اليوغا في دبي: ثقافة واسعة الانتشار

مع ازدياد درجة التوتر في الحياة المعاصرة، يلجأ الكثير من الناس إلى رياضة اليوغا التي تعود لآلاف السنين، من أجل الاسترخاء الجسدي والصفاء الذهني. وفي دبي، نلاحظ أنه قبل 5 سنوات، كان البحث عن أماكن مختصة بتعليم رياضة اليوغا أمراً ليس هيناً. ولكن يبدو أن المشهد بات مختلفاً الآن، خاصةً مع انتشار ثقافة اليوغا، إذ أصبح لها استوديوهات وجلسات، وأناس مختصون يقومون بها ليلاً ونهاراً. كما أصبح لها مهرجان خاص يحمل عنوان «إكس يوغا» انطلق خلال منتصف شهر مارس المنصرم، واستقطب المئات من عشاق اليوغا، الذين شاركوا في حصص أقامتها فئة من العارفين بخفايا هذه الرياضة.
انتشار هذه الثقافة في دبي بدا أمراً لافتاً، يعتبره العديد من الناس انعكاساً لوجه دبي المتسامح، ولحالة التآلف التي خلقتها بين ثقافات العالم أجمع، وهو ما يؤكده خبراء اليوغا الذين اتخذوا من دبي حضناً دافئاً لهم، يمارسون فيها شغفهم في التأمل واليوغا. وفي هذا السياق، تقول مدربة اليوغا في الصالات الرياضية الخارجية في ممشى الجي بي آر، ميجن روث، “من أهم أسباب نموّ مجتمع اليوغا في دبي خلال السنوات العشر الماضية، هو وجود مهرجانات مثل «اكس يوغا»” مضيفةً أنه ساهم في انتشار هذه الثقافة الهادفة أصلاً إلى توعية المجتمع حيال أهمية اليوغا، وفتح الباب أمامهم لممارستها. و تؤكّد روث أن “دبي مدينة متنوعة الثقافات، ووجود مدربي اليوغا من حول العالم فيها، بالتأكيد ساعد على جذب اهتمام الناس لممارسة هذه الرياضة”.
-
ازدياد إقبال الرجال على هذة الرياضة
جلسات اليوغا في دبي لا تقتصر على النساء فقط، وإنما تمتد لتشمل الرجال أيضاً، حيث شهدت السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً في هذا الجانب، حسب ما أكده مدرب اليوغا، كريستان بريزانو. وقال الأخير: “نمو عدد الرجال الذين ينضمون إلى مجتمع اليوغا في دبي أمر يفرحني، واعتقد أنه فرصة جيدة لكسر الفكرة النمطية بأن رياضة اليوغا للنساء فقط”. وشدّد بريزانو على أنه بإمكان أي شخص ممارسة هذه الرياضة، مضيفاً، “من جانبي، أسعى جاهداً إلى ترسيخ هذه الفكرة عن طريق تقديم جلسات يوغا للأزواج”.
-
اليوغا: رياضة جسدية أم طقوس دينية؟
ومع انتشار اليوغا في العالم العربي، برز جدال حول إذا ما كانت اليوغا رياضة أم ممارسة دينية، لا سيما أن جذورها في الديانتين الهندوسية والبوذية . ذلك جعل بعض المراجع الدينية المسلمة والمسيحية تحذّر منها كونها لا تتلاءم مع الإيمان وقد تؤثّر على المؤمنين وتضعف عقيدتهم. تعليقًا على ذلك، قالت طالبة التصميم المرئي في الجامعة الأمريكية في دبي، دينا غانم، “اليوغا لا تؤثر على عقيدة الشخص الدينية، صحيح أن جوانب من اليوغا تطورت من خلال الهندوسية والبوذية واليانية وغير ذلك من العقائد الشرقية، غير أن اليوغا لم تكن تمارس كدين بحد ذاته، وليس فيها ما يؤدي إلى ضعضعة عقيدتك الحالية”. وأضافت طالبة إدارة الأعمال، دينا الحمصي، “أنا فتاة محجبة، ولكن ممارستي لليوغا تأتي فقط كوسيلة للرياضة وتخفيف مستوى التوتر، ليس في الأمر ديانة على الإطلاق”، مضيفةً “في النهاية إنها تمارين للتنفس وإطالة العضلات، فهذا ما يعطي للمرء الشعور بالانتعاش”. وفي نهاية المطاف، إن اليوغا قائمة على الحرية التي “يأخذ الإنسان منها ما يحتاجه”.
الصورة : موقع فليكر