العالم يترقب ماذا بعد ترامب

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يترقبُ العالم التأثيرات التي قد تتركها سياساتُه في فترة ولايتهِ الثانية. في وقت يشهد فيه النظام الدولي تحديات معقدة، يستعدُ ترامب لإطلاق أجندة جديدة قد تغير معالم العلاقات الدولية للولايات المتحدة.

حقبة ترامب الثانية تبدو مليئة بالتحديات، حيث أطلقَ تصريحات مثيرة للجدل تكشف عن توجهاتهِ السياسية والاجتماعية. وأبرزَ ترامب عزمه على مواجهة ما وصفه بـ”الخيانة الفظيعة” التي تعرّضت لها الولايات المتحدة، قائلاً: “إن انتخابي الأخير هو بمثابة تفويض لعكس الخيانة الفظيعة بشكل كامل، وإعادة إيمان الناس وثرواتهم وديمقراطيتهم وحريتهم. من هذه اللحظة فصاعداً، انتهى انحدار أمريكا.” حيث تُشير هذه التصريحات بشكل واضح إلى توقعات مختلفة حول توجهات إدارته الجديدة.

أشار الإعلامي نديم قطيش، المدير العام لقناة سكاي نيوز عربية، إلى أن “ترامب يواصل الدفع باتجاه توسيع اتفاقيات أبراهام، مع تركيزه على إدخال دول عربية جديدة، مثل السعودية، في مسار التطبيع مع إسرائيل.” وأوضح قطيش أن هذا النهج “سيؤدي إلى تهميش القضية الفلسطينية بشكل كبير، حيث أصبح حلها أقل مركزية في الأجندة الإقليمية.” وفي سياق آخر، أكد قطيش أن ترامب أعاد تبني سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، قائلاً: “إن ترامب يفرض عقوبات إضافية على إيران بهدف الوصول إلى صفقة أفضل وأكبر، تشمل برنامجها النووي، الصواريخ الباليستية، ونفوذها الإقليمي.” لكنه حذّر من أن “هذا التصعيد قد يزيد من احتمالية التوترات العسكرية في المنطقة، خاصة مع استمرار إيران في تحدي العقوبات.”

وأفادت هبة صالح، مذيعة ونائبة مدير البرامج في إذاعة العربية 99، أن هناك مزيج من التفاؤل والحذر بشأن السياسات التي بدأ ترامب بتطبيقها. وقالت هبة: “توقعاتنا باتت واضحة في عهد ترامب، فعلى الرغم من وجود بعض المخاوف المتعلقة بإدارته المشابهة لغيرها من إدارات الدول العظمى، إلا أننا وبلا شك بدأنا نرى بوادر هذه الإدارة بشكل إيجابي، من توقف الحرب في غزة إلى إيقاف تيك توك في أمريكا إلى الاعتراف بوجود جنسين فقط في الولايات المتحدة الأمريكية.”

وأوضحت هبة وجهة نظرها بتشبيه حقبة ترامب بعبارة “so good to be true”، في إشارة إلى أن الوعود والتغييرات تبدو مثالية بشكل قد يصعب تصديقه، مؤكدة أن الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه السياسات ستثبت جدواها أو تواجه تحديات تقوضها.

دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة ورجل الأعمال الأمريكي، أدى اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني في مبنى الكابيتول بواشنطن، ليبدأ ولايته الثانية رئيساً للولايات المتحدة. وسيكون العالم مترقباً لتطورات السياسات التي سيعتمدها، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي تشهدها الساحة العالمية.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM