشتراكية. هذا وقد اشتهر بمناداته باتحاد أمريكا اللّاتينية على الصعيدين السياسي والاقتصادي ودعواته لخلق علاقات وطيدة بين الدول الأكثر فقراً في العالم، وتشكيل حلف أفريقي- كاريبي- جنوب أمريكي متكامل. كما أطلق تشافيز عدداً من الحملات والتي أثارت جدلاً في فنزويلا وخارجها، متلقّية النقد والترحيب. وقد تراوحت الآراء بين أنّه أمدّ الفقراء باحتياجاتهم وبين أنّه أساء إدارة الاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، يذكر العرب جيداً تصريحات تشافيز في عدة مناسبات دوليّة والتي أكد فيها دعمه لكفاح الشعب الفلسطيني واللبناني وتنديده بإسرائيل والولايات الأمريكية المتحدة. كما كان يتمتع تشافيز بعلاقات جيدة مع حكومات الدول العربية.
ومن مواقفه التي لن تنسى حين دعا بعض العائلات المنكوبة عقب الفيضانات التي ضربت كاركاس في نهاية سنة 2010 إلى الإقامة بالقصر الجمهوري بعد أن أخلاه، وانتقل هو للإقامة في الخيمة التي وضعها في حديقة القصر.
إذاً، فليس من الغريب إطلاقاً، أن ينادي الشعب الفنزولي بشكل خاص، وسكان أمريكا اللاّتينية والدول العربية والفقيرة بشكل عام بتحنيط تشافيز، لكي يبقى مرئيا الى الأبد وبهذا سيكون الشعب دائما معه في متحفه, متحف الثورة، كما القادة العظماء. لكن فكرة التحنيط، والتي وصفت بالصعبة جداً، استبعدت نظراً لتأخّر الاستعدادات والإجراءات اللازمة للبدء بها.
ولد تشافيز في الثامن والعشرين من يوليو عام 1954 في بيت جده. وما إن بلغ سن السابعة عشرة حتى انضم إلى الأكاديمية العسكريّة. وبعد ست سنوات من انضمامه لهذه الأكاديمية، بدأ مساره المهني العسكري. كان لتشافيز سجلّ عسكري متميّز مع الجيش الفنزويلي. فقد قام بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1992 وأودع إثرها السجن لمدة عامين. وبعدما أطلق سراحه أسّس حركة الجمهوريّة الخامسة وهي حركة يساريّة تعلن أنها الناطق السياسي باسم فقراء فنزويلا. اختير تشافيز كرئيس للبلاد في انتخابات عام 1998 بسبب الوعود التي أطلقها لدعم فقراء البلاد الذين يشكّلون الأكثرية من السكان، كما أعيد انتخابه عام 2006. شهدت البلاد خلال فترة رئاسته ما يعرف بالمهمّة الاجتماعية، وهي حملات شنّها تشافيز ضد الأمراض والأمّيّة وسوء التغذية والفقر وأمراض اجتماعيّة أخرى.
ومن الجدير بالذكر ان تشافيز متزوّج من جزائرية كانت تعمل سكرتيرة في سفارة الجزائر في فنزويلا.
Please follow and like us:
