اسرائيل تلعب في الوقت الضائع

يبدو أن ثورة الياسمين التونسيّة شكلت فرصة للعدو الإسرائيلي. فتونس قد خطفت الأضواء عن مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي هددها التوسع بالمستوطنات وامكانية تأثيرها على مسيرة السلام في المنطقة العربية.

بما أن اسرائيل لا تحرك ساكناً لأي انتقاد عربي أو دولي فهي لم تتوانى عن إستئناف بناء المستوطنات يوم انتهاء مدة التجميد .

و رغم تدخل الولايات المتحدة و محاولة إستئناف التجميد لكن اسرائيل رفضت. وقد علّق وزير شؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت “أن بناء المستوطنات غير قانوني وعقبة في طريق السلام”. تجاهل جليّ من قبل اسرائيل للرفض الدولي القانوني ولكن ليس هناك تحركات حقيقية من قبل المجتمع الدولي والعربي لردع .

الملفت للإنتباه أن الحكومة الإسرائيلية كثفت بناء المستوطنات بعد بدء ثورة تونس. رغم أنها ليست بحاجة في ان يكون المجتمع العربي مشغولاً عنها لتقوم بتنفيذ خططها. إلا أن لدى اسرائيل الفطنة التي تشح عند العرب فرغم امتلاكها المجال والقوة لتمادي إلا أنها لم تفوت فرصة التوسع دون بلبلة، و استغلت الوضع التونسي الغير مستقر.

رأينا كيف انشغلت وضجت الصحف والتلفزيونات بثورة تونس وإلتهت عن التوسعات التي قامت بها قوات الإحتلال منذ مطلع العام الجديد. وكأن قانون الإعلام أعطى حكماً بالإعفاء المؤقت على الإحتلال الإسرائيلي. وضع عربي يبقى مشوّشاً واسرائيل بمنتهى التركيز، لا استطيع سوى تقدير صمود اسرائيل. كلامي ليس مساندة لإسرائيل ولكن يجب أن نحتوي الإحتلال لنفهمه .
لا ارضى بالتطبيع و لا اعترف بإسرائيل كدولة ولكنني لا أستطيع إلّا أن احترم قدرتها على الوصول لأهدافها رغم رفض المجتمع العربي لوجودها .

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM