المشاريع الأكاديمية الجاهزة، مدخل رزق أم غش وسرقة أفكار؟

Credits: Andrew Neel, Unsplash
“جاهزون لمساعدة الطلاب في أي مشروع أكاديمي مطلوب منهم”، بهذه الجملة تجذب الشركات المختصة ببيع المشاريع التعليمية الجاهزة، الطلاب الجامعيين لشراء متطلباتهم الجامعية منهم.
وعلى الرغم من غرابتها في الواقع التعليمي إلا أن أصحاب الشركات المختصة في صنع المشاريع الأكاديمية يرون في عملهم جانباً “أخلاقياً” يتمثل في تقديم المساعدة للطلبة. مثل محمد (اسم مستعار)، الذي رفض التصريح عن اسمه لأسباب مهنية، قال في تصريح خاص، عن طريق تطبيق واتس اب، “أعمل في كتابة الأوراق البحثية منذ 5 سنوات، والأسعار تعتمد غالباً على عدد الأوراق التي يطلبها الطالب وعلى المدة المتاحة لكتابة البحث، ويمكن طلب الورقة إما عن طريق وسيط بيني وبين الطالب أو عن طريق الأونلاين، ويتراوح سعر الورقة البحثية بين 300 و500 درهم”.
وقد قالت طالبة العلاج الطبيعي في جامعة الشارقة، س.ف، التي رفضت الإفصاح عن اسمها، بتصريح خاص، عن طريق تطبيق الواتس آب. عن سبب شراءها للأبحاث الجاهزة، “بالنسبة لي، كان العمل يتراكم فقط”. “بمجرد أن أنهي بعض المهام الكبيرة ، يتم تعيين المزيد من الأشياء، المزيد من الواجبات المنزلية ويجب أن تكون بعض الأوراق مكونة من ست أو عشر صفحات. وعلى الرغم من أنني أبذل قصارى جهدي للإدارة، مواعيد التسليم تقترب أكثر فأكثر، الضغط النفسي ولا أكثر من ذلك”.

بالإضافة إلى الطالبة، ر.س، قد صرّحت بمقابلة خاصة عبر تطبيق واتس آب. “لقد قمت بنشر تغريدة على تويتر، “الرجاء مساعدتي في كتابة مقالتي”، وفي غضون بضع دقائق، حصلت على ستة عروض للمساعدة وردوا على تويتر “يمكنني أن أكتب لك”، “أرسلني لنا المتطلبات”.
إلى ذلك، أكدت عميدة كلية التعليم ومديرة مجلس الشرف الجامعي في الجامعة الأمريكية في دبي، كاثرين هيل، في تصريح خاص، عن طريق البريد الإلكتروني. “نعم، تحدث هذه المشكلة في الجامعة الأمريكية في دبي، وهي تعتبر مشكلة من المشكلات التي نواجهها مع الطلاب لسوء الحظ، نظرًا لأنني أعمل من المنزل، لا يمكنني الوصول إلى الشبكة. ولكن أعتقد أن حوالي 15 إلى 20٪ من طلابنا يجربون ذلك في وقت ما خلال حياتهم المهنية في الجامعة. هذه مخالفة خطيرة جدًا، عندما يتم اكتشافها، غالبًا ما تؤدي إلى الرسوب في المادة، أو (في حالة المخالفة الثانية) إلى الفصل الدائم من الجامعة. يمكن للأساتذة الذين يأخذون الوقت الكافي للتعرف على كتابة الطلاب أن يعلموا على الفور عند قيام أي طالب من طلابه بهذه التصرفات”.
وقد قال أستاذ في قسم الاتصال الجماهيري، في جامعة الشارقة، عبدالرحمن عزي، في تصريح خاص، عن طريق الواتس آب، “أن مشكلة الغش بين الطلاب شائعة، السبب الذي يدفع الطلبة إلى شراء البحوث عدم تدريبهم على كيفية إعدادها، وارتباطهم بالعمل والدراسة في الوقت نفسه. والسبب الأول يعود للجامعة أو للكلية، لعدم تدريبها الطالب في سنوات دراسته المبكرة على عمل بحث أو مشروع تخرج، فعجز الطالب وجهله وعدم معرفته بأصول وقواعد كتابة البحث من أهم الأسباب الرئيسية التي تدفعه لشراء مثل هذه البحوث والسبب الآخر قد يكون، عدم تنظيم الطالب لوقته، فمع مرور الوقت، يجد نفسه أنه اقترب من موعد تساليم عدة مشاريع في نفس الوقت”.
ما الذي يتم فعله حيال ذلك؟
يمكن لشركات كشف الانتحال المستخدمة على نطاق واسع مثل، “تيرن ات ان”، أن تكشف أوجه التشابه بين مشروع الطالب والمواد الموجودة فيه أصلاً. وأكدت أستاذة دراسات الشرق أوسطية، في الجامعة الأمريكية في دبي، ناديا وردة، عبر “بلاك بورد كولوبيريت”، “أن “تيرن إت إن”، يكشف لنا جميع المعلومات المنقولة من شبكة المعلومات أو لو أخذ الطالب معلوماته من ورقة زميله”.
ويذكر أن موقع “تيرن ات ان”، يهدف إلى التأكد من أن المعلومات التي أدرجها الطالب ضمن بحثه غير منقولة من أي موقع إلكتروني، حيث يمكنه اكتشاف ذلك بسهولة، بل يحدد المصدر المنقول عنه المعلومات ويبلغ الأكاديمي المشرف على البحث فوراً.
تحرير: كالين الحاج