بين التزام الطلبة وعدم رضاهم: هل استطاعوا طلبة المدارس والجامعات التأقلم مع منهاج “التعليم عن بعد” الذي فُرض عليهم قبل عام؟

طلاب المراحل التأسيسية في مدرسة المواكب القرهود يلتزمون بالتباعد الجسدي أثناء تواجدهم في صفوف المدرسة، 2019، تصوير: نورما عليان

غالباً ما تتخذ الحكومات قراراتها بناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة ففي مثل هذا الوقت من العام المنصرم، كان على مقاعد الدراسة الإماراتية توديع طلابها لفترة غير معلنة إثر قرار تحويل الدراسة إلى منصات “التعليم عن بعد” للحد من انتشار فيروس كورونا واتباع الإجراءات الوقائية. والآن وبعد مرور ما يقارب العام على تلقي الطلاب المعلومات عن بعد، هل استطاعوا طلبة المدارس والجامعات التأقلم مع هذا المنهاج الجديد؟

مدرسة المواكب القرهود تعتمد منهاج التعليم الهجين، 2019، تصوير: نورما عليان

التعليم المدرسي 

تبيّن أنه استطاعوا طلبة مدارس الإمارات الاستفادة من تجربة “التعليم عن بعد” حسبما أفادت به مشرفة قسم البنات ومنسقة الرفاهية في مدرسة المواكب القرهود، بيان الخطيب، والتي قالت بأنه “استطاع الطلاب تلقي المعلومات بشكلٍ فعالٍ أكثر عن بعد وذلك بعدما تطورت قدرات الأساتذة في الأبحاث وتعلمهم استراتيجيات جديدة للتدريس، مما زاد من معرفة كلا الطرفين”.

وأُثبت هذا في استبيان عرض مدى رضا ٢٣٩ من أولياء الأمورفي مدرسة دبي الدولية الخاصة – فرع القوز، والذي أقيم في سبتمبر / أيلول من العام الماضي، وكانت نتائجه كالتالي: ٥٢% من أهالي طلبة المراحل الإبتدائية راضون عن منهاج التعليم عن بعد الذي تقدمه المدرسة، ورأى ٧٢% من أولياء أمور طلبة المراحل التأسيسية أن المدرسة كان لها دور إيجابي في مساعدة الطلبة على التأقلم مع هذا المنهاج الجديد.

مدرسة المواكب القرهود تعتمد منهاج التعليم الهجين، 2019، تصوير: نورما عليان

عاد منهاج التعليم الإلكتروني بفائدة ملحوظة على طلبة المدارس إذ أنه ”قدم التعليم عن بعد نوعاً ما من الحرية للطلاب الخجولين بأن يعبروا عن أفكارهم ويتحدثون خلف الشاشات“، قالت معلمة التربية الإسلامية لمراحل الصف السابع حتى الثاني عشر، ريم الحاطي.

وفي هذا الخصوص أفصحت طالبة صف الثاني عشر، سالي شنابلة، أن “اعتماد الأساتذة على تسجيل الدروس إلكترونياً كان من أحد العوامل التي ساعدت في التقليل من توتر الطلبة الذين لا يستطيعون استيعاب جميع المعلومات التي يتلقونها خارج بشكل افتراضي”.

واستناداً إلى استطلاع رأي آخر قامت به مدرسة دبي الدولية الخاصة – فرع القوز في نوفمبر / تشرين الثاني من العام الماضي، والذي شارك فيه ٦٨١ طالب حيث أعرب ٥٠.٩٥%  من الطلبة عن قدرتهم على التكيف مع منهاج “التعليم عن بعد“. في حين تراوحت نسب “عدم الرضى” ما بين ٢٠.٧٠% و ٢٨.٣٤% والذي جاء نتيجة شعور الطلبة بتفكك علاقاتهم الاجتماعية وقلت احتكاكهم مع الآخرين.

 وفي ما يخص ذلك فقد أفادت معلمة اللغة الفرنسية في مدرسة المواكب قرهود، فاطمة خزع، أنه “عندما يتواجد الطالب في الصف يرى كل شيء بالعين المجردة، وهذا يساعد بأن ترسخ المعلومة المنقولة له في رأسه بشكل أدق، على عكس حضوره خلف الشاشة“.

التعليم الجامعي

أما على الصعيد الجامعي، يرى بعض الطلاب أنهم لا يستطيعون إتمام مهامهم على أكمل وجه في منازلهم، لذلك وجه أستاذ مساعد التصميم الداخلي في جامعة أبوظبي، أحمد الشخص، نصيحة مفادها “كان من الممكن أن يتوقف التعليم كلياً في الأوضاع الراهنة، إلا أنه استمر، فلننظر إلى الجانب الإيجابي دائماً“.

قاعات جامعة الشارقة خالية من الطلبة للحد من إصابات فيروس كورونا، 2019، المصدر: نورما عليان

وأشاد الشخص أنه من أفضل المشاريع التي تم تسليمها هي تلك التي قام الطلاب بالعمل عليها خلال فترة الوباء، مضيفاً ”وذلك بسبب تواجدهم في منازلهم وبالتالي كان تركيزهم موجه تماماً على مشاريعهم دون تشتتهم بسبب ضجيج القاعات الجامعية والصفوف“.

ويتضمن استطلاع الرأي الذي أجرته الجامعة الأمريكية في دبي أثناء الفصلين الدراسيين من العام الأكاديمي ٢٠٢٠، رأي الطلبة عن تجربتهم في “التعليم عن بعد”، وبلغ عدد المشاركين في استبيان الجامعة ٢٣١ طالب مما يعادل ١٤٪ من طلبة الجامعة الأمريكية  في دبي. بحيث أشار ٨٧٪ من المشاركين إلى أنهم راضون عن الموارد والمصادر التعليمية المقدمة من الجامعة، كالكتب الإلكترونية والعروض التقديمية والمحاضرات المسجلة وخدمات المكتبة والدعم المقدم من قسم تكنولوجيا المعلومات.

وتمكن ٨١٪ من الطلبة تحقيق نتائج وأهداف التعليم لمعظم المواد التي درسوها، إضافة إلى أنه تبين ارتفاع في مستوى التصويت بنسبة ٦٨٪ في الفصل الدراسي الأول من العام الأكاديمي لتزداد حتى وصولها لنسبة ٧٦٪ من الطلبة الذين رأوا تطوراً في قدرتهم على إدارة دروسهم عن بعد.

طلاب التصميم الداخلي يتلقون التعليم عن بعد في الظروف الراهنة، 2019، المصدر: نورما عليان

وفي هذا الشأن، عبَّرت من جهتها طالبة التصميم الداخلي في جامعة أبوظبي، ندى المومني، عن امتنانها لحرص الأساتذة بإقامة ورش عمل أونلاين، مشددة على أن “هذه النشاطات تدفع الطلبة للعمل بشكل مرن أكثر“. وأضافت أنه على الرغم من المشاكل التقنية التي يواجهونها الطلبة أثناء “التعليم عن بعد”، إلا أنه يقدم هذا المنهاج للطالب خبرة إضافية بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

بينما رأت طالبة الصيدلة في جامعة الشارقة، لجين كلبونة، فائدة أخرى لنموذج “التعليم عن بعد”، وهي من الناحية الإقتصادية، “حيث بدأت الجامعات تستقبل الطلبة الذين يعيشون خارج البلاد، أو من يخشون الاختلاط بغيرهم نتيجة إصابتهم بالفيروس، وهذا شيء مهم جداً”.

الجدير بالذكر أنه قامت صحيفة محمد بن راشد للإعلام الإلكترونية باستبيان في ال٢٠ من مارس العام الجاري والذي ضم آراء طلبة كل من الجامعة الأمريكية في دبي، جامعة الشارقة، الجامعة الكندية في دبي، جامعة أبوظي، وجامعة زايد بالإضافة إلى مدرسة المواكب القرهود ومدرسة دبي الدولية الخاصة – فرع القوز. وإليكم النتائج في صورة الرسم البياني من موقع “جوجل فورمز”.

استطلاع رأي صحيفة كلية محمد بن راشد الاكترونية ، ٢٠ مارس، المصدر: نورما عليان

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM