الرئيس التنفيذي “لإم جي إم” يتحدث عن صورة العرب على الشاشة الغربية

بدوي شرير في صحراء قاحلة، هذه هي الصورة النمطية السلبية للعرب والشرق أوسطيين في صناعة السينما والتلفزيون الأميركي، لكن “النقاش بشأن هذا الأمر يبدو أنه تغير من نواح عديدة وتَزايد الوعي لعدم تشويه سمعة العرب والمسلمين في الأعمال المستقبلية”.
بهذا علق الرئيس التنفيذي لاستديو هات مترو غولدوين ماير (إم جي إم) كريس بريرتون، في جلسة حوارية عُقدت في الجامعة الأمريكية في دبي الاثنين الماضي ٣٠ أيلول (سبتمبر)، عند محاصرة إحدى الحضور له بالمفارقة بين صورة العرب على الشاشة وتجربته الشخصية بتواجده في دبي.
بداية تؤكد اتجاهات نمطية
استهل المعدون الجلسة بفيديو قصير يجمع لقطات سينمائية على مدى عقود احتفالاً بمرور مئة عام على تأسيس يونايتد ارتستس، الشركة المدموجة مع ام جي ام باسم “MGM/UA Entertainment Co”. ما كان ملفتاً هو أن جميع المقتطفات، بالرغم من أنها من انتاج (إم جي اإم ) (٢٠١٩)، عكست انحياز واضح لعرض تاريخ من الأعمال بغالبية عرقية “بيضاء” من الممثلين.
وأقر بريرتون أن “أغلبية الأدوار التي يتم إسنادها للعرب مرتبطة بالإرهاب والشخصيات الشريرة”. مبرراً أنّ هذا التمثيل الخاطئ يعود لكون الفريق الإبداع للشركة، المسؤول عن المحتوى والتخطيط يتكون من غالبية أمريكية -بيضاء عرقياً- بالتالي خلفياتهم تؤثر على أفكارهم. مضيفاً، كبادرة إيجابية، ” تسعى ام جي ام لإعادة تشكيل مسؤولين من خلفيات وتجارب مختلفة لتكن انطباعاتهم مقاربة للواقع أكثر.”
ومن نواح عديدة، تلجأ هوليوود غالباً إلى استخدام الصور والقوالب النمطية عند تصور الأشرار
في عالم السينما. وباعتبارها مؤسسة تجارية إلى حد كبير، فإنها لا تستطيع تحدي الافتراضات السائدة من الناحية الواقعية حفاظاً على النمطية للأسواق الأميركية والعالمية.
إم جي إم تنتج للشرق؟
وعند سؤال بريرتون إذ كان هناك احتمالية انتاج أفلام خاصة بمنطقة الشرق أوسط علق “نحن لا نمتلك الموارد للعمل في مناطق مختلفة لتلبية جمهور معين، ولكن بالتأكيد سنفعل إن استطعنا التعاون مع شركات انتاج محلية لإنتاج محتوى بمستوى عالي من الجودة”.
مضيفاً، “جودة الإنتاج تُعد أهم من عدد الإنتاجات”. وبذلك انتقل بريرتون للحديث عن النقطة الفارقة بين (إم جي إم) ومنافسيها بالسوق كونها “مكتبة الأفلام والمسلسلات التي تضم ما يقارب ١٧ ألف حلقة تلفزيونية. فاستطاعت (إم جي إم) تكوينها على مدى أعوام ولا يمل المشاهد من مشاهدتها مراراً”، وذلك مقارنةً بنتفلكس مثلاً، التي “تفتقد مكتبة من الأفلام يستطيع المتابع العودة اليها”، على حد قوله.
ولكن أكد بريرتون، أهمية تحديث وإضافة محتوى متجدد للمكتبة بانتظام. على سبيل المثال، قامت (إم جي إم) بتحديث فيلم “جيمس بوند” الشهير ب٢٨ نسخة مختلفة منذ عام ١٩٥٣.
مسيرة بريرتون المهنية
ومن الجدير بالذكر، أنّ بريرتون بدأ مسيرته كمحاسب قانوني معتمد في مجموعة المعلومات والاتصالات والترفيه KPMG في لوس أنجلوس. انضمّ لإم جي إم بداية ٢٠١٨ بعد العمل مع Latham & Watkins للترفيه والرياضة والإعلام، حيث شغل منصب الشريك الإداري لمكتب Century City التابع للشركة منذ عام 2015. وقبل ذلك، كان شريكاً في O’Melveny & Myers. ولكن علاقة بريرتون ب(إم جي إم) تعود ٢٠ عاماً إلى الوراء، حيث مثّل الشركة بعدة صفقات تجارية.