اللغة العربية ستعيش ولن تموت

14 ديسمبر 2017

أكد مدير جمعية حماية اللغة العربية د.علي الحمادي أنّ اللغة العربية “ستعيش، ولن تموت”، ولكنه أبدى خشيته عليها من “حياةٍ الموتُ خير منها”، موضحاً أنّ اللغة باتت “ثقيلة” على ألسنة أبنائها، وأصبحت “أسيرة” حصص اللغة العربية في المدارس، وغدت العربية، بالتالي، لا تبحث عن “العيش”، بل عن “الإنعاش”.

وتابع الحمادي، في محاضرة ألقاها ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في نوفمبر الماضي، بعنوان “محراب اللغة (اللغة العربية في حضورها الجميل)”، أنّ العلة ليست في اللغة العربية، بل في أبنائها، مستعيداً “صرخة الحسرة” التي أطلقتها اللغة على لسان الشاعر حافظ إبراهيم في رثائيته “اللغة العربية تندب حظها بين أهلها”.

وعلّق بحسرة على أبناء اللغة العربية الذين يزيّنون كلماتهم بوضع “أوكي وأخواتها” فيها، مؤكداً أنّ تدهور اللغة هو نتيجة “حب أبنائها لها”، ووصف هذا الحب بالـ “الضار”. وقال إنّ حبهم للغة جعلهم يقيمون لها مؤتمرات عدة، وهذه جزء من “مشكلة” اللغة العربية، وليست الحل.

وأدار المحاضرة محمود التوني، الذي استهل حديثه بنبذة سريعة عن نشأة الحمادي، ودراسته، ومؤلفاته مثل: “الإمارات تقرأ”.

شرح الحمادي كيفية ولادة اللغة العربية، متتبّعاً نشأة اللغة من خلال التغزل بجمالها، حيث قال: “ولدت شابة بلا طفولة، وستظل شابة بلا كهولة”. وأشار إلى المستشرق الفرنسي رينان الذي قال: “من أغرب المُدْهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرُّحل”. 

وسرد الحمادي مقتطفات من التاريخ لعبت فيها اللغة العربية دوراً موثراً، حيث شبّهها بلغة “الضوء المبهم الذي حار فيه الليل بين امرىء القيس والنابغة”. وأشار إلى الفقيه الذي قال: “لئن أهجى بالعربية أحبّ إليّ من أن أمدح بالفارسية”.

وسأل التوني الحمادي حول تطور اللغة العربية، التي وصلت حد “الإعجاز”. فردّ الأخير بإبراز جماليات اللغة العربية أولاً، حيث وصفها قائلاً: “حرفها إن نطق لحن، وإن كتب فن”. وانتقل بعدها الحمادي إلى سرد تطورات اللغة عبر الزمان:” بدأت بضاعة ثمينة في سوق عكاظ، وبها كانت تؤخذ الزعامة… وصارت لغة الوحي، واصلة السماء بالأرض”. وتابع وصف توغل اللغة في المجتمعات عبر الزمن، حيث كانت “عروساً” في دواوين الخلفاء، وتوشحها بموشحات “في زمان الوصل بالأندلس”، مشيراً إلى قابليتها للتأقلم مع “لغة الشارع”، وإنجابها “العاميات”. وأكد الحمادي أنّ اللغة العربية ستصبح في المستقبل “لغة كونية تنطق بها التقنيات”.

وعن كيفية نهوض اللغة العربية من جديد، أشار الحمادي إلى العمل العلمي بإقامة مجامع علمية في سورية، ومصر، والأردن، والعراق، والسودان. وشدّد على أنّ اللغة العربية تنهض بثلاث أساسيات؛ الحجر الأول هو الجهد العلمي، الذي يوجد في المجامع العلمية والجامعات. والحجر الثاني، هو الجهد السياسي الرسمي. أما الحجر الثالث، فهو العمل الاجتماعي لكل من أفراد المجتمع، وأول من انتبه إليه هو حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عام 1999، حين دعم جمعية حماية اللغة العربية كأول جمعية “نفع عام” تعمل للغة العربية. 

وأشاد الحمادي بالجهود التي تبذلها الإمارات في مشروع نهوض اللغة العربية، إذ أشار إلى جائزة محمد بن راشد للغة العربية، التي أسست منذ ثلاث سنوات، في سبيل خدمة اللغة العربية منهجياً.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM