العمل والدراسة… حيرة الطلاب في موازنة الوقت

يراود الكثير من الطلاب السؤال التالي: هل من الممكن أن يجمعوا بين العمل والدراسة في الوقت نفسه؟ تختلف آراء الطلاب حول العمل خلال الدراسة، حيث بات أمرٌ لا مفر من أن يتجه عدد كبير من طلاب الجامعات للعمل أثناء الدراسة. وهذا إما بسبب الحاجة المادية الملحة أو للهروب من جو الدراسة، أو لاكتساب خبرة في مجال التخصص، أو الاعتماد على الذات والاستقلال المادّي. لكن عادة ما نجد نسبة كبيرة من الطلاب غير قادرة على التوفيق بين الاثنين فيصبح الاختيار صعباً بين المحافظة على ذلك أوالتخلي عن الآخر.
إذاً، الآراء منقسمة في ما يتعلق بالعمل أثناء التحصيل الجامعي، بين مؤيّد ومعارض. ولكلّ طرف أسبابه وتبريراته المنطقيّة. حجازي أحمد، طالب إدارة أعمال في الجامعة الأمريكية في دبي، يعمل في شركة “إيبا ستار للمقاولات” يروي لنا قصته حول كيفية التوفيق بين الدراسة والعمل، بقوله: “هو لا شك أمر صعب أن أعمل وأدرس في نفس الوقت، يلاحقني الضغط بشكل مستمر من الناحيتين ولكن اعتدت على الأمر بعد تنظيم الوقت. ورغم أن هذه التجربة مفيدة لي حيث أنها تعرفني على الحياة العملية في وقت مبكر، قد تؤثر في بعض الأحيان على دراستي ودرجاتي”.
أما بالنسبة لبعض الطلاب الذين لا يعملون، ففي استطلاع رأي أجريناه في الجامعة، تبيّن أن 50% منهم يظنّون آنّهم لا يملكون القدرة على الموازنة بين العمل والدراسة لذا يفضّلون أن يضعوا كامل تركيزهم على الدراسة فقط، مع عدم استبعاد الفكرة بشكل كامل. وأوضح 40% من المستطلعين أن عملية الموازنة مستحيلة كلياً، وبالنسبة لهم، الأمر لا يستحق التجربة على الإطلاق. أما الطلاب المنتمون إلى الـ 10% المتبقية، فهم يطمحون أن يدخلوا المسار العملي، إذ لم يكن لدى بعضهم أي مانع في العمل والدراسة بالوقت نفسه، فيما البعض الآخر قالوا أنهم يبحثون عن عمل بشكل جدّي.
وفي حديث مع مشرفة قسم خدمات الطلاب في الجامعة الأميركية في دبي، ماريا بيجاني، قالت الأخيرة “إنه أمر ضروري للطالب أن يدرس ويعمل في نفس الوقت، لكي يعتاد على الحياة المهنية في وقت مبكر ولكي لا يواجه أي صعوبات عند تخرجه من الجامعة. فالطلاب الذين ليست لديهم أي خبرة في مجال تخصّصهم، بحسب بيجاني، يواجهون صعوبة في إيجاد عمل. وتنصح بيجاني الطلاب أن يحققّوا إنجازات صغيرة على الصعيد الشخصي أيضاً، من خلال الاعتماد على ذاتهم وتحمّل المسؤولية، وخوض تجربة جديدة تغني سيرتهم الذاتية وتنمّي من شخصيّتهم.
رغم تفاوت الآراء حول هذا الموضوع، تبقى ظروف الطلاب الخاصة في بعض الأحيان من أهم الأسباب التي تجبرهم على الدراسة والعمل في آنٍ معاً.
الصورة من تصوير: وسام عون