ألم يحن الوقت للجامعة الأمريكية في دبي في تخفيف سياسة حظر التجول؟

لائحة مدخل سكن طلاب الجامعة الأمريكية في دبي. 23 شباط (فبراير)، 2020. حنان الكبت

في العشرين، يلجأ الشاب أو الشابة إلى استكشاف الحياة. هو العمر الثوري، الذي يتخذ فيه العشريني قرارات مصيرية في حياته. لهذا يبقى السؤال إن كان “حظر التجول” لطلبة السكن الجامعي أمر مسموح أم لا، لما فيه من تحديد لطاقة الشاب العشريني في تجربته الحياتية.

وعلى شاكلة مراكز الإصلاح والتأهيل، تتبع إدارة السكن الجامعي في الجامعة الأمريكية في دبي إجراءات “صارمة”، والتي تتمثل في عودة الطلبة إلى السكن قبل الساعة الثانية عشر مساءً إن كان لديهم ما يسمى ب”حظر التجول”، أو وضع توقيت آخر محدد لهم، وذلك بعد أن يقدم ولي الأمر طلب عودة الابن أو الابنة في هذا التوقيت المحدد. فهل على الجامعة التخلي عن هذا القانون على حساب معاملة الطلبة كالبالغين؟

تأثير حظر التجول على شخصية الطلبة

يؤثر حظر التجول على نفسية الطلبة في ثقتهم بطريقة تعاملهم مع أصدقائهم في الجامعة، حيث قالت طالبة الفن المعماري في الجامعة الأمريكية في دبي، مريم حصري، إنَه كان يفترض أن تعيش حياتها الجامعية بانطلاق وحماس وشغف، لكنها وبحسب تعبيرها شعرت بأنًها سجينة في سنتها الأولى في الجامعة، وذلك بعدما قرر والدها حظر تجولها من السكن الجامعي، حيث فقدت الروح الاجتماعية بين زملائها.

وأضافت حصري: “أما الآن في سنتي الثانية، أصبحت إنسانة أخرى، إنسانة اجتماعية. أصبحت أتحدث بانطلاق مع الناس. وأخيراً، استطعت إقناع والدي بإزالة حظر التجول الخاص بي”.

حرية مفقودة

وتوضح طالبة الأعمال المالية المقيمة في السكن، آلاء عبد الرؤوف، إنَ “فرض حظر التجول هو محاولة للضغط على حرية الفرد دون أي مشروعية، تسبب من خلالها أذى نفسي في جوانب كثيرة. منها انعدام الحرية، التي تعد جزءاً من حقوقنا الإنسانية. وأيضاً، تعمل على دفع الطالب للقيام بأعمال سرية واللجوء إلى الكذب والتهرب، بدلاً من مواجهة أهله بصراحة مطلقة”.

نظرة الأهل في نظام حظر التجول

ويعود سبب فرض الأهالي نظام حظر التجول على أبناءهم، إلى الخوف من الانفتاح الزائد وانفلات الأمور عن مسارها المعتاد، حيث يقوم الطلبة بالسهر ليلاً بكل حرية وحتى ساعات متأخرة دون رقيب. لهذا يقوم ولي الأمر بفرض التشدد والصرامة على ولده خوفاً من الوقوع في هذه الأمور.

نظرة الجامعة في نظام حظر التجول

أما بالنسبة للجامعة الأمريكية في دبي، أوضحت مديرة السكن، ريا البرازي، “يعتبر حظر التجول خدمة يتم تقديمها إلى أهالي الطلبة، وذلك بسبب الثقافة العربية والعادات والتقاليد الموجودة في الدولة. لهذا معرفة متى سيعود الطلبة إلى السكن أو وضع وقت مخصص لهم للعودة أمر مهم”. وتعود وجهة نظر الأهل إلى أنَهم يريدون عودة أبنائهم مبكراً، كي لا يتأخروا على الدوام  في الصباح وحضور المحاضرات.

ولكن من وجهة نظر البرازي، فهي تفضل ترك أبناءهم لإستكشاف الحياة لأنَ هذا العمر (عمر العشرين)، يعتبر مرحلة انتقالية لدى كل فرد منهم، حيث ينتقل الطالب من فترة المراهقة إلى النضج.

عقاب من يخالف هذا النظام

أوضحت البرازي، أنَ هناك قواعد صارمة لمن يقوم بمخالفة نظام حظر التجول، أي تأخره عن الساعة الثانية عشر دون إذن مسبق بناء على طلب ولي الأمر، وذلك بإعطاء الطالب 4 نقاط انتهاك، حيث يمكن إزالتها عند إرسال ولي الأمر رسالة لمديرة سكن الجامعة، قائلاً فيها أنه على علم بتأخر ولده عن مدة الحظر. وإذا لم يتم إزالتها، تقوم الجامعة بإعطاءه إنذار. وإذا تجاوز الطالب 3 إنذارات، تقوم الجامعة بفصله.

حظر التجول: إلى أين؟

بنظري، يجب على الجامعة الأمريكية في دبي إعطاء مساحة أكبر للطلاب، من خلال السماح لهم بالذهاب إلى المباني الدراسية بعد الثانية عشر مساءً وليس سجنهم في السكن الجامعي فقط، خصوصاً أثناء امتحانات منتصف الفصل الدراسي ونهايته، حيث يحتاج الطالب إلى الأجهزة الإلكترونية والحواسيب المتوفرة على مدار 24 ساعة في الجامعة.

وأيضاً، في هذا العمر يشعر الطالب بالإحراج عند خروجه مع أصدقاءه، لأنه مقيد بعودته للسكن قبل وقت الحظر. وهذا يسبب ضغطاً نفسياً عليه، ليشكل “حظر التجول”، واحداً من الأنظمة الصارمة التي تحد من موجة التحرر، التي تعصف بجيل الجامعيين.

وبهذا المشهد، تتلخص ظاهرة حظر التجول في الجامعة الأمريكية في دبي، كأحد الضغوط الأكاديمية، خصوصاً عندما يكون الطالب متغرباً، فيدخل في تعاسة شديدة أثناء قضاء أجمل مرحلة في حياته، ما قد يخلّف لديه، إحساساً قوياً بالتمرد على السلطة أياً كانت.

تحرير: لولوة الفوال

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM