الأحجار الكريمة: بين قوى خارقة وخدعة تجارية

بعض الأحجار الكريمة والمجوهرات من محل سندس العجرم. 15 آذار (مارس) 2020
رند الزبيدي طالبة جامعية من الأردن التي تؤمن وتصدق بقوة الأحجار الكريمة٬ حيث تعتقد بأن هذه الأحجار تخفف طاقتك السلبية أو الطاقة السلبية من حولك معللتاً “أنا اؤمن بالطبيعة وبأنه هناك طريقة لنقل الطاقات الإيجابية إلى جسمي عن طريق استخدام الأحجار الكريمة فأعتقد أن الطاقة التي أستمد بها من الكهرمان تتجاوز قيمتها المادية ومنظرها الجمالي” وأضافت الزبيدي التي تعيش في دبي “يجب التأكد من أنها من نوع الأحجار الحقيقية وليست مزيفة لأن هنالك الكثير منها التي يتم الإعلان والتسويق عنها على الإنترنت والتي يتم بيعها على مواقع التواصل الاجتماعي والناس يصدقونها” مؤكدةً بأنها لا تؤمن بهذا النوع المسوق.
تتواجد الأحجار الثمينة في باطن الأرض غالباً، لكن لا تخرج إلى السطح إلا بعد حدوث انفجارات بركانية أو زلازل في أعماق البحار والمحيطات. ويمكن أن تتكون الأحجار ونجدها أحياناً فوق سطح الأرض. قالت سندس العجرم صاحبة محل مجوهرات واحجار كريمة في الشارقة “يمكن أن تأخذ هذه العملية مئات السنين وبالطبع هناك الكثير من التجار الذين يزيفون العملية عن طريق إضافة الأحجار المزيفة وتسخينها باستخدام الليزر أو النار لتغيير لونها وبيعها كنوع حجر أخر” كان المثال الأكثر انتشاراً هو حجر الجمشت او ما يعرف بـ الأماتيست، وهو بنفسجي اللون الذي يتوفر بكثرة ويكون ارخص السعر. وأضافت العجرم “تتم العملية حيث يتم احماء الحجر ليصبح لونه أصفر ويتم بيعه على أساس أنه السترين وهو حجر أصفر اللون الذي يدعي انه يجلب الحظ والمال وعادة ما يكون باهظ الثمن”
في حديثها عن بداية الأحجار وتواجدها في الطبيعة ذكرت العجرم بأن السومريين هم كانوا اول من وجدوا الاحجار الكريمة أو ما يسمى بحجر البخت بالإضافة الكواكب والابراج حيث كانوا مهتمين جداً بالفلك لذلك قاموا بقياس الاجرام السماوية وكانت صحيحة. وقالت “كانوا الكهنة السومريين يلبسون الزفير الأزرق كخاتم وكانوا يؤمنون بأن الياقوت الأزرق والزفير يجلب الرزق والبصيرة والتنبؤ والكهنة يحتاجون هذا الشيء ومن هنا بدأ الناس بتقليد الكهنة”.
الخرافات؟ تقاليد أو معتقدات
وهنالك البعض الذي يصدق المعتقدات الخرافات التي تنص بأن استخدام قطع كريستالية مثل المرو والعقيق الأحمر والزفير يمكن أن يستعيد المريض توازن الطاقة في جسمه وفي منزله. ويمكن أن تساعد في تهدئه الاضطرابات العاطفية مثل القلق وتقلب المزاج. كما أنه هنالك البعض من التقاليد التي توصي بأستخدام الأحجار الكريمة كوسيلة طبيعية لتعزيز الطاقة والمساعدة فيما يخص الصحة والسعادة.
كما ذكرت العجرم بأنه قد تكون السمة الجمالية هي الطاغية على الأحجار الكريمة الكريستالية، لكنها في الواقع تستخدم منذ القدم في العلاج. وعرف الإنسان منذ القدم استخدامها في الشفاء من الأمراض، ولا يزال البعض يؤمن بها كوسيلة علاجية شعبية.
من خلال تجربة العجرم في بيع الأحجار والمجوهرات قالت “هنالك سيدة اشترت لأبنها البالغ من العمر خمس سنوات سوار من حجر العقيق ولاحظت الفرق في تركيز الطفل من أول يوم قام بارتدائه” وأضافت العجرم بأن هذه العائدة متواجدة من تاريخ نهاية القرن التاسع عشر وتم استخدامها في شعوب عدة لاستبعاد آلام التسنين والتركيز عند الأطفال. وبقيت هذه العائدة حاضرة في الذاكرة الشعبية الى يومنا هذا، وعبرت العجرم “لا نعرف عن السبب وراه حقاً ولم يجري اي احد دراسة حتى الآن بخصوص هذا الموضوع فحتى الآن ليس هنالك وجود أي دليل بأن القلادة المصنوعة من العنبر أو الكهرمان الذي هو مادة صمغية تفرزها صنف من أشجار الصنوبر في قعر البحار يساعد في تخفيف أوجاع اللثة في نمو الاسنان عند الاطفال الرضع”
من جهة أخرى قالت منال الكبيسي (45 عاماً) التي تعمل كمدرسة في دبي٬ بأنها تشتري العنبر والعقيق اليماني لأنه يجعلها تشعر بتحسن وطاقة عند ارتدائها هذا النوع من المجوهرات وعبرت “أنا احرص أن اشتري مجوهراتي من المحلات الموثوق بها فأنا أشعر بالفرق بمجرد رؤية الحجر وشم رائحته في الحجر الأصلي له رائحة جميلة تخرج عند فركه”
عند سؤالها حول التسويق وتأثيره على النفسية ورأيها في الموضوع قالت العجرم “انت من تجلب الطاقة لنفسك وعندما تقنعين نفسك بأن يومك سيكون سعيد ومثمر سيحصل ذلك، وعلقت “هذا الأمر مشابه بالذين يمشون حول النار ولا يحترقون وهؤلاء يجب أن يدخلوا في حالة اللاوعي وهذا كل له علاقة بالإيمان وقوة التحكم بالعقل” وكررت بأنه لم يتم إثبات على أن الأحجار تؤثر على هذا الشيء.
بالنسبة إلى تاريخ المسبحة قالت العجرم “المسبحة تعتبر عباسة بغدادية فكانوا الناس يسبحون ويرتاحون من ذكر الله” من جهة اخرى٬ قال سلطان عبدالله الذي يرتدي المسبحة المصنوعة من العقيق قائلاً: “هذه عادة مثوارة في العائلة من أجدادي ومن ثم أبي وأنا الأن، والمسبحة عادة جيدة تساعدني على الذكر والعقيق خاصتاً يساعد في التخلص من الطاقة السلبية”.
عند سؤال العجرم عن رأيها بالذين يسوقون الحجر ويدعون بأن تغيير حجمه يعني سحب الطاقة السلبية منك قالت “الحجر الطبيعي يتغير حجمه ولونه ويطوف على الماء وهذا ليس له علاقة بأنه يسحب الطاقة السلبية منك”.
