أنت لا ترى العالم كما أراه أنا

كانت حياتي تعتمد على علبة عدسات صغيرة، ونظارة طبية قبيحة. لم يكن أحد ليستوعب أنني أعتبر نفسي ضريرة لولا تلك العلبة والنظارة. كنت فعلياً لا أرى أي شيء من حولي إلا إذا التصق بوجهي. الحياة لا يوجد بها أي تفاصيل، فقط بعض الألوان التي لا أعرف ما هي في الحقيقة. لكنّي لست سوى قصة واحدة من قصص شباب يعانون من ضعف النظر وخاصة في فترة المراهقة. هي حالة تُشكل مشكلة في قدرة الإنسان على الرؤية بشكل واضح، وعادة ما يحتاج الشخص إلى ارتداء النظارة الطبية أو العدسات اللاصقة لمساعدته على الرؤية بشكل صحيح. تختلف درجات الضعف من شخص إلى آخر حسب معالجته لها والعمر الذي بدأت فيه، وكذلك يختلف تأثيرها على حياتهم بحسب قوتها. فإن كانت درجة الضعف عالية، تصبح الحالة مزعجة جداً لصاحبها وقد لا يكتفي بارتداء النظارة ويلجأ إلى عملية الليزر أو التقنيات الحديثة لتصحيح النظر بشكل دائم. لكن إن كانت الدرجة بسيطة، قد لا ينزعج صاحبها من ارتداء النظارة لأنها قد تساعد على تصحيح نظره بشكل طبيعي. يشرح أخصائي طب وجراحة العيون الدكتور سامي إمام أنواع العمليات التي يمكن أن يخضع لها المريض في الفيديو التالي:

Screen Shot 2018-05-06 at 1.36.08 PM

 

الناس من حولنا لا يعلمون كيف يصبح العالم في أعيننا بوجود ضعف النظر، وقد يستخفون في هذا الموضوع كونه يتمحور حول نظارة أو عدسة لاصقة صغيرة، لذلك فهو بسيط ولا يهمهم. ولكن ماذا كان رأي طلاب الجامعة الأمريكية الذين يعانون من ضعف النظر في هذا الموضوع؟

“أنا أرتدي النظارة والعدسات منذ 6 أعوام وفي كل سنة يزداد الضعف لدي، أصبحت أنزعج جداً من هذا الموضوع لأنني لا أعتبر نفسي إنسانة عادية وأصدقائي لا يقدرون كم هذا الأمر يزعجني” هذا ما قالته الطالبة فرح قشطة عن حالتها. لكن الطالب سامر الحموري كان لديه رأي مختلف حيث قال “أنا لدي ضعف بسيط في النظر وأحب أن أرتدي النظارة لأنني أراها جميلة، لا أفكر في الخضوع لأي عملية لتصحيح نظري ولا أعتقد أنها مهمة على الإطلاق”. وعبّر البعض عن استغرابهم، وقالوا إنهم يتمنون أن يعرفوا ما هو شعور الضعف في الرؤية وكيف يكون العالم في أعين من لديهم ضعف بالنظر.

Screen Shot 2018-05-06 at 1.37.10 PM

على الصعيد الشخصي، كنت أعاني من ضعف قوي جداً في نظري منذ 9 أعوام، ووصلت الدرجة في الضعف إلى -6.00 وهذا ما جعلني أفكر في عملية الليزك لكي أتخلص من هذا العذاب الطويل. كنت أرتدي العدسات اللاصقة بشكل يومي وهذا ما جعل حالتي تسوء مع مرور الوقت، كنت أرفض أن أرتدي النظارة الطبية لأنها كانت تجعل عيناي تبدو صغيرة جداً بسبب سُمك العدسة. كانت تلك العملية بمثابة الحلم بالنسبة لي لأنها كانت ستغير حياتي تغييراً جذرياً، وهذا بالفعل ما حصل. كنت أسعد إنسانة في العالم بعد إنتهاء العملية لدرجة أنني كسرت نظارتي الطبية بالمشي عليها في سيارتي. أصبحت إنسانة طبيعية لا تحتاج لأي شيء لكي ترى العالم من حولها وتمارس حياتها اليومية بشكل طبيعي.

 

Screen Shot 2018-05-06 at 1.37.58 PM

الصور تصوير شهناز سليم ومن موقع mawdoo3.com

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM