.البودكاست: مستقبل البث الإذاعي

يعتبر البودكاست واحداً من امتدادات البرودكاست أو البث الإذاعي، ويتقاطعان في نقاطٍ كثيرة أهمها بث المحتوى الصوتي. إلا أن البودكاست يقدم مواضيع أكثر تخصص. ويتيح حرية الاستماع في أي زمان ومكان، بالإضافة إلى نمط حوارٍ غير رسمي.
في السياق، يقول صانع المحتوى، خليل زيات “ما يميز البودكاست أنه عفوي وغير مؤطر؛ فهو غير خاضع لبرمجة وتخطيط مثل المؤسسات الإعلامية الاعتيادية.”
وبدوره أكد المدرب والمستشار الإعلامي، شادي رزق، “أن أهم عناصر صناعة بودكاست ناجح هي الفكرة، أسلوب الطرح، العفوية، الالتزام والاستمرارية.” وشدد على ضرورة مواكبة جميع التطورات في عالم البودكاست لضمان نموذج ناجح، مضيفاً “أساس البودكاست سمعي، ولكن في أيامنا هذه يعتمد صانعوه على التصوير، أي الجزء المرئي، لسرعة الانتشار والوصول، وفي هذه الحالة يجب أن يكون هناك دقة وجودة عالية في التصوير لتحقيق المنافسة.”
تهتم مؤخراً قنوات إعلامية كثيرة بصناعة البودكاست، مثل بودكاست “أثير” الذي تنتجه قناة الجزيرة. ويتجه إعلاميون كثر لتقديم البودكاست بدلاً من البرامج التلفزيونية أو الإذاعية. فبحسب تقريرٍ نشرته صحيفة الشرق الأوسط في فبراير 2022، أعلن الإعلاميان البريطانيان “إيميلي ماتليس” و”جون سوبل” انتقالهما من هيئة الإذاعة البريطانية إلى قناة “إل بي سي” لتقديم بودكاست مشترك.
ومن جانبه أكد رزق أن “البودكاست مستقبل الإعلام الحديث، لذلك تتجه مؤسسات إعلامية كثيرة لإنتاجه، ومواكبة العصر.” وأشار إلى أن انخفاض تكاليفه الإنتاجية، مقارنة بالإذاعة والمحطات التلفزيونية، يجعله متاحاً على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة لمنصات البودكاست الخاصة مثل Spotify و Apple Podcast.
تضاعفت شعبية البودكاست تزامناً مع جائحة كورونا وزاد الإقبال عليه في السنوات الأخيرة. وبحسب إحصاءات نشرت على موقع الجزيرة، وكان آخر تحديث لها بتاريخ 15 سبتمبر الجاري، من المتوقع أن يصل عدد برامج البودكاست إلى خمسة ملايين برنامج، من بينها 2427 برنامجاً عربياً، وأن يتجاوز حجم سوق البودكاست 17.5 مليار دولار، مع قرابة 460 مليون مستمع عالمي بحلول عام 2030.