الصحفيون الفلسطينيون: محاولات خنق صوت الحقيقة

هل يواصل الجيش الإسرائيلي انتهاكه لحقوق الصحفيين، في ظل مقتل العشرات من الإعلاميين في  قطاع غزة، ونزوح معظم الصحفيين العاملين في القطاع إلى رفح، منذ بدء الصراع في غزة في السابع من من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي؟

 وهل يصبح احتمال حرمان الإعلام من تغطية النزاع وآثاره الكارثية على السكان المدنيين أمراً ممكناً؟

كشف محرر ومعد في مؤسسة القدس الدولية، كمال الجعبري، ل MBRSC post عن “إمكانية انعدام التغطية الإعلامية للقطاع في الأيام القليلة القادمة إذا بقي الجيش الإسرائيلي يستهدف الصحفيين بالوتيرة نفسها”.

وأكد الجعبري، تصاعد استهداف إسرائيل “للحالة الصحفية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بوسائل متعددة، بما في ذلك القتل والاعتقال والملاحقة ومنع التغطية الإعلامية، وصولاً إلى قصف المنازل”.

مراسلون بلا حدود

وبينت منظمة “مراسلون بلا حدود” أن “فلسطين تعد أخطر دولة في العالم بالنسبة للصحفيين في عام 2023″، واصفةً قطاع غزة بـ”مقبرة الصحفيين” في تقريرها السنوي الذي نشرته في 16 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، حسب قناة الجزيرة.

واستهداف الصحفيين هو محاولة من قبل قوات الاحتلال “لتخويفهم وثنيهم عن ممارسة عملهم الصحفي”، بالإضافة للرغبة في “تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتصويرها على أنها تهدد الصحفيين” على حد تعبير الجعبري.

اتهامات لإسرائيل بقتل شهود الحقيقة في غزة

وتمنع إسرائيل المراسلين الأجانب من دخول  القطاع عبر معبر إيريز، منذ اندلاع الصراع، والأقلية منهم ممن دخل لا يسمح له ذلك إلا برفقة القوات الإسرائيلية، أي أن أمر تغطية الحرب ملقى على كاهل غالبية الصحفيين الفلسطينيين ممن شردوا وأسرهم بعد تدمير منازلهم، وفقاً لقناة الجزيرة.

وتقوم لجنة حماية الصحفيين بالتحقيق في جميع التقارير المتعلقة بمقتل الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام أو إصابتهم أو فقدهم خلال الحروب، وأصبحت هذه الحرب هي “الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين”، منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين بجمع البيانات في عام 1992 حسب قناة سي إن إن بالعربية.

وارتفع عدد الصحفيين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى 96 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، عقب الإعلان، في الثامن عشر من ديسمبر الجاري، عن مقتل الصحفي عبدالله علوان، بقصف إسرائيلي على جباليا شمال القطاع، حسبما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي، مقتل الصحفية حنين القشطان، في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلتها في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.

كما شهد الأسبوع الماضي مقتل مصور “الجزيرة” في غزة سامر أبو دقة الذي أصيب مع مراسل القناة وائل الدحدوح، خلال تغطيتهما قصف مدرسة. ولم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إلى أبو دقة، لنقله للعلاج، حيث تُرك ينزف لأكثر من خمس ساعات إلى أن توفي.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM