الإمارات تتخذ القرار الصحيح بالسماح للطلاب برعاية عائلاتهم

Photo by David Rodrigo via Unsplash.com

لم تكن الإمارات العربية المتحدة كغيرها من الدول، لطالما نظرت إليها نظرة استثانئية فريدة.

تحديداً دبي، يُقال أنها كوكباً آخر، وبدون مبالغة أُبصم بأصابعي العشر أنها كذلك، على الأقل هذا ما شهدته عيناي بعد مكوثي لسنتين ونصف السنة فيها للتخصص في مجال الصحافة في الجامعة الأمريكية في دبي.

لكن بعيداً عن الجماليات هذه، وتركيزاً على حقيقةٍ مهمة، تعتبر الإمارات بشكل عام ملاذاً لتبيان الطاقات الشبابية المبدعة والمُفكرة، لذلك يقصدها الكثير من الطلاب من بلاد مختلفة. وإستناداً إلى إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة التربية والتعليم تشير إلى أن هناك ٣٤.١٢٢ طالباً جامعياً وافداً في الإمارات، يبعدون كل البعد عن عائلاتهم.

واختلف الحال بعد أن عقد مجلس الوزراء، الأحد ما قبل الماضي، اجتماعاً أسفر عن تغيرات جديدة لقواعد التأشيرات والإقامة، حيث سيتمكن الطلاب الوافدون من إحضار عائلاتهم وكفالتهم إذا كان قادراً مالياً.

أتى ذلك باعتبار الإمارات العربية المتحدة مركزاً تعليمياً إقليمياً مع أكثر من ٧٧ جامعة وعشرات الآلاف من الطلاب سنوياً.

وعادة ما يتم إصدار تأشيرة طالب لمدة عام واحد للطلاب الوافدين الذين تزيد أعمارهم عن ١٨ عاماً، ويقيمون في دولة الإمارات العربية المتحدة وتكفلهم جامعة معتمدة، لكن بموحب الخطة الجديدة، يمكن للطلاب تقديم طلب إحضار عائلاتهم من خلال وزارة التربية والتعليم.

وبذلك، من المتوقع أن ترتفع أعداد المقيمين في الدولة ارتفاعاً ملحوظاً، لم يكن له مثيل. كما سيلعب القرار دوراً كبيراً في  تشجيع الأدمغة الشابة إلى قصد الإمارات للإقامة فيها، فتزدهر الدولة بطاقاتهم من جهة وتأمن للطلبة وعائلاتهم المسكن والعيش الكريم من جهة أخرى.

لكن، ما يضفي أهمية للقرار، هو تأثيره النفسي على الطلاب. ففي تقررير نشره موقع موضوع تحت عنوان “العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي”، يُبين أن “هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على مقدار التحصيل الدراسي للطالب، والتي يتم تصنيفها إلى ثلاث مجموعات رئيسة؛ المجموعة الأولى تتعلق بالشخص نفسه، والمجموعة الثانية تتعلق بالبيئة المحيطة والأسرة، أمّا المجموعة الأخيرة من العوامل فهي التي تتعلق بالمؤسسة التعليمية”.

وإذا أردنا التركيز على المجموعة الثانية التي تتعلق بالبيئة المحيطة والأسرة، فيلعب هذا العامل دوراً كبيراً في رحلة الطالب التعليمية لأن طريقة تعامل الوالدين وأفراد الأسرة مع المتعلم، تؤثر على مدى تحصيله الدراسي.

وعندما يحصل المُتعلم على دعم كبير من أحبائه، سترتفع قدرته على الإعطاء والتقدم أثناء الدراسة، مما يعني أن طاقاته ستتفجر بأضعاف. وتكمن النتيجة في ازدهار الإمارات بشبابها والطاقات التي ستبرزها من أجل خدمة البلد وتطويره بأكثر الطرق الممكنة.

وإيماني بأهمية الراحة النفسية والحصول على الدعم الذي يحتاجه المرء من أقرب المقربين، يجعلني على ثقة كاملة أن تأثير القرار سيجلب منافع كثيرة للطلاب بشكلٍ خاص مما سيؤثر على إنتاجهم اتجاه الوطن بشكلٍ عام.

وبحديثي مع عددا ً من أصدقائي الطلبة حول هذا القرار، تبين أن مجموعة كبيرة منهم ترغب باحضار عائلاتهم بأسرع وقت ممكن، باعتبار الإمارات دولة فريدة مما تقدمه لسكانها والقائمين فيها من فرص وسبل أفصل للحياة، كما أن الكثير منهم لم يجتمع بأفراد أسرته منذ أكثر من سنة بسبب الإغلاق العام والاجراءات الاحترازية التي فرضها انتشار فيروس كورونا.

قرارٌ كهذا يُثبت أن الدولة تنظر إلى الشباب (سواء مواطنين أو وافدين) على أنهم أغلى ما تملك لبناء مستقبل الوطن وتعزيز ريادته. وفي هذا الإطار، ويقول نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم إمارة دبي، سمو السيخ محمد بن راشد آل مكتوم “الإمارات قصة نجاح أبطالها شباب، وبروح الشباب نحقق المراكز الأولى”.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM