المملكة العربية السعودية في عيون مواطنيها

تشهد المملكة العربية السعودية تطورات كثيرة في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الخمس سنوات، فمنذ بداية 2015 رأينا عدداً من التطورات الاقتصادية والاجتماعية. ورغم غيابي عن الوطن فقد شهدت ذلك التطور عن بعد كوني أزورها بين الفينة والأخرى لزيارة الأهل والأصدقاء. ولكنني مع كل زيارة أشهد تغيرات جديدة، وصدور قرارات مختلفة.
حين كنت أزور المملكة، كنت أرى التغيرات بعيني من حيث الناحية الاجتماعية والاقتصادية، فأصبح المجتمع أكثر تقبلاً للتغيير، وأكثر ترحيباً بالأحداث الجديدة. كما تقوم هيئة الترفيه بواجبها برسم الابتسامة وإعادة تعريف السعادة للمجتمع. وتنضح المملكة بالعديد من الأنشطة الترفيهية مثل افتتاح السينما واستقبال الحفلات الغنائية لفنانين عالميين وغيرها من الصلاحيات التي لم تكن موجودة سابقاً.
وذلك يذكرني بما مضى، فقبل خمسة أعوام لم تكن تلك الأنشطة موجودة، بل كان التفكير فيها شيئاً غير معقول، وخاصة قيادة المرأة للسيارة، ولكنني أصبت بصدمة عندما عدت الى المملكة مؤخراً بسبب تغير ملامحها عليّ. حيث كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعمل على توقيف الأشخاص المشتبه فيهم. وكانت لهم سلطة القبض على أي شخص، وتجريده من ممتلكاته، وتفتيشها آيضاً بدون مذكرة تفتيش، وبدون ذكر الحقوق للشخص المقبوض عليه.
أتذكر عندما قاموا بالقبض علي أنا وزملائي عندما كنا نريد الذهاب لتناول الإفطار، حيث تم احتجازنا وقاموا بكتابة محضر ينص على آن سبب مخالفتنا هي “الخلوة غير شرعية” بالرغم أننا كنا أربعة أشخاص في مكان عام.
وقال الطالب السعودي عمر خياط، ٢٤ سنة, في مقابلة لصحيفة كلية محمد بن راشد الالكترونية ، عبر تطبيق السناب شات: “في عام ٢٠١٤ تم القبضعليّ من قبل رجال الهيئة عندما كنت أتنزه مع صديقي، وكانت حجتهم أن ثيابنا لا تتناسب مع العادات والتقاليد في السعودية، ولكننا لا نشهد هذه الظاهرة الآن فقد اختفت نسبياً ويمكن للجميع ارتداء ما يناسبهم دون التدخل في مظاهرهم”.
أما طالب القانون مشعل الحربي، ٢٥ سنة، فيعارض اختفاء الهيئة ويقول لنا عبر تطبيق السناب شات أنه يتمنى عودة الهيئة مجدداً، ويذكر أن الوضع الحالي للأسواق أصبح مزرياً بسبب تفاقم المغازلات بين الشباب والبنات ويقول: “الهيئة كانت لها سلطة قوية، فكانت تمنع الشباب من حلق الشعر بطريقة القزع او تطويله مثل التشبه بالنساء، ولكن بعد اختفاءها زادت المعاكسات وخاصة في الكورنيش، حيث يلاحق الشباب البنات. ويوجد الكثير من الاشياء غير اللائقة داخل السيارات”، ثم يستطرد قائلاً: “لكن الحقيقة، الشرطة تقوم بعمل الهيئة ولكنها مسألة صعبة”.
وقال مدير إحدى البنوك عبدالله الجهني، ٣٣ سنة، عبر السناب شات عن قصته عندما قبضت عليه الهيئة في مدينة الرياض بحجة عدم تلبية صلاة المغرب ويقول: “كنا ٤ شباب نمشي في حال سبيلنا في الشارع، وأوقفتنا سيارة جمس للهيئة، وذهبنا الى مركز الهيئة وطلبوا منا الوضوء و قمنا بتأدية الصلاة معهم!”، ثم دافع عنهم الجهني قائلاً: “أنا لست ضدهم، أنا مع تواجدهم وخاصة عند مدارس البنات، ولكن لا حاجة لهم في الأماكن العامة”.
وتعددت الآراء على وضع الهيئة الحالي ولكن الطالب أ.س.، والذي رفض ذكر أسمه قال عبر السناب شات: “لا تربطوا التطور بوجود الهيئة أو إلغائها. تطور الأمم على مر العصور كان بأيدي شبابها بعد نمو عقولهم ومداركهم”.
ومع تخفيف صلاحيات الهيئة، إلا أنها لم تختفي تماماً، بل أصبح وضعها متوازناً مع التغيرات الجديدة. وهذه التغيرات التي أراها اليوم بعيني هي نتيجة خطط تسعى لجعل المملكة بلد سياحياً واقتصادياً، بالإضافة إلى تسهيل الحياة على مواطنيها.