المجلس العالمي في إكسبو2020: ماذا لو أصبحت صحة الآخرين الأولوية الأولى؟
“ماذا لو استعدنا المساواة بين البيئة الطبيعية والبيئة التي هي من صنع الإنسان؟” سؤالٌ يطرحه فيديو قصير عُرض في بداية جلسةٍ جرت في إكسبو 2020 تدعى “عالمٌ صحي، سكانٌ صحيون”، أمس الأحد.
حيث نسّق المجلس العالمي جلسةً حوارية تناول فيها عددٌ من المتحدثين عن الرابط بين صحة الكوكب وصحة الناس إضافةً إلى المساحات التي يتم بناؤها للعيش فيها والعمل فيها.
وساهم بتنسيق المجلس الجناح البرتغالي والسويسري، الذي جرى في قاعة جناح الاستدامة لمدةِ ساعةٍ ونصف السّاعة من السّاعة الرابعة والنصف إلى السّاعةِ السادسة تزامناً مع أسبوع الصحة والرفاهية في إكسبو2020.
وقال المفوض العام لسويسرا، مانويل سالشلي، إنّ “المستقبل الأفضل للصحة العامة موجودٌ في قلب أهداف التنمية المستدامة ال17 التابعة للأمم المتحدة”، مشدداً على أهمية “نشر الوعي عنه أكثر من قبل، خصوصاً بعد جائحة كورونا”.
وعلى الصعيد نفسه، أشار عميد المدرسة السويسرية للصحة العامة، نينو كونزلي، إلى وجود علاقةٍ بين أهداف التنمية المستدامة والصحة، حيث أنّ “مشاكلٌ كثيرة تتضمنُ الفقر، والتلوث البيئي التي تحاول هذه الأهداف معالجتها، تؤثر سلباً على صحة الإنسان”.
وأثناء الجلسة، قال أستاذ مساعد الصحة العامة وعلم الأوبئة بجامعةِ محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، توم لوني، إنّه “ثَمةَ علاقةٌ ما بين التعرّض للشيء، ونتيجةَ هذا التعرّض لدى الإنسان، والتي تتضّح من خلال الآثار النفسية، والجسدية، والروحية، التي تحملها البيئة الطبيعية حينما يتعرضُ لها الشخص”.
وأوضّح أنّ “الطبيعة تساعدُ بنسبةِ كبيرة في شفاء المرضى، حسبما نقله المرضى من آراء في مستشفيات أميركا قديماً”.
وأضاف: “أن يكون المريض محاصراً بين الطبيعة والشجر أو القيام بالرياضة أثناء مشاهدة الغابات على شاشة تلفاز، يُحدثُ فرقاً كبيراً من أن يكون محاصراً بين مناظرٍ لمباني أخرى”.
ومن جهتها، تحدثت رئيسة مجلس إدارة مجموعة الإمارات البيئية، حبيبة المرعشي، عن مدى تأثير مكانِ السكن بحد ذاته على صحة الإنسان.
وأشارت إلى أنّ “الأخضر هو أكثر الألوان المريحة للبشر، لذا يُنصح دائماً بوضع نباتاتٍ في أماكن العمل بهدفِ بث هواء نظيف في البيئة”.
وأردفت أنّه “ثَمةَ أبحاث تقول إنّ الناس تقضي 70% من الوقت في الداخل، ووجودها داخل وسائل المواصلات والمجمعات التجارية يجعل هذه النسبة ترتفعُ إلى 90%”.
وشددت بناءً على هذه النتائج “أهمية معرفةِ الموارد التي تستخدم لصناعة هذه المباني جيداً لكي لا تؤثر سلباً على الحالة النفسية والاجتماعية اعتباراً أنّها تُصنع لكي تدومَ كمكانٍ مناسبٍ للسكن فيه لسنواتٍ طويلة”.
وذكرت أنّه “بسبب جائحة “كوفيد-19″، اتضّح أنّ سوء نمط المبنى، وسوء التهوية، إضافةً إلى الأماكنِ المزدحمة قد يسبب بانتشار أمراضٍ كثيرة ومُعدية”.
ومن جهته، تساءل لوني عن “مدى تعرّض الناس لأشعة الشمس بسبب كثرة قضاء الوقتِ في الداخل، مشيراً إلى أنّه في نصف الكرة الأرضية الشمالية، لا يتلقى الناس الكثير منها مقارنةً في الإمارات التي تدوم الشمس فيها لمدةِ 12 ساعة، مما يسبب ذلك بتعكّر مزاج السكان فيها وعدم اهتمامهم بالأكل الصحي”.
وعلى الصعيدِ المعماري من العناية بالبيئة، قال رئيس المهندسين المعماريين ومؤسس (Archidentity) في الإمارات، أحمد بوخش، “إنّنا نحتاج حقًا إلى العودة والتفكير في المدن كمرفق للبحث والتطوير ووجودِ حلولٍ للتقليل من الاحتباس الحراري في عالمٍ يتسع باستمرار”.
وعرض على هذا السياق مشروعين لمنزلٍ سكني، وشرح أنّ “بناءً على مبادئ التصميم السكني، تستخدم الستائر لأسبابٍ شخصية مما يؤدي إلى استخدامِ إضاءةٍ اصطناعية على الرغم من وجود الضوء في الخارج”.

وعلى حسبِ مثالٍ آخر، توجد بركة عاكسة لديها واجهات (OpenGL)، ولديها أيضًا نظام (LUS) المرن الذي يُفتح ويُغلق، إضافةً إلى ستائرٍ خارجية.
وذكر بوخش على هذا الإطار أنّه “يجب العودة إلى ما قبل التكنولوجيا وما قبل الاختيار على حسبِ جودة الزجاج، للتمكن من الحصولِ على تصميمٍ مناسب يفتحُ المجالَ لإضاءةٍ غير مباشرة وفتحِ مساحةٍ خارجية يمكن الوصول إليها طوال العام”.

الختام: ما هو الحل؟
بسؤالِ المتحدثين عن كيفية نشر الوعي لتساهم الحكومات في تطبيق منهجٍ صحي في الدولة، اقترح بوخش “وجود أماكنٍ مصممة خصيصاً لتستهدفِ الأفراد بالعادات الصحية، مستعيناً باليابان كمثالٍ، حيث تعتبرُ الدراجات وسائل التنقل الأساسية مما يجعلُ الشخص يمارس الرياضةَ قسراً، واصفاً لتجربته هناك”.
ومن جهتهما، شدد كلّاً من المرعشي والرئيس التنفيذي لشركة مشروع “إيدين” الدولية ديفيد هارلاند على أهمية التعليم. حيث قال هارلاند إنّه “يود إعادة تدريس منهج تاريخ الطبيعة إلى لندن حيث أنّنا جزءٌ من الطبيعة، ولسنا بعيدين عنها”.
تحرير: حلا حرب