الكاتبة الشابة نبال قندس: الحُب أعقلُ أنواع الجنون

إعداد: قسام صبيح، تيماء العلي، خالد تميم

نبال في حفل تدشين كتابها الثاني -يافا، في عام ٢٠١٥

البدايات

نبال قندس فتاة فاض بها الشعور والتعبير، لذا توجهت لمنصات التواصل الاجتماعي، بغية مشاركة العامة ما يجول بخاطرها ودواخلها من أفكار ومشاعر. ولأنّ وسيلة التعبير الأولى لدى نبال هي الكتابة والأحرف، بدأت نبال ترجمة مشاعرها عبر موقع “الفيسبوك” منذ عام ٢٠١١. لم تقتصر العملية على الكتابة والتعبير، بل أصبحت هناك عملية تواصل واتصال بينها وبين من يشاركها ذات الأفكار والمشاعر.

وعبرت الكاتبة نبال قندس في إحدى المقابلات الصحافية معها، بأنها توجهت للكتابة لأنها “المنفذ لإسماع صوت ذواتنا وإخبار العالم ما يقطن في نفوسنا. من الصعب أحياناً الحديث بصوت مسموع عن أنفسنا”، ولكن الكاتبة نبال قندس ترى أنّ الكتابة هي الوسيلة الأنسب.

من هي نبال قندس؟

نبال قندس، كاتبة ومهندسة مدنية فلسطينية، من مواليد سنة 1990. تكتب الشعر والقصة. تنشر في مواقع إلكترونية عربية. لها أنشطة اجتماعية وأدبية، كما أنها من أشهر المدوّنات العربيات. يتنبأ لها النقاد بمستقبل كبير في عالم الكتابة. صدرت لها مجموعة نصوص بعنوان “أحلام على قائمة الانتظار”، ورواية بعنوان “يافا: حكاية غياب ومطر”. بدات الكتابة عام 2011، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي هي الدافع الأساسي لها، فقد أصبح هناك تواصل بينها وبين العديد من الأشخاص وأصبح من الممكن التواصل مع بعض الكتاب من خلال هذه المواقع، فكانت هذه المواقع دافعاً لها للكتابة والتعبير فبدأت تنشر كتاباتها على هذه المواقع، وبدأت بكتابة اليوميات والمذكرات وبعض المشاهدات في الحياة الجامعية والوسط الفلسطيني، ثم تطور الأمر، إذ مع الوقت سعت لصقل لغتها وأسلوبها الكتابي بممارسة الكتابة وبالقراءة المستمرة، مؤمنة بأنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

وصفت رحلتها بأنها لم تكن رحلة سهلة، ككاتبة أنثى، وفي بداية مرحلة الكتابة سوف تلتصق تهمة “الواقعية” على كل ما تكتبه على حد تعبيرها، وكان هناك بعض الرفض والحاجة الدائمة لتبرير كل حرف، لكنّ كل هذا لم يمنعها من الاستمرار في الطريق الذي تحبه. فكرة النشر في البداية لم تكن ضمن مخططاتتها، لكنّ السؤال الدائم من متابعيها لماذا تكتب، وما هي أسماء كتبها وأماكن توفرّها شجعها على جمع ما كتبته على مواقع التواصل وفي المدونات بين دفتيْ كتاب.

أعمالها

“أحلام على قائمة الانتظار”، هو كتابها الأول الذي صدر عام 2013. وهو مجموعة من الخواطر صاغتها المؤلفة على شاكلة أبيات شعرية، وهي عبارة عن أحاسيس رفعتها الكاتبة إلى درجة الصوفية، بعشقها وحبها، ولهفة الانتظار. كتاب اعتبره النقاد بداية مشجعة لكاتبة شابة، تصوّر معاناة وطنها الجريح في ظل احتلال صهيوني غاشم. نبال تتوّحد مع فلسطين كي تغيّر على الورق واقعاً أبى أن يتغيّر حقيقة.

“يافا حكاية غياب ومطر” هو العمل الثاني للكاتبة قندس الذي نشر عام 2014، تدور أحداث الرواية حول قصة يافا وهي امرأة فلسطينية فقدت حبيبها فداءً للوطن، وعاشت فترة غيابه في عزلة ووحدة تصارع فكرة فقدان من تحب لأجل ما أحبت، وتبدأ جارتها الصحفية بمحاولات لاقتحام عالمها بعد ملاحظتها عزلة يافا عن العالم وانقطاعها عن الكتابة، لأنها ترى كل مدينة فلسطينية امرأة جميلة، وترى كل امرأة فلسطينية مدينة شامخة بتضحياتها. ويافا في الرواية هي الفتاة والمدينة، حيث كانت صفات يافا الفتاة مشابهة لصفات يافا المدينة.

أبرز ما جاء في كتابات نبال قندس:

– أريد قلباً قاسياً لا يغفر؛ لأن قلبي الحنون الطيب هذا لا يجلب لي إلا الحزن والألم !

– الحُب أعقل أنواع الجنون

– في كل عبارة نكتبها القليل من الحقيقة والكثير من الخيال أو ربما الأمنيات

– صدقوني أنا بخير، القليل من وجع القلب وموجات من الاختناق وتعكّر المزاج والعصبية والهذيان وبعض الجروح والآلام، وأيضاً الكثير من الخذلان لا تقتل أحداً، صدقوني أنا بخير

– رسائل الاعتذار الباردة لا تجدي نفعاً مع قلب احترق

– حنين لكل الأشياء التي تركتنا ورحلت بدءاً بالطفولة وانتهاءً بالوطن

حازت كلمات الكاتبة نبال قندس على قلوب فئة كبيرة من القراء، وذلك لبساطة اللغة وبلاغة التعبير. الكاتبة نبال تحاول دائماً أن تبحث في زوايا ذاكرة القلب، وما تكدّس من مشاعر مغبرة فوق رفوف الذات، لتكتب عنها وتوصل معانيها الكامنة.

الوطن، الحب، النفس، الألم، الخذلان، الضياع، والانتصار، جميعها مشاعر كان لها حيزٌ كبير من كتابات الكاتبة نبال قندس ومذكراتها.

مشاريع الكاتبة القادمة

برأي الكاتبة نبال قندس أنه ليس على الكاتب أن يكتب وينشر إن لم يكن عمله أفضل مما نشره في السابق، لذا تفضّل أن تأخذ عزلة متعطشة فيها لقراءة المزيد من الكتب والروايات بحثاً عن أساليب جديدة في فن كتابة الرواية. وصرحت أنها بحاجة لوقت أكثر كي تخرج بعمل جديد يفوق نجاح رواية “يافا”.

مفهوم الأدب لدى نبال قندس:

“الأدب هو الأدب”، في هذه العبارة اختصرت الكاتبة نبال قندس مفهومها حول الأدب، وذلك لأنها لا تؤمن بالتصنيفات التي تدرج تحت قائمة الأدب. ولقد طرح عليها أسئلة عديدة عن الأدب النسوي أو الذكوري وغيرها، لكنها أبدت عدم رضاها عن تلك المسميات والمفارقات. وأكدت أنّ الأدب أسمى من أن نصنفه ونحصره تحت جنس أو عرق أو لون.

استمرارية في النشر والتواصل

كانت انطلاقتها الأولى من خلال موقع “فيسبوك”، حيث انها بدأت بنشر مدوناتها، و بالتالي أستطاعت أن تنشأ قاعدة جماهيرية، من القراء المخلصين لها ولقلمها. أما اليوم، فأصبحت نبال قندس أكثر نشاطاً، حيث توسعت دائرتها إلى العديد من مواقع التواصل الأجتماعي الأخرى مثل برنامج “تويتر”، و”الأنستجرام”. تؤمن نبال بأنّ هذه المنصات هي أدوات ذات أهمية فائقة، تساهم في الانتشار.  لذلك فهي تسعى دائماً إلى أن تكون حاضرة في هذه المواقع، من خلال الاستمرارية في النشر والتواصل مع الجمهور المتعطش لكتاباتها وكل جديد لها.

 

 

 

 


المراجع:
Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM