إلى أن يصبح الفن موضوعي: مواد التصميم يجب أن تُغير طريقة التقييم

سواء كان طلاب الهندسة يقومون بتصميم الأجزاء الميكانيكية والطرق على أوتو كاد(AutoCAD) ، أو طلاب الاتصالات المرئية يقومون بتصميم مواقع الويب والتعبئة والكتيبات على فوتوشوب(Photoshop)  والستراتور (Illustrator)، وطلاب التصميم الداخلي والهندسة المعمارية الذين يصممون خطط الأرضية والسقف والأقسام والارتفاع على أوتو كاد ، أو يقوم طلاب الإعلام بتصميم الرسائل الإخبارية والمواقع والمجلات على فوتوشوب والستراتور ، على كل طالب، في معظم التخصصات، في الجامعة الأمريكية في دبي، أخذ مواد التصميم، في مرحلة ما أثناء دراستهم.

يتم تقييم هذه المواد بالدرجات. ولذلك، أعتقد أن هذه الطريقة يجب أن تتغير، وأن مواد التصميم يجب أن تُقيم عن طريق النجاح أو الفشل، حيث إذ أظهر أحدهم فهمًا لقواعد التصميم، واكتساب مهارات التصميم، واستكمال المشاريع في الوقت المناسب، ينجح، وإذ لم يكن كذلك، يفشل المادة. برأيي، من الممكن استخدام الدرجات العددية داخل الدورة لقياس أداء الطلاب في الفصل ودفعهم إلى التحسين، ولكن النتيجة النهائية لهذه الدرجات ستحدد ما إذا كان الطالب قد اجتاز أو فشل في الدورة.

كوني طالبة صحافة، التحقت بمادة تصميم علمتني كيفية استخدام فوتوشوب والستراتور. ومن هذه التجربة، أدركت أن تقييم التصاميم، يجب ألا يقارن بتقييم، على سبيل المثال، تقرير كتابي حيث، يوجب اتباع قواعد واضحة وعلامات الترقيم واختيار الكلمات.  أما الفن المرئي، على الرغم من أنه يحتوي على مبادئه ونظرياته في التصميم، إلا أنه سيكون دائمًا غير موضوعيًا بحيث لا يمكن تقييمه عددياً، حتى باستخدام نموذج التقييم.

 يعتقد العديد من الطلاب، مثل حسام أبو السعود، طالب وسائل الإعلام الرقمي في الجامعة الأمريكية في دبي، أنه لا يمكن تقييم التصميمات بالدرجات العددية  بشكل موضوعي تمامًا.

يعتقد أبو السعود أنه “لا يجب أن يتم تقييم مواد التصميم بالدرجات العددية، ولكن بدلاً من ذلك يجب اجتياز أو فشل الدورات، وهذا يؤكد أن الجهد في العمل ضروري، ويجب القيام ببعض التقنيات للنجاح”، في مقابلة شخصية. ويضيف، “يمكن الإعجاب بلون أكثر من الآخر على سبيل المثال ،وهذا غير موضوعي، ولكن، يكون الأمر موضوعي، إذا لم تُرسم قياسات الشخص بشكل صحيح ، فلن تكون ناجحة كقطعة فنية، ويبقي الموضوع مفتوح للنقاش”. ومع ذلك ، فإن العديد من الأساتذة ، مثل السيدة سيرينا أبو ضاهر ، أستاذة مساعدة في الإعلام الرقمي المساعد في الجامعة الأمريكية في دبي ، يعارضون هذه الفكرة. أبو ضاهر تعتقد أن هناك درجة من اللا موضوعية في قياس الفن البصري، ولكن باستخدام بعض تقنيات التقييم، يمكنها قياس مهارات الطلاب وعملهم بشكل موضوعي.

وتضيف “لذلك إذا رأيت في مهارات الطالب نصف ما علّمته له، يجب علي أن أقيّمه بالدرجات، لأنني اذا فشلت في تعليم تلك المهارات للطالب. فهذا يعني أنني فشلت في تعليم المادة ككل، والطالب لم يستوعب ما تعلّمه بصورة كافية”.في مقابلة. كما تعلل،”لكن إذا كان الخياران فقط النجاح والفشل فيجب على الطالب الذي سوف أنجّحه أن يكون ذي دراية بكل شيء وعمله أقرب للمثالية”. وتقول “اذ لم نُقيم على هذا الأساس، لن يكون هناك إمكانية لتعلّم المزيد، وسيبقى الطلاب على نفس المستوى، ولن يتطوروا. لذلك أحتاج إلى أن يكون تقييمي أدق من النجاح أو الفشل، لإظهار نقاط الضعف والقوة لدى الطلاب”.

وأعربت السيدة لورا باكالكا، الأستاذة المساعدة في تصميم الجرافيكي، عن اختلاف تقنيات التقييم بين الأساتذة، وأن بعضهم يقيمون الطلاب في عملية سريعة واحدة، والبعض الآخر ، مثلها، يقيم الطلاب أربع مرات. وتضيف بالكاكا في مقابلة شخصية “التصميم غير موضوعي، على الرغم من أننا نقول أنه يجب أن يكون موضوعيًا، لذلك بالنسبة لبعض التقييمات، نحصل على مُقيم خارجي، مثل شخص من الهندسة ، قد لا يفهم أي شيء من التصميم ، ونطلب منه. أن يُقيم أي تصميم أكثر نجاحًا”.

 باختصار، أعتقد أنه عند مقارنة مواد الكتابة مثلا بتقييم الدرجات مع مواد التصميم ، يمكن دائمًا النظر في الكتابة بموضوعية، كونها بقواعد وعلامات ترقيم لا يمكن كسرها أبدًا. ولكن يخلف ذلك مع التصميم، ، حيث يتم تعليم المرء أنه، إذا كان يعرف قواعد التصميم ،  فيمكنه كسر هذه القواعد لغرض ومعنى معين. وفي نهاية المطاف ، يدور الفن حول المعنى والجمال والتعبير،  وهذا يتجاوز أي شكل من أشكال الموضوعية الكاملة.

ترجمة: أسماء فودة

تحرير: رزان محمد

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM