العراق: خبر عاجل لم نقرأه

Screenshot from Twitter @Ganoja98
حراك هو الأكبر بتاريخ العراق
بالرغم مما يملكه العراق من ثروة نفطية يعيش حوالي 40 مليون عراقي، أوضاع معيشية لا تماثل ذلك. منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٩ والشباب العراقي يتظاهر لوضع حد للفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة.
هذا الحراك الغاضب، موجه نحو طبقة سياسية، خالي من الشعارات الطائفية، خرج فيه الآلاف في العاصمة بغداد وعدد من المدن الأخرى. خلال الأربع أشهر، قُتل ما لا يقل عن ٦٠٠ شخص وأصيب الألاف حسب تقارير أمنيستي انترناشونال (٢٠٢٠).
ويدعم سهاد النجار مدرس أول للمرحلة الثانوية في بغداد، طلابه للمشاركة في التظاهرات قائلاً “تعطل الدراسة فترة لمستقبل العراق أفضل من اكمالها والتخرج بشهادة لا تساعد بشيء عدى عن زيادة مستوى البطالة،” برسالة صوتية على الواتساب
وبالتزامن مع هذه الحملة أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل في العراق وخارجه عددا من الوسوم من بينها #بغداد، #ساحة_التحرير، #مظاهرات_العراق، #نريد_وطننا، متصدراً وسم #العراق_ينتفض منشورات عبر بها ناشطون بالصوت والصورة ما آلت إليه الأوضاع:
فيما لم ينشر الموقع الرسمي وحسابات مواقع التواصل الاجتماعية لوزارة الخارجية العراقية أي بيان يتعلق بتطورات الأحداث الأخيرة.
ثروة غارقة بالفساد
يشكل النفط ٦٠٪ من الناتج الإجمالي المحلي في العراق و٩٩٪ من الصادرات و٩٠٪ من العائدات الحكومية. يملك العراق 143 بليون برميل احتياطي من النفط و٢٠٠ بليون برميل يمكن استخراجه. كما يملك العراق 3.100 بليون متر مكعب من الغاز الاحتياطي، حسب تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
.(UNDP 2020)
وتشير التقارير أن، بالرغم من هذه الإمكانيات، تُكَمل ٩٠٪ من الأسر سد حاجاتها من الطاقة الكهربائية من المولدات الخاصة وتستخدم ٢٠٪ من الأسر مصادر غير آمنة لشرب المياه، واثنان من ثلاثة عراقيين لديهم آراء سلبية عن الخدمات الصحية. كما أن نسبة البطالة بلغ معدلها ١١٪ على الصعيد الوطني وترتفع لتشكل ١٨٪ من فئة الشباب (١٠-٢٤ سنة).
ويحتل العراق المرتبة ١٨ في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية. وتشير تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدفع ١٢٪ من العراقيين الذين تعاملوا مع مزودي الخدمات المدنية رشاوي، في حين لم يُبلّغ عن ٩٥٪ من حالات الرشو الإجمالية.
قيادة غائبة
كلف الرئيس العراقي، برهم صالح، يوم ١ فبراير/شباط، وزير الاتصالات السابق محمد توفيق علاوي، بتشكيل حكومة جديدة.
ولا يزال يتولى برهم صالح، بنفسه حكومة تسيير الأعمال، حتى بعد اعلان استقالته نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2019، في رسالة للبرلمان، عقب الفشل في تكليف رئيس جديد للحكومة بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي نوفمبر/ تشرين الثاني، ورفضه مرشح الأحزاب الشيعية لمنصب رئاسة الحكومة، أسعد العيداني.
وعلق سهاد النجار على مرشح رئاسة الحكومة قائلاً “في كل انتخابات الحزب هو الفائز حتى لو لم يجمع أصوات لأن قانون الانتخابات غير عادل” بالتالي أهم مطالب المتظاهرين برأيه “تغيير قانون الانتخابات.”
لفتة إلى الوراء
من عام 1968 إلى عام 2003، كان العراق يحكمه حزب البعث وبموجب دستور مؤقت اعتمده الحزب في عام 1970، تم تأكيد العراق كجمهورية. ووفقاً لهذا النظام، تقع السلطة التنفيذية على عاتق الرئيس، الذي شغل أيضًا منصب رئيس مجلس قيادة الثورة، وأشرف على وزراء الحكومة، وأبلغ ظاهريًا مجلس قيادة الثورة. السلطة القضائية كانت، من الناحية النظرية، منوطة بسلطة قضائية مستقلة. إلا أن النظام السياسي كان يعمل مع القليل من الإشارة إلى الأحكام الدستورية، ومن عام 1979 إلى عام 2003، كان الرئيس صدام حسين يتمتع بسلطة غير محدودة تقريبًا.
بعد الإطاحة بحكومة البعث في عام 2003، أنشأت الولايات المتحدة وحلفاؤها في التحالف سلطة التحالف المؤقتة (CPA). عينت سلطة الائتلاف المؤقتة مجلس الحكم العراقي المؤلف من 25 عضواً، والذي تولى مهام إدارية محدودة. أقرت اللجنة الحكومية الدولية دستوراً مؤقتاً في مارس 2004، وتمت الموافقة على دستور دائم من قبل استفتاء وطني في أكتوبر 2005. وقد حددت هذه الوثيقة العراق كدولة فيدرالية تتمتع فيها بسلطة محدودة – فيما يتعلق بمسائل مثل أنظمة الدفاع والشؤون الخارجية والجمارك – كانت منوطة بالحكومة الوطنية. مسائل أخرى مثل التخطيط العام والتعليم والرعاية الصحية هي كفاءات مشتركة ، ويتم التعامل معها وفقًا لتقدير الدوائر الانتخابية والمقاطعات الإقليمية.
التاريخ يعيد نفسه: العراق مسرح لدول عظمى تروي نصها.
ليلة إعلان الولايات المتحدة غزوها للعراق عام ٢٠٠٣، يوم اعتقال صدام حسين، ويوم اعدامه صباح عيد الأضحى عام ٢٠٠٦، يوم سقوط الجيش العراقي عند احتلال ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامي الموصل قبل عامين: أحداث رُويت على مسرح العراق. يضاف إليها مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس في قصف صاروخي أمريكي، يوم ٣ يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.
نص أمريكي ونص إيراني
العراق اليوم مسرح التنفيذ لحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بينما العراقي يجلس بمقعد الجمهور، تطاله نيران الصراع.
تزامناً مع شن إيران هجوما صاروخيا استهدف قاعدتين عسكريتين لأمريكا بالعراق، رداً على عملية اغتيال قاسم سليماني، صرح المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، برههم صالح، في بيان على الفيسبوك أن “رئاسة الجمهورية تتابع بقلق بالغ التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، وتستنكر القصف الصاروخي الإيراني الذي طال مواقع عسكرية على الأراضي العراقية، وتجدد رفضها الخرق المتكرر للسيادة الوطنية وتحويل العراق إلى ساحة حرب للأطراف المتنازعة.”
بينما علق سهاد النجار، “أساس المشكلة في الطبقة السياسية هي تبعية كل حزب لدولة معينة، تموله بالدعم المادي والمعنوي على حساب عامة الشعب”.
تحرير: حنان الكبت