الإندبندنت” البريطانية تستسلم للهيمنة الرقمية

علا يحيى/
جاء إعلان صحيفة “الإندبندنت” البريطانية وإصدارها الأسبوعي “إندبندنت أون صنداي” بوقف النسخ المطبوعة واللجوء فقط إلى النسخة الالكترونية، كجرس إنذار يمهد لاحتمال انقراض الصحف الورقية٬ وشكل هذا القرار دليلاً للبعض على هيمنة الصحف الرقمية على الورقية. وهذا ما اعتبره أستاذ الصحافة في الجامعة الأمريكية في دبي موسى برهومة: “وضعاً طبيعياً، في سياق التطور المعلوماتي وتطور وسائل الاتصال٬ حيث أصبحت مكلفة جداً وخصوصاً الجريدة الورقية. وهي الآن لا تحقق الهدف التي كانت تحققه سابقاً.” وأضاف أيضاً “أصبحت وسائل الإعلام الحديثة تزاحم الصحف والمجلات الورقية٬ فلذلك تتجه “الإندبندنت” وقبلها “لوس أنجلس تايمز” والكثير من الصحف العربية والعالمية إلى التوجه الرقمي”. وعن السبب فقد أكد برهومة أن “الإعلام الرقمي متيسر ومتاح ويلبي توجهات الجمور وبكلفه زهيدة”.
ومن جانب آخر أكد برهومة على قدرة الصحافة الإلكترونية أن تحل مكان الورقية من ناحية الإعلانات قائلاً “سوف تبقى حركة الإعلام متنقلة ومتواصلة حتى مع الإعلام الرقمي، فالإعلانات كذلك ستأخذ وجهاً رقمياً، وبالتالي ما كانت تحققة الجريدة من إعلانات ورقية يمكن أن تحققه بإعلانات رقمية بالكلفة والجودة ذاتها”.
ومن جهتها، أكدت رئيسة تحرير مجلة كلية محمد بن راشد للإعلام الإلكترونية هزار بحبوح أن: “هذا بالفعل مؤشر على بداية انقراض الصحف الورقية، فذلك سيوفر على الصحف الكثير من التكلفة”. وأيدت بحبوح الصحافة الإلكترونية بشدة قائلةً “الصحيفة الإلكترونية أسهل في الكتابة والتعديل والنشر حيث يمكن فعل كل ذلك بضغطة زر واحدة، بينما الصحاقة الورقية تحتاج الكثير من الوقت والجهد وحتى المال في الطباعة والنشر، إلى جانب كون التوزيع يستغرق الكثير من الوقت على عكس الصحافة الإلكترونية التي تُنشر بثواني عبر الروابط.” وأضافت أيضاً: “للصحافة الإلكترونية ميزة أخرى وهي أنها صديقة للبيئة، فنحن بتجنبنا استهلاك الورق نحمي الأشجار”.
ويذكر أن العدد الأول من “الإندبندنت” صدر في أكتوبر 1986، وأن آخر إصدار سيكون يوم 26 مارس القادم. وستشهد الأسواق أخر إصدار ورقي من جريدة “ذي إندبندنت أون صنداي” يوم 20 مارس المقبل.