بيت البنات: متحف يحتفي بدور المرأة الإماراتية

.في منطقة يسود فيها الحكم الذكوري، يأتي متحف المرأة في سوق الذهب القديم الواقع في دبي ليعرض حياة النساء في الإمارات، حتى قبل قيام الاتحاد، أي منذ أربعة وثمانين عاماً

جاءت فكرة المتحف بعد أن لاحظت مؤسِسَته الدكتورة رفيعة عبيد غباش أن هوية الجيل السابق بدأت تتلاشى، وأن السكان صاروا يرحلون بكثرة كون الإمارات صارت منطقة تجارية، مما أدى إلى وجود شكل من أشكال الحياة فيها يفتقد روح الهوية والتراث. وبمساعدة أمها التي تعتبرها الداعم االأكبر لها، عاهدت غباش نفسها على تعزيز التراث وإعادته إلى مجتمعها عن طريق تكريم دور المرأة في الإمارات

في 2012، عملت غباش على تحويل “بيت البنات”، وهو مبنى سكني كانت تقطن فيها ثلاث أخوات في خمسينيات القرن الماضي، إلى متحف يكرم حياة النساء الإماراتيات، ودورهن في تطوير الدولة سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً. ويحتوي المتحف على صور متنوعة تعرض مظهر النساء الإماراتيات منذ خمسين عام، بالإضافة إلى صور النساء المؤثرات في المجتمع الإماراتي، مثل الأعمال الخيرية التي قدمتها الشيخة هند بنت جمعة آل مكتوم، حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم . وقَدم المعرض أيضاً عينات من مقنيات النساء في القدم مثل الملابس، والمجوهرات، والرسائل، والأوراق الرسمي

وحرصت مؤسِسَة المتحف على تخصيص طابق كامل في المتحف لتكريم ديوان الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، والتي توفيت في الثامنة والتسعين من عمرها السنة الماضية، من أجل “سرد مسيرة حياتها، وعرض شعرها عن طريق الصوت، والصور

ويتوافد الزوار من كافة أنحاء العالم لاكتشاف فكرة المتحف، إذ أن تخصيص متحف للنساء هو أمر ليس متعارف عليه. تقول راجروبا داس، إحدى المتدربات في المتحف “يأتي الناس إلى المتحف وقد تشكلت في مخيلتهم صورة مسبقة للمكان، ولكن عند التجول فيه تتغير عندهم الصورة كلياً”.

يعتبر متحف المرأة هو أحد الأماكن النادرة في الشرق الأوسط الذي يحتفي بدور المرأة وإنجازاتها، ومساهمتها في تقدم العديد من المجتمعات على الأصعدة السياسية، والتعليمية، والاقتصادية. فهل سيفتح هذا المتحف الباب لدول أخرى للاقتداء به وتطبيقه أيضاً؟

 

ترجمة: فلك كساب

 

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM